صنعاء نيوز - بقلم / احمد الشاوش

الجمعة, 18-أبريل-2025
صنعاء نيوز/بقلم / احمد الشاوش -

الجمعة, 18-إبريل-2025



في لحظة استثنائية من تاريخ شعوب منطقة الشرق الاوسط الاكثر حساسية ودمار ودموية ، وصل وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان الى العاصمة الايرانية طهران ، يوم الخميس ، 17 / إبريل 2025م ، في زيارة خاطفة ، جذبت انظار العالم وفضول المحللين العسكريين والسياسيين والاقتصاديين لما لهذه الزيارة من مفاجأة كبرى جاءت وسط ضغوط كبيرة تتعرض لها إيران من قبل الولايات المتحدة الامريكية والرئيس ترامب واوروبا لتفكيك برنامجها النووي ، وتدمير اسلحتها الباليستية ، وانهاء محور المقاومة ، ووضع حد لمعاناة الشعب الايراني الذي يحتضر من العقوبات الامريكية الخانقة التي اوصلت الدولار الواحد الى مليون ..

لقاء وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان ، برئيس الاركان الايراني اللواء محمد باقري ، ومن ثم استقباله من قبل الرئيس الايراني مسعود بزشكيان ، واخيراً استقبال المرشد الاعلى للثورة الايرانية لوزير الدفاع السعودي والوفد المرافق له خلال يوم بحفاوة لاتوصف أكبر دليل على ان القيادة الايرانية ونظيرتها السعودية وصلت الى قناعة تامة أن طي صفحة الماضي وسلبياته أصبح ضرورة قصوى ، وان تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين أولوية وان مصالح البلدين هم الهدف الرئيسي للامن والاستقرار والتنمية والازدهار بدلاً من الحروب بالوكالة بعد التطورات والمتغيرات الاخيرة والخطيرة.

السؤال الذي يدور في مخيلة كل متابع للعلاقات السعودية - الايرانية المتأزمة والملغمة منذ عقود.. من يجرؤ على الكلام أو الاعتراض على زيارة أرفع شخصية سعودية ونتائجها من المعممين والسياسيين والقادة العسكريين..

وما هو موقف الاذرع الايرانية والادوات السعودية في اليمن وسوريا ولبنان وغزة ومصر وليبيا وتركيا وقطر والبحرين وسلطنة عمان وغيرها من مراكز النفوذ ، بعد ان تصالحت ايران والسعودية وأصبحت العلاقات سمن على عسل؟.

والحقيقة التي لايمكن اغفالها أن الدبلوماسية الصينية بما تحمله من حكمة وسمعة طيبة وبُعد نظر كان لها الدور الاكبر في التوصل الى تذويب الخلافات وعقد قمة تاريخية بين وزيري خارجية السعودية وإيران في العاصمة بكين لتجسيد الخطوة الاولى من المصالحة بين الرياض وطهران ، التي جنبت منطقة الشرق الاوسط والتجارة العالمية الازمات والحروب وبدء قطار تعزيز العلاقات الاخوية رغم الايدلوجيا المختلفة.

وشاهد الحال يؤكد ان زيارة وزير الدفاع السعودي الى إيران واللقاء بأكبر اعمدة البيت الايراني وفي رواية "الفارسي" ،هي فرصة كبيرة لتجسيد العلاقات والتفاهمات الانسانية والجلوس على طاولة السلام لحل ما علق من الخلافات بين الرياض وطهران ، وحلحلة بركان الازمة اليمنية وإيجاد تسوية للاوضاع في لبنان وسوريا وغزة بما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واغلاق ساحة المعارك واطفاء الحرائق السياسية والتفرع للتنمية والاستقرار والازدهار .

وبما ان السياسة فن الممكن ، والدبلوماسية الناعمة لها جاذبية خاصة ، وان المصالح العليا للدول والقيادات الناضجة والشعوب الواعية هي الاساس للوصول الى الامن والاستقرار والتنمية والسلام ، فإن مصلحة السعودية وإيران في هذه اللحظة الاستثنائية هي اغلاق كافة الابواب والابواق والمطابخ السياسية للعيش في الحاضر والانتقال الى المستقبل المنشود بعيداً عن المنغصات .

لقد جربت إيران والسعودية كل أسلحة الدمار الايدلوجية والفكرية تحت عناوين الشيعة ورايات السنة وامبراطوريات الاعلام والمثقفين والمفكرين والفنانين..

كما وظفت طهران ومن يدور في هلالها الشيعي والرياض ومن يدور في فلكها السني الادوات السياسة والدبلوماسية والمنظمات الحقوقية والانسانية والقانونية والاممية والاستعانة بالشرق والغرب في محاولة لتحييد وتدمير الاخر أو على الاقل السيطرة على زعامة ومنطقة الشرق الاوسط ، ورغم تلك القوة والاستقطاب والتريلونات والحروب الطاحنة والقتلى والجرحى والمعارك عبر الحلفاء والاذرع ، وتوازن الرعب ، إلا انه في اطار تحكيم العقل والمنطق والواقع والمصالح العليا والتهديدات الاقليمية والدولية تغلب الجميع حتى اللحظة على النرجسية وانحنى للعاصفة من اجل السلام بعد ان ادركوا أن استمرار الاستقطاب والصراع وتغذية الحروب هو استنزاف للبلدين والشعبين والثروات والمنطقة وتهديداً للامن والسلام الدوليين .

لاسيما بعد ان ادركت إيران بما لايدع مجالا للشك ان الهلال الشيعي قاب قوسين أو ادنى من الافول بعد تدمير حزب الله واخراجه من المعادلة واحلال الجيش اللبناني محله وهزيمة حماس في غزة وسقوط سوريا بيد الجولاني ، واحتضار محور المقاومة وحلول محور المقاولة وانفجار الجبهة الداخلية في إيران جراء الانهيار الاقتصادي وسقوط العملة الوطنية ، وبكائياتنا على شهداء وجرحى قطاع غزة من المدنيين ومجازر الابادة والدمار الاسرئيلية البشعة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية .

أخيراً .. نقول .. سبحان مؤلف ومقُلب القلوب الذي جمع بين مدفعين هما ، مدفع السنة السعووودي المتمثل في معاوية وانصاره.. ومدفع الشيعة الايرااااني المتمثل في جماعة الامام علي والحسن والحسين ، واستقبال الرئيس الايراني والمرشد الاعلى للثورة الايرانية لوزير الدفاع السعودي ودعوة خامنئي ، للملك سلمان وولي عهدة محمد بن سلمان لزيارة إيران "ويادار مادخلش شر "..

الخلاصة العالم سياسة واقتصاد وعلاقات دولية ورؤى واهداف استراتيجية ومصالح وبزنس .. وزمن توظيف شعارات الشيعة والسنة ومعاوية وعلي والحسن والحسين عليهم السلام انتهى لانها لغير وجه اللت تعالى والدليل ان اكبر قوتين في الشرق الاوسط ..السعودية وإيران بطلوا التكفير والتخوين ودخلو في السلم كافة وبدأ قطار الزيارات والعناق والتنسيق في كافة المجالات ..
وماتزال الادوات والاذرع الرخيصة في حالة جنون وصرع خارج اطار التغطية لم تلتقط مايجري ، وبدلاً من ان تسارع كل القوى السياسية في اليمن الى اطلاق حوار وطني يستوعب كل التيارات السياسة والفكرية والاجتماعية لحفظ ماء الوجه ماتزال تفكر بعقلية الشااااقي وغارقه في الوهم منتظرين مكافأة نهاية الخدمة ، أومنتظرين دعوتهم الى طاولة الحوار بالقوة ، لتلقي اتصال تلفوني او رسالة SMS أو ارسال مسودة نهائية للتوقيع عليها وتشكيل حكومة وحدة وطنية بحسب مايريده المُخرج بعد الاتفاق السعودي الايراني الذي نعتبره خطوة إيجابية في مسار التهدئة والامن والاستقرار وحلحلت صواعق النزاعات في المنطقة وفي طليعتها اليمن التعيس..
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 19-أبريل-2025 الساعة: 06:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-102412.htm