صنعاء نيوز/ -

الجمعة, 07-مارس-2025

بقلم/ احمد الشاوش

لاتشكي لي ابكي لك .. الكل يشكي .. الكل يبكي .. الكل يصيح .. الكل يضحك .. يحزن.. يجامل .. ينافق .. يتعجب .. يستنكر.. ينتقد.. ينتظر الفرصة .. أي فرصة لله اعلم .. مدري !!.

النتيجة كل شي سااااااابر ياسيادة الرئيس .. كل شيء تماااام ياسيدي .. الامور تمااام .. الكل تحت السيطرة.. المواطن مشغول بالزبادي والكدم والروتي والطماط والبطاط ودبة الغاز وسداد الايجار وديون البقالة ونار الاسعار.

تذهب الى التاجر الغدرة وموله المكون من ثلاثة أدوار والناس غير الناس ، والصور غير الصور ، بالبنادق وغير البنادق تشتري كل شيء والبعض يحمل عربيتين وثلاث ..

البعض بكروت على حساب من .. الله اعلم والبعض يخرج ربطة مائة ألف ريال يمني وآخرين بالريال السعودي .. جديد جديد لاعاد كل بالي ، والموظف والعاطل متفرج لبيب يبحث عن مقومات البقاء على قيد الحياة ويكفيه نظرة ومتعة .. زحمة عند مؤسسة الرجوي .. زحمة عند سوبر ماركت الهدى وغيره.. ناس تلعب بالفلوس وناس تبحث عن فلوس ومن غير الفلوس ترخص النفوس .. من أين وكيف ارزاق..اللهم لا حسد.

قلبي دوووود وعقارب سود .. هذا لسان حال المواطن الشريف الغارق في الديون والازمات والنكبات والحنبات والنثرات ، المجاهد في ميادين الزبادي والطماط والبطاط والخبز والقوت الضروري لاسرته وتربية اولاده والحفاظ عليهم من الضياع والضباع والزمن الغدار في عصر غاب فيه العُقلاء والحكماء والرُحماء والاوفياء وساد فيه المزايدين والانتهازيين والمتسلقين وراكبي الموجة التي امطرت عليهم سماء الداخل والخارج بالدولارات والسعودي والريال اليمني..

أكثر ما حيرني والمشاهدين هو ظهور المناضل الناصري والناطق المؤتمري عبده الجَنَدي في قناة الهوية في زمن غير زمانه وعصر غير عصره وثقافة غير ثقافته ومدنية غير مدنيته في اكثر من برنامج ليس للمناظرة والتحليل وتقديم الرؤية الثاقبة والحلول الناجعة وانما استخدامه كورقه للاستفادة من ظهوره رغم مقاطعته واسكاته وأثارته واستغلاله أحياناً لتسويق قناة الهوية التي أصبحت بلا هوية ، وما برنامج " طي " وفي رواية " خيري وأخوه " الا عنواناً لسياسة القناة التي تحول فيها محمد العماد الى استاذ ومنظر ومايستروا وباحث وموجه ومعقب على عبدوووووو الجندي الذي كان له صوله وجولة وترفع له القبعات فيما مضى .

ايش جرى ياعم عبدوووه.. لموه هكه.. موحصل .. ايش المشكلة موغيرك .. شغلتك الدنيا .. كم ساعتك وساعتنا وكم لقمتك ولقمتنا.. عترجع تخلينا نردد اغنية..يناسينا ياناسينا .. اش اللي ذكرك فينا .. الدنيا مسلمه .. الله يحسن خاتمتنا..

يكفي عموووو عبدوووه.. امسك بريك .. عندالله وعندك .. لاتضيع وتختم عمرك في الهااااوية .. سار من كل شيء أحسنه .. صار العلم والحكمة والثقافة و الشباب والفتوة والعمر والسياسة والمبادئ .. مَشي .. جَزع .. ابوها الدنيا .. عيش ماتبقى من حياتك ربنا يحفظك ويعطيك الصحة والعافية ابوها قناة الهوية والاذية وكل القنوات الاعلامية ..

حافظ على رصيك قبل ما ينتهي .. اترك الفرصة للشباب .. لاتعيش حرق المراااااحل ولا زمن الآخرين .. أعتكف في البيت او شل لك كرسي وختمه واطلع الجامع الكبير او انزل الجند لتعويض مافات وزيادة الاجر وابوها الاجررررة.

كان المؤتمريين والاصلاحيين والبعثيين والسلفيين والحوثيين وحتى القاعدة وغيرهم من ابناء الشعب اليمني في السلطة والمعارضة ينتظروا المسلسل الفكاهي اليومي لعموووو عبدوووو في فندق تاج سبأ بصنعاء أو قناة اليمن اليوم وخفة الدم والروح والقفشات اللطيفة والشقدفه والتعليقات السياسية الساخرة والحكم والقصص والدقدقة والامثال الشعبية الصاعقة وسرعة البديهة والفراسة التي سبقت عالم الذكاء الاصطناعي بحرية واحترام واريحية دون مقاطعة او توظيف بينما اليوم لسان حال البعض يقول ان الجَنَدي غير الجندي وكأن طلوعه على القناة بدون نفس!!.

كان عمووو عبده الجندي هو المثقف اللامع والسياسي المخضرم والحزبي المعتق والناصري المحنك والمناضل الفذ .. لسانه بيقطر حلاوى مثل حلوووويات علي سعيد اللذيذة بالراهدة ، اذا تحدث صمت الكبار والصغار واذا انتقد أفحم الخصم واذا صرح كان لرسالته صدى كبير بمايملكة من حرررررية وذكاء فطري نادر وأسلوب رائع ومؤثر وجريء ومتوازن بينما حضوره في الهوية اليوم أختزله بمقاس صورة جواز سفر ينسف ارثه التاريخي الجميل .

مانزال وسنظل نعتبر عمو عبدووووه " تُحفة " وسيظل " تُحفة " ، حضور وكاريزما وصوت لافت ولهجه تجنن واسلوب كوميدي " يضَحك الطير عند كل اجتماع وحلقة ونقاش ومؤتمر وجلسة..اليوم يبدو ان الجندي تاه في قناة الهوية الغارقة في ثقافة العصور الوسطى.

الله يعين عمووو عبدوووووه بعد 8 عقود من سيرة ومسيرة حافلة بالانجازات والمواقف الوطنية.. استغرب كيف تستجيب وتُحرج وكيف يكون صعوطك الى الدور الثالث او الرابع الى استديو قناة الهوية.. ماحاجتك ياعم عبدوووو .. للطلعة والنزلة والبزبزة الى استديو قناة الهوية على سلالم محمد العماد.

بارك الله فيك .. كم ساعتك .. وكم لقمتك .. لا انت مستأجر ولا معك أطفال تشقى عليهم ولا ديون للبقالة والجزار والمدارس ولا انت منتظر لقناة الهوية وتحويلات محمد العماد ولعبة الكمبارس .. الحمدلله أعتقد مازال رصيد الحزب الناصري والمؤتمر والنظام السابق لم ينجح .. كل وأكل واذكر الله وصلي على النبي وآله.

يكفي هدره وظهور في الوقت الضائع باستديوهات اللهو والثرثرة والضياع .. أترك قناة الشقاق والنفاق والجدل البيزنطي وحافظ على شعبيتك ورصيدك ومبادئك الناصرية والقومية والمؤتمرية وعيش بقية حياتك كريم .. عزيز .. حر .. واترك الساحة للمهرجين واصحاب الشعارات الزائفة والمشارعين بدلاً من تحولك الى ديكور وميكرفون في برامج ليس لها طعم ولا لون سوى رائحة الانتقام والانقسام وتدمير النسيج الاجتماعي وتصفية الحسابات .

ما اجمل تلك الايام عندما كان صوتك رنان ، كما غنت فيروووز ورسالتك تهز الدنيا .. ياعلي محسن .. ياعلي محسن .. ياشيخ حميد .. يا حميد الاحمر .. يا شيخ عدالمجيد الزنداني .. ياياسين سعيد نعمان يافلان يازعطان .. كانت تلك الكلمات والتعليقات الساخرة في احلك ظروف الازمة السياسية للربيع العربي خير شاهد على وطنية وجرأة ونقد وسخرية وموقف استاذنا الفاضل عبده الجندي من الفوضى الخلاقة والمحافظة على الوطن .. كانت طالعة كل الكلمات من بؤك مثل العسل.

أخيراً .. نسأل الله لاستاذنا الجليل والهامة الوطنية والمناضل الكبير عبده الجندي الصحة والعافية والسعادة وأخذ قسط من الراحة والتفرغ لكتابة مذكراته وادق التفاصيل بعد مسيرة حافلة بالنجاح بعيداً عن اعلام اللحظة واستغلاله وتسويقه والتأثير على رصيدك التاريخي في نظر المشاهد لتكون مسيرة حياتك الناصعة "ختامها مسك" .. كما أمل من الاخ محمد العمااااد تطوير سياسة القناة الاعلامية بما يتواكب مع روح العصر واستعادة ثقة المشاهد والمتابع والخروج بما ينفع ويوحد ويعزز لحمة الناس بعيداً عن الاستعراض والهنجمة والاثارة .. شهر مبارك وكل عام وانتم بخير .