صنعاء نيوز/بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي. -
*ياسين عبدالعزيز واليدومي من الأزهر
وكورنيش النيل إلى لعنة المنفى.*
------------------------------------------
ما الذي جعل قيادات إخوان اليمن من محمد عبده المخلافي والزنداني وياسين عبدالعزيز إلى محمد اليدومي وعبدالوهاب الآنسي وأحمد القميري الذين تمتعوا بحقوق ومزايا سياسية واجتماعية وأموال ومناصب وتجارة واستثمارات مشبوهة أكثر من خمسين عاماً يفكرون ويتصرفون بسوداوية ونفسية سيد قطب ومحمود عزت وانتقامية مصطفى مشهور واحتيالية محمد بديع وخيرت الشاطر الذين قضوا عقوداً من حياتهم في السجون بسبب ارتكابهم قضايا جنائية جسيمة ضد أنظمة الحكم والسلطات المتعاقبة وأمن البلد والناس..
تبنى إخوان مصر مواقفهم السياسية العنيفة السابقة واللاحقة ضد الرؤساء والحكومات من واقع ما يعتبرونه ظلم و تنكيل الحكام بهم بما في ذلك تبنيهم حركة 30 يناير 2011م ألتي أطاحت بالرئيس مبارك بضؤ أخضر أمريكي وتنحيته في 11 فبراير 2011 م الذي حددوه نفسه للإطاحة بنظام صالح في اليمن ??
عندما كتبت الأخت أسماء عبدالمجيد الزنداني في صفحتها بالفيسبوك بعد وفاة والدها وعن تأثره بشخصية طرزان الخيالية من خلال قرءآته المبكرة لمجلة الأطفال الشهيرة طرزان, وكيف عانت والدة الشيخ منه في صغره بسبب تقليده حركات طرزان المغامرة قدمت ابنته دون أن تدري أبرز مفاتيح شخصية الرجل المندفعة العصية على الفهم, وهكذا باقي رموز إخوان اليمن ياسين عبدالعزيز المفتون بطربوش حسن البنا وشهرة سيد قطب أو محمد اليدومي المفتون بشخصية محمود عزت البوليسية وموسوس التنظيم الشهير عبدالوهاب الآنسي الساكت عن الحق.
*بلا هوية*
في تجارب التأثر السياسي تكتشف الأحزاب والجماعات حديثة التكوين عبر النقد الذاتي خصوصيتها واختلافها عن الذين كانت تأخذ منهم من أفكار وتجارب إنسانية أخرى فتتوقف عن التقليد بعد تقويم التجربة وتصحيح انحرافاتها الفكرية والعملية.
إلا إخوان اليمن هداهم الله للأسف الشديد فلم يتأثروا بأفكار إخوان مصر فقط وإطارها الإسلامي العام ألذي أكدت التجربة تحريفهم لمقاصده, وفوق ذلك وضعت قياداتهم نفسها في زنازن وأقبية وسجون وصراعات أقرانهم المصريين وكأنهم هم المحكوم عليهم في مصر على الرغم من تنكيلهم بخصومهم الآخرين داخل اليمن ومارسوا ضدهم أصناف السحل والقهر والتعذيب.
تقمص إخوان اليمن من أقرانهم المصريين الأدوار الشخصية وعاشوا بالإنابة ذات الإنفعالات النفسية والعقلية المستوحشة والمواقف العامة الشاذة ذاتها وهم ينعمون بحياتهم الخاصة ومزايا السلطة والثروة خارج السجون.
ومارسوا في اليمن موجات تكفير وعداء المجتمع ومقاومة السلطات والسعي لقلب أنظمة الحكم كما هي في مصر بحذافيرها حتى وهم عندنا جزء مؤثر ومكون فاعل داخل السلطة ومؤسسات وهيئات الحكم بالشراكة والإئتلافات الحكومية ومجلس الرئاسة وبسلطتهم ونفوذهم القبلي المعروف داخل نظام علي عبدالله صالح طوال 33 عاماً والمرحلة السابقة لها وبعدها.
لا نستطيع اليوم التمييز بين النائحة الثكلى ومعاناتها المزعومة في مصر والنائحة المستأجرة في اليمن إلا بتجربة الغباء السياسي المشترك جرت ويلاتها على اليمن وضحايا قواعد حزب الإصلاح نفسه قبل غيرهم.
*كربلاء مصطنعة*
كان إخوان مصر يفتعلون قرابة قرن من تاريخهم منذ أغسطس 1928 استجرار فكرة مظلمة كربلاوية بأي وسيلة, ويستجلبونها عبر حيلة الصراعات التصادمية المدبرة مع السلطات وأنظمة الحكم المتعاقبة لمنح أنفسهم شرعية الإستيلاء على السلطة كأصحاب مظلمة.
كانت خدعة امتلاك جماعة دعوية إسلامية للسلاح في ظل الإستعمار البريطاني(من أجل تحرير فلسطين) ثم ضلت فوهة البندقية وجهتها مباشرة إلى نحور المصريين, حتى أن سيد قطب في كتابه(لماذا أعدموني) يلمح إلى عمالة النظام للغرب لتبرير أعمال عنف الإخوان ضده.??
وعلى عكس إخوان مصر ظل إخوان اليمن جزءاً من المؤسسة التربوية والتعليمية والدستورية لدولة ثورة 26 سبتمبر وعضوية حكومات الأنظمة المتعاقبة بالشراكة والإئتلاف والتقاسم, ثم الإنفراد بالحكم منذ مارس 2015م في الأراضي المحررة إلى اليوم وسيطرتهم الحزبية على بقايا المؤسسة العسكرية التي اخترقوها من قبل, وبيدهم ثروات ونفط مأرب الذي لا يعلم سقف إنتاجها ومبيعاتها ومصير إيراداتها الحقيقية ??
وقد لاحقت قيادات إخوان اليمن وطاردت وسجنت خصومها ومنافسيها طوال مراحل عديدة, وأعدوا لهم ما استطاعوا, بعكس تجربة إخوان مصر النقيض تماماً لأي منطق يقنعنا بطريقة إخوان اليمن في الإنقلاب على نظام الحكم بطريقة أقرانهم في مصر نفسها وبنتيجة كارثية نتجرع تبعات ويلاتها إلى اليوم, فأكثر من 7 ملايين يمني بين مشرد في الخارج إو مشتتون في الداخل, بمن فيهم الإصلاحيون.
صحيح إن بقاء الرئيس صالح في الحكم 33 عاماً تكفي لإزاحته عن الحكم, لكن طريقة انقلاب حلفائه عليه من داخل النظام نفسه وهم جزء منه حول حركة فبراير إلى مجرد صراع عسكري على السلطة بين مراكز القوى القديمة نفسها(جناح ألإخوان وجناح صالح) إستغل أحدهم ألإحتجاجات المدنية للتغطية على الطابع الإنقلابي المحض للحركة.
تتحول الممارسة السياسية بالتقليد الأعمى للآخرين وترسم وتتبع خطواتهم وأعمالهم إلى حالة هستيريا جماعية و لعبة بوبجي تقود صاحبها إلى الإنتحار وفناء من حوله دون قضية أو هدف مشروع ونبيل.
*من الإخوان إلى الأمريكان*
مشكلة تنظيم إخوان اليمن منذ نشأته الرسمية في ستينيات القرن الماضي أنه سجن نفسه في زنزانة تجربة الإخوان المصرية ألحركية وربط مصيره ومصير اليمن كلها بها رغم فوارق الأوضاع السياسية الشاسعة في البلدين وموقف أنظمة الحكم المتعاقبة في اليمن المتماهية مع تطلعات ومطالب الإخوان والتحالف معهم وإشراكهم في السلطة وتقاسمها معهم في الغالب.
عندما كانت قيادات إخوان مصر ترزح في سجون النظام الحاكم طوال فترات منتصف خمسينيات القرن الماضي إلى أواخر السبعينيات بسب الصدام العنيف للجماعة مع السلطات المتعاقبة والتحريض عليها كان رموز إخوان اليمن جزءاً من قيادات ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م من محمد محمود الزبيري إلى عبدالمجيد الزنداني ومحمد عبده المخلافي الذين أوكلت لهم مهمة صياغة وإعداد المناهج التعليمية(ألإسلامية) ثم تمثيلهم للحركة في صياغة دستور 1970م والعضوية في مجلس الشورى ألذي يترأسه زعيمهم عبدالله بن حسين الأحمر وتمثيلهم في الوزارات والمؤسسات..
وما حصل لبعضهم من مواقف إدارية بسيطة يحاولون تضخيمها-مثل توقيف المخلافي عن مهمة إدارة التربية - أو غيره - في إطار الصراع الحزبي السائد أيامها بين القوميين والإخوان الذين لا يتركون سانحة دون تحويلها إلى معركة دينية مثل تظاهراتهم الفوضوية لشطب اسم(ألقانون) من مسمى (كلية الشريعة والقانون) التي جوبهت بنزول قائد الجيش بنفسه لفظها.
*بين سيد قطب والزنداني والمخلافي*
عندما كان سيد قطب في مصر يكتب من زنزانته الموحشة(معالم في الطريق) ألذي عكس ردة فعله الإنتقامية المحبطة من عقوبة القضاء المصري على جريمة التحريض على رموز النظام الحاكم منتصف الخمسينات و الستينات كان الشيخ عبدالمجيد الزنداني ومحمد المخلافي منتصف الستينيات يلقون الخطابات والمحاضرات الدينية أمام الحشود في معسكرات الجيش اليمني وبين القبائل في صنعاء وحولها.
وعندما كان محمود عزت(ألمرشد العسكري المتحكم بقيادة إخوان مصر ألذي تأثر به اليدومي) أواخر الستينيات وبداية السبعينات يدبر مع شكري مصطفى من زنزانته المظلمة لعمليات الإنتقام القادمة بعد الخروج من السجن كان الطالب محمد عبدالله اليدومي ذو ال26 عاماً المبتعث من بلاده للدراسة في كلية الشرطة بمصر عام 1971م يتجول ويتفسح بكل حرية وشغف على كورنيش النيل, ويستمتع برؤية أهرام وحدائق الجيزة وغيرها طوال فترة دراسته, ويتسلم المنحة المالية الشهرية المخصصة للمبتعثين بانتظام عبر سفارة اليمن.
وعندما حصل اليدومي في 1973م على شهادة أكاديمية الشرطة من جمهورية مصر العربية كانت في رقبته بيعة لغرباء آخرين من غير اليمن.
عمل الرجل في سلك تحقيقات الشرطة ثم المسئول الأول عن غرفة استجواب جهاز الأمن الوطني(ألسياسي) لمدة 12 عاماً من 1973م-1985م نصفها في فترة حكم الرئيس علي عبدالله صالح.
إلتقى اليدومي مجدداً بمحمود عزت ألهارب من مصر إلى اليمن هذه المرة, وتحول فجأة من مطلوب لسلطات بلاده إلى (مدرس مختبرات مستعار بجامعة صنعاء) عام 1981م بعد تدبير اليدومي إقامة(رسمية) للرجل ومعه خيرت الشاطر ومحمد بديع ألذين تنقلوا بين اليمن والسعودية وبريطانيا, وأصبحوا مرشدي الإخوان فيما بعد.
*ياسين عبدالعزيز وسيد قطب*
عندما كان الأديب المصري سيد قطب في الاعوام من 1963-1966م ينفذ عقوبة السجن الثانية في قضايا تشكيل تنظيم سري مسلح ومحظور كان ياسين عبدالعزيز حسن يدرس في جامعة الأزهر-كلية الشريعة- في بعثة خاصة على نفقة حكومة ثورة 26 سبتمبر 1962م.
وعقب إعدام سيد قطب في أغسطس 1966م ومنتصف 67م تخرج ياسين عبدالعزيز من الأزهر وتم تعيينه مباشرة بصنعاء كمدرس في معهد المعلمين ثم قفز إلى موقع مدير المعهد نفسه في غضون عام واحد فقط 1968م.. وقفز بالوراثة أيضاً إلى منصب مدير مكتب التربية لمحافظة تعز 1969م خلفاً لمحمد عبده المخلافي مراقب إخوان اليمن ألذي قضى في حادث مروري بطريق معبر-ذمار في إطار صراع داخل التنظيم أو غير ذلك كون ياسين عبدالعزيز تعرض بعده بعام لحادث مشابه في نقيل سمارة, قيل صراع بين تياري الوهابيين والقطبيين داخل التنظيم.
وسنلاحظ كيف أنهم تمثلوا وطبقوا ثقافة الإنقلابات والإغتيالات داخل التنظيم وخارجه على السواء.
عندما كان محمود عزت ألمرشد العسكري لإخوان مصر منتصف 1974م لا يزال يقضي عقوبة السجن في جريمة الإشتراك مع سيد قطب في التخطيط لقلب النظام بالقوة صدر قرار جمهوري من القاضي عبدالرحمن الإرياني بتعيين ياسين عبدالعزيز مراقباً عاماً لمحافظة تعز, ثم انتقل للإدارة المحلية.
وعندما كانت مؤلفات سيد قطب ممنوعة في جامعات مصر شارك ياسين عبدالعزيز والزنداني وغيرهم من الإخوان في تأليف المناهج الدراسية الحكومية وكذلك المعاهد العلمية لاحقاً التي أوكل الرئيس إبراهيم الحمدي إدارتها للشيخ عبدالمجيد الزنداني, وكان يحاضر فيها ياسين عن رسائل حسن البنا وسيد قطب وأبو الأعلى المودودي الذين نهل معارفه الشيطانية وأفكاره السوداوية من مؤلفاتهم.
*إنتقام اليدومي لإخوان مصر*
عندما كان محمد اليدومي حفظه الله يسمع بمعاناة ومظالم مزعومة لإخوان مصر المسجونين على ذمة قضايا جنائية وقتل وتخريب وتهديد الأمن العام كان لا ينام أو يهجع لشدة تعاطفه الأخوي وتأثره بمظلمتهم فيقضي ثلث الليل أو نصفه برد الصاع صاعين بطريقته المعهودة والإنتقام الفوري والمباشر لهم في اليمن من معتقلي الجماعات الإشتراكية والناصرية والقومية, حتى فقد بعضهم عقله أو أصيب بعاهات من كرم اليدومي أو مفقود إلى اليوم.??
** وعندما كان إخوان مصر ينفذون انقلاب المدرسة الفنية في أبريل 1974م فر الشيخ عبدالمجيد الزنداني وياسين عبدالعزيز والآنسي في الفترة نفسها لتجميع صفوفهم في الجبال والحدود يتآمرون للإطاحة بالرئيس عبدالرحمن الإرياني أواخر عهده, وكان احتضنهم في حكومته وتمردوا للإنقلاب عليه بأوامر الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
*إنقلبوا على أنفسهم*
وعندما لم يجد مراقب إخوان اليمن الحالي ياسين عبدالعزيز وأحمد القميري وعبدالوهاب الآنسي واليدومي ما ينقلبون عليه دبروا منتصف 1979م للإنقلاب على أنفسهم للإطاحة بالمراقب العام لإخوان اليمن الشيخ عبدالمجيد الزنداني بتهمة خطورته على التنظيم, وبطريقة يندى لها الجبين.. وبعده بثلاث سنوات تدبير انقلاب مفبرك جداً ضد الأمين العام عبدالملك منصور منتصف 1983م ألذي كان يرفض تدخل محمود عزت(مرشد الإخوان العسكري) ألمسئول المباشر عن فرع اليمن.
*أول انقلاب ضد صالح*
بعد تصفية خصومهم الإشتراكيين بمزاعم رفض حاكمية الشريعة الإسلامية إنقلب ياسين عبدالعزيز ومحمد اليدومي وجناحهم داخل تنظيم الإخوان على أحكام القرآن الكريم والسنة النبوية والشريعة الإسلامية نفسها بعد تظاهرهم بطاعة ولي الأمر يومها, وخططوا بعد ظهور نتائح انتخابات أبريل 1997م النيابية بالتنسيق مع قائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن الأحمر للإطاحة بالرئيس علي عبدالله صالح ألذي تفادى الكارثة وامتصها بنقل أسلحة وجنود الفرقة من وسط العاصمة صنعاء فوراً إلى المنطقة الشمالية الغربية وتوقيف وتسريح قيادات عسكرية محسوبة على الإنقلابيين.(تم المخطط بالتنسيق مع قائد المنطقة الشرقية محمد إسماعيل ألذي دبروا اغتياله لاحقاً في تحطم طائرة عمودية مع مجموعة قيادات عسكرية).
منذ أواخر العام نفسه 97م إستعانوا مجدداً وبدأوا بالتنسيق مع سفارة من وصفوهم في أدبياتهم بالأمريكان(الكفار والملحدين والنصارى والمشركين) ضد حاكم مسلم, وخاضوا معه انتخابات تنافسية في سبتمبر 2006م بمرشح مستقل(فيصل بن شملان) إستعاره الإخوان لتمثيلهم.
وعندما فشلوا بدأوا مجدداً بعد خمس سنوات بتنفيذ الخطة (باء) للتمكين وما يسمى(وعد كوندليزا رايز) لحكم إخوان تونس ومصر وليبيا واليمن.
*بطرة إخوان اليمن*
عندما حصل إخوان اليمن على تصريح قانوني بمزاولة النشاط عام 1991م كانت جماعة الإخوان المصرية لا تزال جماعة محظورة يمنع عليها النشاط الحزبي العلني منذ نهاية 1948م بحكم تاريخها الجنائي المعروف ضد الأمن العام ورموز السلطات المتعاقبة من النقراشي إلى جمال عبدالناصر ثم السادات وما بعدها.
وعندما أتيحت لهم فرصة تقديم مرشحين خلال التسعينيات وما بعدها فعلوا ذلك ضمن قوائم أحزاب أخرى مثل الوفد والعمل, ولم يمنح إخوان مصر تصريح مزاولة نشاط حزبي قانوني إلا عندما تدخل الأمريكان بالضغط المباشر على الرئيس المصري حسني مبارك عام 2006م بعد تعهدهم بتوصيل الإخوان في الوطن العربي إلى الحكم ضمن مشروع(ألشرق الأوسط الكبير).
وعندما كان إخوان مصر ممنوعين من تقديم مرشحين لهيئات ومؤسسات الحكم أو المشاركة فيها كان إخوان اليمن من بداية الستينيات والسبعينيات يشغلون وظائف دولة كبيرة وممثلين بأعضاء في مجلس الشورى الذي رأسه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وأصبح رئيس حزبهم لاحقاً (ألتجمع اليمني للإصلاح) , وأوكل لهم الرئيس الحمدي عبر عبدالمجيد الزنداني ويحي لطف الفسيل إدارة التوجيه الديني وألإشراف على المعاهد العلمية(ألدينية) ومناهجها وإدارتها, ونشروا فيها في عهد مراقب إخوان اليمن ياسين عبدالعزيز على وجه الخصوص أفكار حسن البنا وسيد قطب المحرضة على الفتن والصراع على السلطة بدلاً من علوم القرآن والسنة النبوية الصحيحة, واستمروا في ظل تحالفهم مع الرئيس الجديد علي عبدالله صالح الذي تغاضى عنهم حتى عام 2002م.
شاركوا في صياغة الميثاق الوطني للمؤتمر الشعبي العام الحاكم في أغسطس 1982م وترأسوا بعض لجانه, وشاركوا في كل دورات انتخابات الشورى والمحليات دون قيود.
بينما كانت قيادات إخوان مصر أيامها لا تزال في السجون, أو تعاد محاكمتها مرة أخرى بعد خروجها في قضايا جنائية ومالية جديدة, عدا حظر طباعة وتداول مؤلفات سيد قطب مثل كتاب(معالم في الطريق, ولماذا أعدموني) الذي وجه ياسين عبدالعزيز بتدريسها كمحاضرات لطلاب المعاهد العلمية وأعادوا طباعتها بمطبعة الجيل الخاصة بعبدالوهاب الآنسي.
*مؤامرات إخوان مصر في اليمن*
أول مؤامرة لإخوان مصر في اليمن تمت في عهد حسن البناء واشتراكهم المباشر في محاولة الإغتيال الأولى الفاشلة للإمام يحي حميد الدين التي سبقت اغتياله والإنقلاب عليه لاحقاً في فبراير 1948م.
وبعد خروج محمود عزت المرشد العسكري لإخوان مصر من السجن 1974 واستكمال دراسته للطب زار صنعاء أوائل 1979م بطريقة سرية بصفته القائم المباشر على فرع اليمن بدعوة خاصة من ياسين عبدالعزيز أمين عام إخوان اليمن وكذلك الضابط محمد عبدالله اليدومي مسؤول التحقيقات في جهاز الأمن الوطني ومطار صنعاء الدولي, وعبدالملك منصور ألمسئول السياسي للإخوان (قبل الإطاحة به لاحقاً) وأحمد عبده عبدالله القميري(رئيس التنظيم الخاص بتعز).
أشرف عزت مع ياسين واليدومي والآنسي على إخراج سيناريو الإطاحة بالشيخ عبدالمجيد الزنداني ألمراقب العام لإخوان اليمن من منصبه وتتويج تلميذ سيد قطب النجيب ياسين عبدالعزيز بسبب تقارير هؤلاء الملفقة على شيخهم وتجاهله للأوامر التنظيمية لقيادة الإخوان المركزية بمصر بمن فيهم ألمسئول المباشر محمود عزت ألذي قدم للإشراف على المسرحية وترتيب ذريعة أمنية للإنقلاب على الزنداني.
ولعل قصة الإنقلاب الشهير على الدكتور عبدالملك منصور حسن المصعبي الأمين العام لتنظيم الإخوان والمسؤول السياسي والمالي منتصف 1983م وكيف حول جهاز دعاية محمد اليدومي ألرجل الضحية إلى متآمر وانقلابي كبير وأقروا بفصله من التنظيم مع قياديين آخرين وأفتوا بمقاطعتهم بتهمة خيانة الدين والأمانة, سيناريو سكب جناح الإخوان السياسي-التجاري فيه خلاصة أساليبهم القذرة والمنكرة في إسقاط عقدة خيانتهم لله والدين والوطن على كل من وقف في وجوههم ونصح لهم من الشرفاء.
سوف تتطرق الدراسة لتفاصيل ما جرى في هذه الواقعة وغيرها, وانفصام الخطاب الفكري والدعوي والأخلاقي لإخوان اليمن وتعارضاته مع القرآن والسنة, وتحول الجماعة إلى تنظيم بوليسي يقمع منتسبيه قبل خصومه, يرفع شعار الحرية والديمقراطية ويمنع حق توجيه الأسئلة فقط, والرهان على إقامة الخلافة بأدوات ملطخة وتحويلها إلى خرافة , ولماذا رهان إخوان مصر على اليمن أكثر من رهانهم حتى على مصر والبلدان العربية الأخرى..
وغيرها من قضايا تحول خريف العداء الظاهري الطويل مع أمريكا والغرب إلى ربيع مزلزل شرد رموز إخوان مصر واليمن قبل غيرهم.
كل ذلك تضمنه كتاب( معالم في الطريق إلى السفارة الأمريكية) ألذي أتناول بعض جزئياته هنا للضرورة مع تعذر الصحافة الورقية وإمكانيات الطباعة.
*لا راجعوا ولا تراجعوا*
** وحين عتب علي البعض توقيت نشري لذلك مع معركة المواجهة المصيرية مع الحوثي عرفت أن كثيراً من اليمنيين وقعوا ضحية إعلام حزب الإصلاح-إخوان اليمن الذي يقاتل الحوثيين في مواقع التواصل الإجتماعي والصحافة الإليكترونية وقناة سهيل بانتظار أمريكا التي سلمتهم السلطة إعادتهم إليها لاحقاً.
** والشيء الأهم إن قيادات إخوان اليمن بلغت من العمر عتيا, فمتوسط أعمارها الآن بين ال 77 وال 85 عاماً, ولم يطرف لها جفن طوال المراحل والتجارب والعقود السابقة واللاحقة, ولم تسأل نفسها حتى لماذا حلت بها عقوبة ولعنة المنفى قبل بلوغها أرذل العمر إلا لتراجع نفسها ونهجها, ومن لم يغير ما بنفسه لا يصلح لتغيير الآخرين بل لتدميرهم, وهذا هو أبرز دوافع إثارتي وتنبيهي لهؤلاء( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً, أولئك الذين حبطت أعمالهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) ألآية التي قد يظن البعض أنها نزلت فقط على الكافرين وهي تشمل كذلك المنافقين ألذين يقولون ما لا يفعلون واستهزأوا بآيات الله بالعمل خلافها, ويفرقون الأمة والمجتمع بالعصبيات الحزبية والممارسات العنصرية البغيضة ويأمرون الأتباع بطاعة أوامر ونواهي التنظيم الشاذة باسم طاعة الله ورسوله, ويشقون ولاء الطاعة للحاكم والمجتمع المسلم وإثارة الصراعات لصالح دولة وطواغيت التنظيم, بخلاف أصول البيعة الإسلامية الواحدة للخليفة وولي أمر المسلمين فقط دون من ينازعه الحكم وتعريض المجتمع للخطر والمكايد والدسائس والمؤامرات كما فعل إخوان مصر واليمن بشعوبهم وأمتهم حينما أقاموا دولة المرشد ومؤسسات التنظيم داخل حكم الدولة الأم والصدام والتنازع معها من العدم. |