صنعاء نيوز - يجمع اليمنيون بين الشدة والمرونة والذكاء والغباء، والحماقة والنُبل ، ومن طرائفهم العجيبة التي وثقها التاريخ ، انه عندما قام الدستوريين

الأحد, 20-أبريل-2025
صنعاء نيوز/بقلم/ احمد الشاوش -


الأحد, 20-إبريل-2025



يجمع اليمنيون بين الشدة والمرونة والذكاء والغباء، والحماقة والنُبل ، ومن طرائفهم العجيبة التي وثقها التاريخ ، انه عندما قام الدستوريين بقيادة عبدالله بن احمد الوزير بالانقلاب على الامام يحي حميد الدين عام 1948م رحمة الله عليه واغتياله من قبل الشيخ علي ناصر القردعي .. وما أن فشل الانقلاب حتى تم الانتقام من المنفذين واسرهم وكافة اهل صنعاء بأن امر الامام احمد حميد الدين قبائل حاشد وبكيل بنهب وأستحلال مدينة صنعاء التاريخية.

وأمتثالاً للسمع والطاعة العمياء وانتهاز الفرصة وثقافة الفيد هبت القبائل النهابة من كل حدب وصوب وتواردت من حاشد وبكيل .. خولان وذمار وانس والحداء والجوف.. كالاسود والنمور والضباع لنهب وافقار أهل صنعاء بفتوى شرعية صادمة وعقاب جماعي وانتقام تاريخي من كافة اهل صنعاء بذنب الثوار.

كان كل قبيلي ومجموعته ينهب ما امامه من الاموال والفراش والابواب والنوافذ والبر والشعير والعدس والملابس والجنابي والذهب والفضة حتى قيل ان البعض منهم كان يقول للمرأة باتبعدي الاخراص " اقراط الذهب " لاختش الذي في البلاد أو أهزرهن من اذانك ، مالم قلع الاقراط وسال دم المرأة دون رحمة.

وفي حالة خوف ورعب تسارع المرأة الصنعانية بابعادهن من الاذان وتسليمهن للقبائل النهابة بعيداً عن آداب وقيم الاسلام والحلال والحرام.

وأطرف ماسجلته ذاكرة الاجداد والتاريخ اليمني العجيب ان احد ابناء قبيلة "..." ، دخل واصحابه احد بيوت صنعاء ونهب كل شيء حتى اصبح اهل البيت فقراااء خلال دقائق معدودة ، فترجى صاحب البيت اللصوص والنهابة القبائل بترك شيء من الحبوب للاكل .. فقال أحد النهابة لصاحبه الآخر اديلهم شوووويه .. " عند الله ماااايضيع" .. وكأن اللص بيتصدق على أهل البيت وتحول الى فاعل خير ورجل مؤمن في موقف غريب وأكثر طرافة.

ومن اطرف ماسجلته الذاكرة الشعبية انه خلال ذلك الهجوم الرهيب والثقافة البشعة ، وتواصل عمليات النهب ، دخل بعض القبائل النهابة الى احد البيوت وشاهدوا مالم يخطر على البال ان أحد ابناء صنعاء الفقراء جالس في مجلسة بلا فراش ولامداكي ولا فردة زعل ولا حصير يمضغ اوراق القات بكل اريحية وغير آبه بمن حوله من اللصوص والنهابة الذين صعدوا الى منزله فجأة كقوم هولاكو، وعندما نظروا اليه بدهشة واستغراب والى حالته البائسة ومجلسة الخاوي من أبسط مقومات الحياة سوى مدل الماء ، رقوا ورحموا لحاله .. فقال بعض النهابة لصديقه الآخر أمانه يافلان ابسر لهذا المدبر والفقير فرش وبطانية " عندالله مايضيع" .. فقال الفقير المدقع بأسلوب اهل صنعاء السااااخر والظريف " الحمدلله اليوم وصلت خير فقررررررري "

ومن طرائف أهل صنعاء ، يروى أن الاستاذ محمد الحلبي ، عندما هاجم القبائل النهابة منزله بالسلاح وقفز كل واحد كالمغول والتتار الى غرف بيته الانيق لينهبوا ما وجدوه امامهم بقوة وجلافة وفوضى لانظير لها .. قال لهم الحلبي وبكل لطاااافة : "انهبوووو بنظااااااام" ، وقام الحلبي بمساعدتهم بتعطيف المفارش والبطانيات وسلمها للقبائل النهابة .. مردداً قوله المشهور للصوص " هذا فراش وليس علف للقرااااااش ياااااا قراش.

تظل ثقافة الفيد والنهب والقفز على المحرمات بفتوى امام ملكي او جمهوري أو طبقة سياسية أو مناطقية راسخة في عقول ووجدان ونفسيات القبائل اليمنية كالجبال نتيجة للارث الثقافي الرهيب وسياسة التجهيل والفقر والتحول من قبائل تتفاخر بالاعراف والاسلاف والتقاليد والنخوة والشجاعة والمرؤة الى مجرد لصوص ورماح تحت الطلب وقيد الانقضاض على أي مدينة أو قرية بكلمة امام اورئيس جمهوري أو انقلاب او تسلط حزب أو شيخ أو فتوى عالم دين أو خطاب سياسي للانتقام من الخصوم وأحياناً بأوامر اقليمية ودولية .. افتح الباب .. غلق الباب ، وماقضية الفقية سعيد اليهودي والثورات السابقة وأحداث الربيع وماتلاها من فوضى ومايحصل من سلب ونهب في عمووووم اليمن الا عنواناً للصراع السياسي تحت غطاء الدين والوطنية وثقافة البطش والنهب في اليمن.

والحقيقة انه سلام الله على اللصوص الاوائل مقارنة بغيرهم من المجانين ، وكما يقال في المثل اليمني" صار من كل شيء أحسنه حتى السرق ".

كان لصوص الامس على حياء وخجل وخوف من الله ..ومن طرائف مايُحكى في الحيمة الداخلية.. في القصص الشعبية انه كان رجل يدعى هادي سنيني ودخل الى احد بيوت اسرتنا ليلاً ووجد ان الابواب والطوابق والغرف محكمة الاغلاق ، فتوجه صامتاً الى مخزن الحبوب فلم يجد مايرضيه فقام بخلط الحب مع الشعير والذرة والرومي والملح وقال في نفسه" ما على بنت الحدي .. أي جدتنا .. أخلي أبوها تعتصد وتنقي من جديد ، فلقيه جدي احمد الشاوش بالسوق ومازحه قائلاً هيا مه ياحج احمد اشتغلت بنت الحدي.. هيامة ادينا لها عمل بدل الفرغة .. فرد عليه جدنا هو انت ياجني عليك غضب الله .. الله لا الحقك خير .. فضحكوا جميعاً ويادار مادخلك شر ..

تتواصل القصص والحكاوي والحزاوي ويقال ان شخص من بيت الزنداااني كان فقيراً وحالته يرثى لها ، وفي احد الايام أشتد به واسرته الجوع ودخل الى مزرعة شخص وقام بقلع ظرف دباء وبعض الاشياء من مزرعة آخر وماهي الا لحظة حتى سمع صوت الرعد والبرق يلمع والكلاب تحفحف وعندها رجم الزندااااني ظرف الدباء من شدة القارح والخوف وردد ، ام رعود تقرح وام سماء تمطر والكلاب ام تحفحف والله لوما قدنا زند الزنداني لا كان ربي يتمساني في دليل على الحاجة ومخافة الله.

اليوم تعددت اشكال وصور النهب والسرقة والاحتيال في طول اليمن وعرضها حتى أصبحت ثقافة لدى الكثير وبقلة حياء لا نظير لها ، تحت عناوين وغطاء الوطنية والديمقراطية والحرية والثقافة والدين والسياسية والمشيخة والصناعة والتجارة والطب والمدارس والجامعات ، المهم معك ظهر يحميك دووووس وياجبل مايهزك ريح ، والشريف النظيف أصبح أصبح في الثقافة الشعبية فاشل والسارق المضارب شاطر وما أكثر الشطار في بلد الحكمة والايمان ..
أطلب عمر تنظر عجب !!.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 21-أبريل-2025 الساعة: 07:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-102432.htm