صنعاء نيوز/ بقلم/ احمد الشاوش -
الأحد, 13-إبريل-2025
يشاهد المواطن اليمني في صنعاء ومأرب وتعز والحديدة وعدن وإب وغيرها من المدن اليمنية ظاهرة انتشار سلسلة المطاعم الفاخرة والكافيهات الانيقة والفنادق الضخمة والابراج والمولات والشركات العملاقة في زمن الفقر والجوع والبطالة والازمات والحروب والهُدن العجيبة والغريبة.
كما يستغرب المواطن المنكوب والمغلوب على امره من انتشار مجالس ونوادي واستراحات عجيبة وغريبة للشيش والمعسلات والتخزينة ومشاهدة الافلام والمباريات الدولية وجلسات الانس في فترة حالكة السواد من تاريخ اليمن
السؤال العقلاني الذي يطرحه المواطن الشريف في ظل الازمات الطاحنة واقتصاد الحرب والبيئة المضطربة ولهيب الاتاوات .. من هم رواد تلك القلاع ؟ وكم نسبتهم مقارنة بثلاثين مليون يمني؟ ..
والسؤال المنطقي من أين لك هذا . وهل هذه الفنادق والعقارات والابراج والشركات والمطاعم والمولات المقدرة بملايين الدولارات أموال دولة ام أموال ضختها الدول الاقليمية والدولية لكبار القيادات والمسؤولين والجماعات والاحزاب للاستمرار في تخريب وتفكيك اليمن الى كانتونات.
كما يعتقد المواطن اليمني الشريف الذي ذاق الامرين ان معظم تلك الاستثمارات قد تكون ناتجة عن غسل وتبييض اموال لصفقات واعمال قذرة وغير مشروعة تتخفى خلف شخصيات بعيدة عن الشبهات والمساءلة ، لاسيما وان ديكوراتها الفاخرة ومواقعها الاستراتيجية وبضائعها وايجاراتها الباهضة الثمن والاثاث والاضائة ورواتب موظفيها وطباخيها وعمالها يُكلف الكثير من الاموال.
كما يتساءل المواطن ببراءة من يقف خلف هذه الاستثمارات الكبيرة في صنعاء ومارب وتعز وعدن والحديدة وإب .. ومن هو المجنون الذي يُخاطر ويُغامر بتلك الاموال الباهظة والاستثمارات الضخمة الملفتة للانظار.
يستغرب المواطن اليمني وبذهول من تلك المليارات والاسماء الجديدة والغريبة في عالم الاستثمارات والاقتصاد والتصنيع والانتاج بقدرة قادر وفي خلال عشر سنوات من الحرب الطاحنة في اليمن بين ذوي القربى.
والعجيب في الامر ان رجال الاعمال والبيوت والعلامات التجارية التي صنعت مجداً في عالم التجارة والصناعة والتسويق خلال عقود بشرف وبنت صروحها التجارية بسوعدها وعرق جبينها غااااابت وضااااعت وتوارى نشاطها وأصبحت تفضل المشي عرض الجدر في ظل ظهور أعفاط الاستثمار ، بعد ان تحول كل شيء بالمقلوب!!
التساؤلات كثيرة وكله يهون الا انتشار تجارة المخدرات والاسمدة المحرمة دولياً والادوية والعلاجات المزورة والمهربة والغير مطابقة للمواصفات في زمن انتعشت فيه التجارة المحرمة والمدمرة للشباب والدولة والامن القومي في ظل سقوط القيم والاخلاق والضمائر.
لقد دفعت الحروب والازمات الطاحنة والمبرمجة اليمنيين الشرفاء الى النزوح الاجباري والهجرة والتشرد والفقر والجوع والبطالة والمرض والموت والمقابر بعد أن شاركنا جميعاً في تدمير بلدنا ولو بالصمت أو النفاق فأنهارت الدولة والمؤسسات والشعب والمنجزات والثروات الى دويلات وامراء للحرب والفنادق والعقارات والابراج والمطاعم والشركات والمصانع الخاصة!!؟.
أخيراً .. لايسعنا الا ان نردد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ..اللهم إنَّا نشكو اليك ضعف قوتنا و قلة حيلتنا وهواننا على الناس.. أنت رب المستضعفين وأنت ربنا.. إلى من تكلنا ؟ إلى بعيد يتجهمنا ؟ أم الى عدو ملكته امرنا ؟! إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ، لكن رحمتك أوسع لنا..
نعوذ بنور وجهك الذى أضاءت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الاخرة من أن تنزل بِنَا غضبك أو يحل علينا سخطك لك العتبى حتى ترضى و لا حول ولا قوة الا بك..
والسعيد من اتقى الله.
[email protected]