صنعاء نيوز/احمد الشاوش -
الجمعة, 02-مايو-2025
بقلم/ احمد الشاوش
كان احد الضباط في الكلية الحربية من بيت الاخفش ، يدرب جنود الكلية وكان عسكري من الطراز الاول وشخصية شديدة ، لديه فكرة ومثل شعبي يقول " اتعبه يريحك .. وريحه يتعبك " وبهذا الاسلوب ماكان يعطي فرصة لطلاب الكلية الحربية للشعور بالراحة واتاحة الفرصة للمطالبة ببعض الحقوق او المناقشة ، ويالله ما يخلص الطلاب الطوابير وكل واحد دغري طريق العنبر يرتجم من التعب والارهاق والانين والتعسف والاذلال تحت غطاء العسكرة وتنفيذ الاوامر.
ذلك الاسلوب العسكري الذي يتخذ من ثقافة ومقولة "اتعبه يريحك وريحه يتعبك" ، هو شبيه لمايحصل اليوم من أسلوب سياسي مطور ومحدث تجاه المواطن والموظف والعامل اليمني الذي يبكر يبحث عن لقمة العيش من صباح الباري لسد فاقة الجوع والبقاء على قيد الحياة بينما القوى الخفية هي من تدفع بالجميع الى الهاوية في غياب العقل والحكمة والعدالة والرحمة وادخاله في ازمات لا اول ولا آخر لها وهي تتفرج عليه كأفلام السينماء وتتلذذ بمشاكله وكلما بدأ يستعيد وعيه وعافيته وفُتحت له بعض أبواب الرزق سدها المتنفذون او على الاقل طلعوا له البواسير وقس على ذلك التجار ورجال الاعمال والمحلات التجارية والبسطات عبر جيوش البلدية والزكاة والضرائب والجمارك والاعياد والمناسبات حتى يطلع روحه ورغم ذلك الناس عايشه بأقل الامكانيات وتحت خط الفقر وعنوان نكون او لا نكون.
وعندما شرح احد الحكماء والخبراء في الكلية الحربية بصنعاء للجنود مادة تتعلق بمعرفة واسرار فك واصلاح وتركيب السيارة وشاحنات النقل ، أحضر مكينة سيارة ، وقال شوفوا يا اولادي هذه مكينة سيارة تتكون من عمود السيارة الذي هو بمثابة رئيس الجمهورية حينها كان القاضي عبدالرحمن الارياني..
وهذه المكينة أشبه بعمل رئيس الوزراء الدكتور محسن العيني ، والبلاكات مثل الوزراء طالعة نازلة ، وبقية الادوات مثل الشعب ، والهدف هو تسهيل الشرح للطلاب الذين سيذهب منهم البعض للنقل الحربي ، وماهي الا لحظات حتى نقل العسس الخبر الى الامن الوطني بقيادة محمد خميس مباشرة وايقاف ذلك المدرس بحجة الاستنقاص والسخرية من الرئيس والحكومة والشعب ، وحبسه بالقلعة واسمع لك والسيرة والجية والمراجعة ومن ثم اطلاقه بتعهد..
اليوم لم يعد يعمل البعض بثقافة وسياسة " اتعبه يريحك" وانما طبقت سياسة "من المهد الى اللحد" من خلال الافقار والتجويع والبطالة والتنويم المغناطيسي للخريجين الشباب بالبقاء تحت البطانيات في البيوت ودفع الكفاءات والمبدعين والعباقرة والمتألقين والخبرات والكوادر الوطنية في كافة التخصصات الطبية والهندسية والاقتصادية والتجارية والتكنولوجية والعلوم العسكرية الى الهجرة واستفادة الدول الاخرى ، ومن باقي فيه شويه وطنية او شرف ونزاهة قطقطووووه وناصلووووه .. وجوعوووووه في طول اليمن وعرضها .
اضحك مع الايام :
في احد الايام كان الرئيس علي عبدالله صالح في زيارة واجتماع ودعا وزير الاشغال الاستاذ عبدالله الكرشمي لمرافقته ، وكان لدى الكرشمي سواق طائش ، وتم ابلاغ الكرشمي باللحاق بالرئيس وشغل السوااااق السيارة وطار مثل الجني ، وكلما داس موكب الرئيس السرعة زرررر سائق الكرشمي البترول والنهاية أقتلبت السيارة ، وما ان نجا وخرج الكرشمي بأعجوبة من السيارة ونظر الى سواقه المدكوم حتى ردد بصوت مرتفع وفي حالة غضب ونزززق كعادته.. " علم امه يشتي يسبق الحرس الجمهوري" .. أركب لك مع مدبر ..
وتتواصل الذكريات الجميلة ، عندما كان الكرشمي رئيساً للوزراء ، طلعوا له شيك يوقع عليه قيمة دجاج للرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني وحرسه ، وعندما نظر الى كشف الحساب وبه نحو 600 دجاجه ، قال الكرشمي ساخراً من الرئيس.. إنا القاضي عبدالرحمن الارياني رئيس جمهورية او " ثعل " , فضحك الجميع ووصلت النكته الى الرئيس الارياني الذي ضحك كثيراً من ردة فعل الكرشمي بينما اليوم السؤال في ظل الفقر والجوع هو ماذا يأكل الرئيس ورئيس الحكومة ومجلس النواب ومراكز القوى ..دجااااااج أم ... وماذا يأكل الشعب في ظل انقطاع وتأخر ومطمطت رواتب الموظفين وعدم وجود فرص عمل !!؟.
لقد كان الكرشمي حريص جداً على المال العام واكثر بخلاً ، حتى انه كان يذهب لشراء اللحم من الجزار غالب فطيره في باب السباح وغيره لبيته بنفسه ويفاوض في السعر ويختار اللحمة كما نقل البعض عنه بعيداً عن القواعد والبريستيج وكأنه ليس رئيس حكومة ، في زمن كانت القيم والامانة والعطاء والبخل والمسؤولية عنوان للجيل السابق حكاماً ومحكومين ، بينما اليوم تحولت البلد والمناصب الى أشبه بملكية خاصة وصار الرئيس والمسؤول الكبير والصغير يشتري كبش او نصف خروف بينما المواطن يكتفي بالتفرجة والدجاجه من العيد الى العيد مكفرات.
حكومة الاسهال :
ومن الطريف انه في احد اجتماعات مجلس الوزراء الاسبوعية برئاسة الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني رحمة الله عليه ، تم توزيع الماء والعصيرات على اعضاء الحكومة ، وماهي الا دقائق واذا برئيس الحكومة والوزراء يُصابون بالمغص الشديد والاعياء والاسهال والبعض الآخر ذهب مسرعاً الى حمامات مجلس الوزراء واسمع لك والطرش والاسهال والاسعافات الاولية وتبني وشكوك نظرية المؤامرة ، بحسب ماذكره لي احد المدراء القدماء والشرفاء في رئاسة الوزراء..
وخلال ساعات حضرت الاجهزة الامنية والكوادر الصحية وتم التوجيه بتحريز العصيرات وأجراء تحقيق فوري ، والنهاية كانت النتيجة تسمم بسبب انتهاء تاريخ صلاحية العصيرات وغباء موظفي المشتروات وتم عمل بعض الانذارات ويادار مادخلك شرررررر ، والسؤال ماذا لو حدث هذا الموقف اليوم في صنعاء وعدن ومأرب والمخاء وتعز ؟ .. نسأل الله ان يحفظ البلاد والعباد وان يهدي حكومة صنعاء وحكومة مارب وحكومة عدن وحكومة المخاء وحكومة تعز وحضرموت والمهرة الى مافيه خير البلاد والعباد ..
يكفي جنااااااااان.. حرام ان قد المواطن الشريف باغررررر وشااابع حياة وبيدور أقرب قبر يرتجم فيه لكن المشكلة ان اسعار القبور نار وشرار وقد المواطن بيفكر يحرقوه مثل الهنوووود لكن ما لقي قيمة الحطب والبخور.
[email protected]