صنعاء نيوز/عمر عبد الواحد البحري -
وأكدت مصادر محلية أن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت أحياءً سكنية ومرافق حيوية، مما أدى إلى كارثة إنسانية متفاقمة في القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا.
في الوقت ذاته، شنت قوات الاحتلال حملات اعتقال واسعة في مدن الضفة الغربية، شملت عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء.
وخرجت مسيرات شعبية حاشدة في مدن فلسطينية عدة للتنديد بالعدوان، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تطالب بإنهاء الاحتلال ووقف جرائمه المستمرة.
من جهتها، دعت وزارة الصحة الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف ما وصفته بـ"المجزرة"، مؤكدة أن الطواقم الطبية تواجه صعوبات هائلة بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية.
فيما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن حالة طوارئ في مخيمات اللاجئين، محذرةً من تدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.
وعلى الصعيد الدولي، شهدت عواصم عالمية عدة مظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، حيث خرج آلاف المتظاهرين في لندن، باريس، نيويورك، وبرلين، مطالبين حكوماتهم بالضغط على إسرائيل لوقف العدوان.
كما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لبحث التطورات، إلا أن الجلسة لم تسفر عن اتخاذ قرار حاسم بسبب الانقسامات بين أعضائه.
وفي موقف لافت، أعلنت عدة دول، بينها جنوب أفريقيا وبوليفيا، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، احتجاجًا على الانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين.
من جهته، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة توفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني، داعيًا إلى مؤتمر دولي للسلام تحت إشراف الأمم المتحدة.
على الجانب الآخر، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية الرد على العدوان بإطلاق رشقات صاروخية باتجاه المدن الإسرائيلية، مؤكدة أن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني.
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان لها: "إن دماء شهدائنا لن تذهب سدى، وسنواصل الدفاع عن شعبنا بكل الوسائل المتاحة".
وترافق التصعيد العسكري مع تصاعد التوترات في القدس الشرقية، خاصة في محيط المسجد الأقصى، حيث اقتحمت مجموعات من المستوطنين باحات المسجد تحت حماية القوات الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، نددت وزارة الأوقاف الفلسطينية بالانتهاكات المتكررة لحرمة المسجد الأقصى، محذرةً من أن هذه الاعتداءات قد تؤدي إلى انفجار الأوضاع بشكل أوسع.
أما في قطاع غزة، فقد تسببت الهجمات الجوية بتدمير عشرات المنازل والمدارس والمستشفيات، مما أجبر آلاف العائلات على النزوح إلى مراكز إيواء مؤقتة.
وقال شهود عيان إن مشاهد الدمار كانت مروعة، حيث تحولت أحياء كاملة إلى أنقاض، بينما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، أطلقت منظمات إنسانية محلية ودولية حملات لجمع التبرعات لدعم المتضررين، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري.
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار، معبرًا عن قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف وسقوط الضحايا المدنيين.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أجرى عدد من القادة العرب اتصالات مكثفة مع الأطراف الدولية لبحث سبل التهدئة وإنهاء التصعيد.
إلا أن جميع الدعوات للتهدئة حتى الآن لم تجدِ نفعًا أمام تمسك إسرائيل بمواصلة عملياتها العسكرية، وسط تجاهل لمطالب المجتمع الدولي.
وفي ظل استمرار العدوان، تتزايد المخاوف من اتساع رقعة المواجهات لتشمل مناطق أخرى في المنطقة، مما يهدد باندلاع حرب شاملة.
ورغم القصف والحصار، يواصل الفلسطينيون صمودهم الأسطوري، متمسكين بحقوقهم المشروعة في الحرية والاستقلال، ومؤكدين أن إرادتهم لن تُكسر أمام آلة الحرب الإسرائيلية.
ويؤكد المراقبون أن ما يجري في فلسطين اليوم يمثل اختبارًا حقيقيًا لإرادة المجتمع الدولي في حماية حقوق الإنسان وإنهاء الاحتلال.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تطورات متسارعة، وسط ترقب شعبي ورسمي لما ستؤول إليه الأوضاع,
|