صنعاء نيوز -       حتى الأغنام لم تسلم من السرقة، فالجيش الإسرائيلي مُستمرٌ في عربدته في عمق الأراضي السورية، يقتحم القرى ويدخل في العمق السوري ويثير الخوف والفزع بين سكان القرى والمناطق التي يقتحمها،

الأحد, 13-أبريل-2025
صنعاء نيوز/ بقلم فيصل مكرم -
حتى الأغنام لم تسلم من السرقة، فالجيش الإسرائيلي مُستمرٌ في عربدته في عمق الأراضي السورية، يقتحم القرى ويدخل في العمق السوري ويثير الخوف والفزع بين سكان القرى والمناطق التي يقتحمها، ويقيم نقاط تفتيش، وجنوده يسرقون كل شيء تصل إليه أيديهم ولا يتورعون في العَيْث فسادًا، ثم يُجبرون الرعاة على ترك مواشيهم تحت تهديد السلاح والقتل، إن لزم الأمر، حتى يسرقوا تلك المواشي أمام عيون أصحابها ودموعهم دون رادع ولا أخلاق، ثم يأتي نتنياهو ويقول إن عمليات الجيش الإسرائيلي في سوريا هي لحماية إسرائيل من السلطة الجديدة في دمشق، أي جيش هذا الذي يسرق الماشية من أصحابها ؟!، أي جيش هذا الذي يدّعي زورًا بأنه أكثر أخلاقية بين كل جيوش العالم؟!، بعد أيام على سقوط نظام الأسدين في دمشق أطلقت إسرائيل العِنانَ لجيشها لتدمير مقدرات وإمكانات ومُعَدَّات الجيش العربي السوري في قواعدها بمئات الغارات والضربات العسكرية، وقامت بدفع وحدات نخبوية من قواتها للتغلغل داخل الحدود السورية وإقامة مناطق تطلق عليها آمنة خارج خطوط الهدنة مع الجيش السوري في الجولان السورية بعد حرب 1967، وترتكب هذه القوات جرائم بشعة بحق السوريين كالتهجير من قراهم وتدمير البنى التحتية واعتقال العشرات من السكان ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم وسرقة مواشيهم، ولا تأبه إسرائيل بأي أعراف أو قوانين تحمي سيادة الدول وَفق نصوص ميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات والقرارات الدولية والأممية، وكأنها تتولى معاقبة الشعب السوري لانعتاقه من النظام الأسدي الجائر في أقبح المشاهد الانتهازية التي توصم بها إسرائيل، والفساد الأخلاقي الذي يوصم به جيشها عبر تاريخ هذا الكِيان المُحتل الذي يقول وبكل وقاحة إنه سيقوم بحماية الأقليات السورية من الحكومة الجديدة التي تحظى بتأييد الشعب السوري بكل طوائفه وتنوّعه الإثني والسياسي والاجتماعي، وتارة تقول حكومة نتنياهو إنها تحارب الإرهاب في سوريا، وهي من يرتدي ثوب الإرهاب، وتعيث فسادًا في منطقة تنبذها وتشهد على إرهابها كل ذرة تراب فيها، وبات العالم يضيق من غطرسة إسرائيل وجرائمها ودمويتها وكل ما ترتكبه في قطاع غزة بحق الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وتدمير وتهجير ومذابح للأطفال والنساء وتجويع ممنهج للسكان، كلها جرائم إنسانية لم يشهد التاريخ مثيلًا لها في أكثر الحروب والصراعات وحشية ودموية، وما ترتكبه إسرائيل في سوريا وفي جنوب لبنان يأتي امتدادًا لسلوكها العدائي والتوسعي مع دول الجوار، ومشروعها الدموي الذي تنفذه في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، حيث تعتبر السلام في الشرق الأوسط مرهونًا بتحقيق أطماعها وفرض شروطها من خلال العدوان وارتكاب الجرائم الوحشية، ورفضها الالتزام بالقوانين الدولية والإنسانية تحت جَناح الحصانة التي تحظى بها من واشنطن والغرب خلال نحو ثمانية عقود، ثم يقول نتنياهو إنه يغيّر وجه الشرق الأوسط، وكأن هذا الشرق الأوسط من ممتلكات الكِيان المحتل، ومن هنا لا بد للعالم العربي ودول الشرق الأوسط، العمل مع كل الدول الداعمة للسلام والرافضة لسياسة إسرائيل التدميرية ووحشيتها الدموية للتصدي لمخططات ونيات هذا الكِيان وممارسة كل الضغوط الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، لكبح جماح نتنياهو والمتطرفين في حكومته، والعودة إلى مربع التفاوض مع الفلسطينيين على حل الدولتين، واحترام سيادة الدول المجاورة، والامتثال لقرارات ومواثيق الشرعية الدولية، ولعل الفرصة اليوم مواتية أكثر من أي ظروف قادمة لردع أطماع إسرائيل ووقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني والاعتراف بحل الدولتين إن أرادت العيش بسلام في منطقة ضاقت ذرعًا بغطرستها ودمويتها وسعيها لجعل كل الشرق الأوسط خاضعًا لمصالحها وأحلامها التوسعية، والتوقف عن تهديد الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي في أهم مناطق العالم تأثيرًا وحَراكًا على مصالح الشرق والغرب معًا، لأن هذا الكِيان يعلم يقينًا أنه أصغر وأضعف من أن يبقى على حاله هذا إلى الأبد.

صحفي وكاتب يمني

[email protected]

@fmukaram
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 15-أبريل-2025 الساعة: 11:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-102351.htm