صنعاء نيوز/ -
في يوم السبت 19 أبريل/نيسان، نظم الإيرانيون الأحرار مظاهرات في 14 عاصمة ومدينة رئيسية بدعوة من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وبهذه المناسبة، وجهت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، رسالة إلى هذه المظاهرات، نصها أدناه:
رسالة إلى مظاهرات الإيرانيين لاستذكار شهداء 19 أبريل 1972
مريم رجوي: لا لنظام الشاه ولا لنظام الملالي، النصر للثورة الديمقراطية للشعب الإيراني
أيها المواطنون، يا حماة أشرف، وأنصار المقاومة المنتفضين،
أحيي تجمعكم الحماسي في بلدان متعددة حول العالم، حيث اجتمعتم لتكريم شهداء عظام ذوي مقام رفيع.
في ذكرى استشهاد أربعة من أعضاء قيادة منظمة مجاهدي خلق عام 1972، وفي ذكرى الجريمة المروّعة التي ارتكبتها السافاك الشاهنشاهية عام 1975 حين أعدمت رميًا بالرصاص تسعةً من فدائيي خلق ومجاهدي خلق وهم مكبلو الأيدي على تلال “ايفين”، نجدّد العهد بتحقيق أهداف أولئك الشهداء:
لا لنظام الشاه، لا لنظام الملالي، النصر للثورة الديمقراطية للشعب الإيراني!
الجريمة المروّعة للسافاك ونظام الشاه
كانت مجزرة تسعة من الثوار من فدائيي خلق ومجاهدي خلق واحدة من أشنع جرائم السافاك ونظام الشاه.
في تلك الفترة، كان الشاه قد جنى مليارات الدولارات من عائدات النفط المنهوبة.
ومع إعلانه عن “حزب رستاخيز” وتحويل نظامه إلى نظام الحزب الواحد، بلغ القمع والوحشية لنظام الشاه أقصى درجاتها. لكن النظام بقي يعيش كابوسا من الثوار من أمثال مجاهدي خلق وفدائيي خلق.
فراح يسفك دماء قادة الحركة الثورية وروادها من داخل السجون. لكنه لم يكن يدرك أنه بذلك يُغرق نظامه في بحر من الدماء.
لقد نُفّذت هذه الجريمة البربرية بأمر من الشاه الخائن وبإشراف السفّاح برويز ثابتی، نفس ذاك المسؤول السياسي الباقي من عهد الشاه. حقًا، لا شيء يُجسّد نظامَي الشاه والملالي أكثر من هؤلاء الجلادين أنفسهم.
المجد والخلود لأولئك الأبطال المغطّين بدمائهم على تلال ايفين!
المجاهدان الشهيدان: كاظم ذو الأنوار ومصطفى جوان خوشدل، والفدائيون السبعة: حسن ضياء ظريفي، عباس سورَكي، مشعوف كلانتري، محمد چوپانزاده، عزيز سرمدي، أحمد جليل أفشار، والثائر الكبير بيژن جزني.
وتحية دائمة للقائد كاظم ذو الأنوار، الذي بصموده وشجاعته وتضحيته وبُعد نظره، حال دون أن تكتشف السافاك دور مسعود رجوي في قيادة التنظيم داخل السجن ونشاطاته. لقد وقف كاظم مدافعًا عن مسعود رجوي وحماه من مؤامرة السافاك الإجرامية.
والتحية لمصطفى جوان خوشدل؛ بطل الصمود تحت التعذيب، وأحد رموز الخلاص والتحرر في صفوف الثوار الإيرانيين.
المجد لجميعهم!
وسلام على شهداء 19 نيسان / أبريل 1972
ناصر صادق، الذي صدح في محكمة الشاه العسكرية قائلاً: «نحن نرى مقدمة سفينة النصر تلوح في أفق محيط الشعوب».
علي باكري، الذي كان تجسيدًا للأخلاق الثورية، والإحساس بالمسؤولية، والتفاني، والتضحية، والتواضع.
محمد بازرگاني، الذي لخّص معاناة الشعب المنتفض بقوله: «حين نُقلب صفحات تاريخ إيران، لن نجد فترةً واحدةً جلس فيها شعبنا ساكتًا عن المطالبة بحقه».
وعلي ميهندوست، الذي قال: «لقد أدركنا أن النهضة تتطلب تضحيات كثيرة، ونحن مستعدون لنكون من أوائل من يقدمونها».
ولا ننسى ما قاله مسعود رجوي عام 1980 في مراسم تكريم هؤلاء الشهداء: «هل السير في درب التوحيد، طريق الله وطريق الشعب، أمر سهل؟ هل يكفي فيه الادعاء؟ كلا! إنه بالقلب والروح وعمق العظم».
نعم، بالقلب والروح وعمق العظم، تمكّن المجاهدون في محكمة الشاه العسكرية من تمزيق جدران الرقابة والقمع، وإيصال صرخة شعبٍ مغلوب إلى آذان الجميع.
كما قال القائد موسی خياباني: «ناصر صادق، محمد بازرگاني، علي ميهندوست ومسعود رجوي حوّلوا قاعة محكمة الظلم إلى محاكمة لنظام الشاه الخائن».
وفي دفوعهم الحماسية أوضحوا وشرحوا ايدئولوجية الإسلام الثوري المناهض للاستغلال.
ومن هناك بدأت أولى اللبنات في طريق إسقاط نظام الشاه.
وكما قال آية الله طالقاني، من دمائهم تفجّرت السيول، سيلٌ من الانتفاضات والثورات.
واليوم أيضًا، إن هذه الدماء الزكية هي ما يمنع تزييف الخط الفاصل بين جبهة الشعب وجبهة أعداء الشعب، وبين الثورة وضد الثورة. وهو ما يُسقط الشعارات الزائفة، ويمنع تطهير الجرائم التي ارتُكبت.
نعم، إن كثرة جرائم خميني وخامنئي لم ولن تمحو بشاعة المجازر وسفك الدماء الذي ارتكبته دكتاتورية الشاه. كما قال مسعود رجوي: «كان خميني وليّ عهد الشاه الحقيقي».
لا عودة إلى الماضي، ولا جمود في الحاضر
أيّها المواطنون الأعزاء،
إنّ إحياء ذكرى هذا الحادث الدموي، كما هو حال سائر الملاحم والمعارك الكبرى ضد نظامَي الشاه والملالي، يمثّل واحدة من القمم الساطعة في مقاومة الشعب الإيراني الممتدة منذ 120 عامًا من أجل الحرية.
إنّ هذا النضال الذي استمر 60 عامًا، والذي خُطَّ بالآلام ودماء خيرة أبناء هذا الوطن، يُعدّ أعظم ثروة في التاريخ المعاصر لإيران في مواجهة الاستبداد والرجعية من أجل الحرية.
ومع كل هذا الدم المسفوك في عهدَيْ الظلام: عهد الشاه وعهد ولاية الفقيه، لا يمكن تصور العودة إلى الماضي، ولا القبول بالبقاء في حال الجمود.
إن المجتمع الإيراني، بقيادة طلائعه، يتّجه نحو مستقبل مشرق يقوم على أسس الحرية والمساواة والديمقراطية، وهم مستعدون لدفع ثمن ذلك مهما كان.
شعب إيران لا يقبل بأقل من إسقاط الديكتاتورية الدينية وإقامة جمهورية ديمقراطية؛
إيران حرّة، غير نووية، تقوم على فصل الدين عن الدولة، وعلى برنامج المقاومة الإيرانية ذي البنود العشرة.
عاشت الحرية
والتحية للشهداء
دمتم منتصرين
مصدر : موقع مريم رجوي
|