صنعاء نيوز - إخوان اليمن: ألقيادة بالإستبداد والتجسس..
صراع الأجنحة والكواليس..
فصل عبدالولي الشميري وإتهام صعتر بالعمالة.

الجمعة, 09-مايو-2025
صنعاء نيوز/عبد الفتاح الحكيمي _ من صفحته على الفيس بوك -


تطالب قيادات إخوان اليمن غيرها بالحرية والديمقراطية على طريقة(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) وهي مسلطة على رقاب قواعدها كهراوات لعدة عقود, ويمنعون في أوساطهم أدنى حرية التعبير كما تؤكد ذلك شهادات موثقة من داخل التنظيم.

ألفرق بين ممارسات أنظمة الحكم العربية المستبدة والإخوان إن الأول يقمع الحريات السياسية والفكرية المنافسة له غالباً بينما داخل أجهزة تنظيمات الإخوان تتحكم التركيبة البوليسية للقيادة حتى بوظيفة الجهاز التناسلي والزواج والطلاق وقنوات الرزق وفرص الحياة والتمييز بين الأعضاء على أساس الولاء الشخصي للقيادة الأعلى وليس الكفاءة وتمايز الأداء والعطاء.

يتحول تنظيم الكهانة إلى(يرزق من شاء) ويمنع الخير عمن يشاء, و(يعز من يشاء ويذل من يشاء) تعالى الله علواً كبيرا.

*شهادة من الداخل*

يقدم كتاب(نصيحة إلى أين يتجه الإخوان المسلمون في اليمن - دعوة إلى الإحتساب داخل الحركات الإسلامية) للقيادي الإخواني الشيخ عبدالسلام مقبل المجيدي صورة مقززة لطاغوتية واستبداد قيادات إخوان اليمن بالأسماء(ياسين عبدالعزيز, محمد اليدومي, عبدالوهاب الآنسي, أحمد القميري) ومدى إذلالها وتحكمها برقاب وكرامة الأعضاء طالما أعطوا قسم البيعة السري بغباء لمن لا يخشى الله فيهم وتحولوا به إلى أسوأ من ملك اليمين في عهد الجواري والخدم والغلمان.

يعزو الشيخ (ع.م.ألمجيدي) مؤلف الكتاب ما يحصل داخل تنظيم إخوان اليمن بسبب إدارة التنظيم الفوقية بالمخابرات والتجسس والوصاية البوليسية للمشرفين على الأعضاء.
(ولا يحق للعضو أو القيادي في المستويات الوسطية والأدنى حتى التذمر والشكوى والنقد أو الخروج من التنظيم الذي تحول إلى سجن).

وقد أنكر محمد قحطان رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح : أنه لا يوجد في التنظيم سجون ولا وسائل تجبر به الفرد أو تهدده).
فهل هذا صحيح أم ينطوي رغم مبالغة الرجل على الأسوأ بحسب المجيدي: فلننظر.. يهدد اليدومي(قبل توليه رئاسة الهيئة العليا للحزب بتسع سنوات) بأن كل من خرج عن التنظيم فالتنظيم يسحقه, فالتنظيم يسحقه, فالتنظيم يسحقه, هكذا يكررها ثلاثاً للتأكيد).. ويضيف : حاول أن تبحث عن حكم هذا الكلام في عرف الإنسانية, و المواثيق الدولية, والديمقراطية.
وهذا الكلام من أمين عام الإصلاح صحيح من الواقع التطبيقي للإخوان)).

يعلق المؤلف-وهو قيادي في الحركة- على ذلك بسخط مكبوت: وهذا السحق يشبه سياسة روسيا الصليبية مع مجاهدي الشيشان إتباع خطة الأرض المسحوقة والمحروقة, ولهذا السحق التنظيمي مستويات).إ.ه

*أساليب محاربة وحصار الناصحين والخطباء*

كل صغيرة أو كبيرة يتفوه بها الأعضاء أو فعل يقوم به أحدهم ولو على سبيل الملاحظة والنقاش العادي العابر في مناسبة عامة يختص أحدهم بكتابته ونقله.
وربما لا يعلم الشيخ عبدالسلام مقبل المجيدي مؤلف كتاب(نصيحة.. إلى أين يتجه الإخوان المسلمون في اليمن) أن لتنظيم الإخوان الذي هو عضو قيادي في التنظيم جهاز استخبارات خاص تأسس بتوجيه من إخوان مصر رسمياً في ستينيات القرن الماضي.

وفي بداية الثمانينيات ألحقت به(شعبة المعلومات الخاصة) إثر مزاعم محاولة انقلاب عبدالملك منصور لملاحقة أعضاء التنظيم من داخله قبل غيرهم بدعاوى حماية التنظيم من التفكك والتصدع والإنشقاقات.
أوجد ذلك المناخ التجسسي حالة بلبلة وتوجس وعدم ثقة بين الأعضاء وتذمر من قيادة ياسين عبدالعزيز واليدومي المشرف الرئيسي على الجهاز الإستخباري للتنظيم.

وما حدث للداعية الشيخ عبدالله صعتر ألذي عاقبه وحاصره التنظيم وغيره كثيرون حكايات مخزية تروى في السياق قبل تحول الرجل إلى بوق مبتذل.
ويعتبر ألشيخ المجيدي القيادي في حزب الإصلاح إن التجسس والملاحقات الإستخبارية من أهم وسائل السيطرة على الأشخاص, فلا يكفي الحصار التنظيمي: فقد يبعث إليه ببعض المخابرات الإخوانية التي تعد التجسس ديناً لتنقل لقيادات الإخوان تحركاته وأقواله في صورة تقرير يحمل الإستنباطات الخطيرة, وقد سيقت أمثلة).

يضيف : ويأخذ السحق التنظيمي أبعاداً أقوى من ذلك لمن يخرج, فقد يتفق مع السلطة الحاكمة على فعل شيء بهذا الذي لم يعبد القيادة الفعلية للإخوان مدحاً وتملقاً).إ.ه
فقد اشتكى عدد من الإخوان بواحد منهم لدى وزارة من الوزارات لقوة تأثيره على الأمة في نوعيات الإنتاج والتوزيع التي يمارسها في عمله التجاري حتى يحطموا عمله, ومثل هذا كثير.. ولولا الحرج لذكرت الأسماء.
وقد يمنعون المغضوب عليه من ممارسة العمل في المؤسسات التي تحت أيديهم, أو لهم فيها نفوذ, وهذا يحدث كثيراً).

*ماذا فعل اليدومي بأحدهم*

ولإن القيادة البوليسية تسلط أدواتها على الأعضاء وتتبع سكناتهم فيمنع كذلك توجيه الأسئلة المباشرة في الجلسات واللقاءآت العلنية ويقمع من يسأل من الأعضاء بقسوة وتلفق له التهم والأكاذيب لإذلاله.
فتعدى الأمر التجسس إلى المحاسبة على التساؤلات العلنية في محاضرات مفتوحة مع القيادات.

وفي دورة تنشيطية للإخوان : سئل محمد اليدومي مرة عن مسألة وجود تيارين في الإخوان فاستهزأ بالسائل وسخر منه وأهانه-تشيع قيادات الإخوان هذا على أنه من عوامل الإنجذاب الشديد بشخصية هذا الرجل- ثم صدق أو لا تصدق- أحالته قيادة الدورة إلى التحقيق الصارم ألذي يكتب بقلم المحقق إلى من فوقه.. وهكذا دواليك.. ثم استدعي هذا ومعه المتورطون في كلامه ممن أخبر عنهم واعترف بجريمتهم مع سبق الإصرار والترصد إلى رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح في أمانة العاصمة لإزالة الشبه والردع الهادئ والقوي معاً.
ويضيف الشيخ المجيدي: طبعاً مثل معظم أنظمة المخابرات العربية وصل محضر هذا التحقيق إلى هذا الرجل الأخير وقد استحال كلام المتكلم رأساً على عقب, ولم يعد فيه من آثار قوله شيء واحد..
لا أدري كيف أقسم لك لتصدق هذا الكلام, وإنه يمكن أن يحدث في تنظيم إسلامي وليس في أجهزة أمن الدولة, ولم يبق إلا التعذيب الجسدي الذي يحل محله أن يتكلموا عن عرض الرجل الذي لا يستحق أن يوضع فيها من هم أقل منه علماً وفهماً ونشاطاً لإنهم أدوا واجبهم في حماية القيادة الفعلية-عفواً حماية الحركة كما يقولون.. ألقمع الشديد لأفراد الإخوان, وقد كرر اليدومي العبارة المتداولة بين الإخوان(نحن دعاة لا قضاة).

*إشتراط الحزبية في الزواج*

ومن مظاهر تدخل قيادة التنظيم ألتأثير على الحياة الشخصية والعائلية وقناعة الأعضاء باعتباره من أدوات السيطرة والتحكم يتم التوجيه بتركيز على ضرورة زواج الشبان والفتيات من دائرة المنتمين للتنظيم.
وعلى سبيل المثال تقدم أحد الشبان لخطبة فتاة( وكان الوسيط من الإخوان, فأراد الوسيط أن يسأل عن أهم شيء في الموضوع فما هو? ليس الدين فقد أثنى عليه المعرف بكل خصلة حسنة في الدين والخلق والنبوغ العلمي لكن ذاك الوسيط أصر على معرفة هل قد انتمى إلى الإخوان أم لا.?).
ومن مظاهر الحرب النفسية ضد الأعضاء الخطباء والدعاة ومن لا يرغبون في طرحهم أو الإنتقاد والنصح..(وربما يتعدى الأمر فتشوه سمعة المغضوب عليه من القيادة الفعلية في داخل الإخوان, ويمنع حتى من المحاضرات العامة, إذ أنه مشهور في أوساط القيادات الميدانية المباشرة(ما تحت الفروع) منع إلقاء أي كلمة فيها نصح للإخوان أو تسديد لهم, ولو كانت من واحد منهم فلا يجد هذا الناصح أحداً يدعوه للإلتقاء بالجماهير, بل يجد من يمنعه من إلقاء أي كلمة في المسجد حتى يفصح عن ماهيتها-لم يصل النظام الحاكم إلى هذا الحد كظاهرة).

*تمييع الدعوة والأخلاقيات*

ويضيف المؤلف حول أساليب محاربة حزب الإصلاح للدعاة المحسوبين عليه داخل اليمن وخارجها وملاحقة من لا ترغب فيهم بأي وسيلة كونهم ليسوا من أهل الحظوة ومن لا يركن عليهم( فإذا شمر يريد الخروج إلى بلاد الله الواسعة خارج اليمن, فلا يقف الأمر عند عدم تزكيته بل يلاحق بتوصية عن أفعاله(ألمشبوهة المفبركة) وعن تحركاته المغضوب عليها ليمنع من كل خير داخل اليمن أو خارجها.
وهذا الحصار الهائل يجعل عضو الإخوان يفكر ألف مرة عندما يرى أنه لابد من نصح قيادة الإخوان لإن مجرد النصح عندهم يدل أن هذا الرجل ما زالت في ذهنه(شبه حول عصمة قيادة الجماعة الحالية) كما أن هذه الطريقة لها آثارها الرديئة) أ.ه

أفضى أسلوب إرغام قواعد التنظيم على الطاعة العمياء وتجنب سماع النقد والنصح واستبدالها بأساليب المداهنات والمجاملات والممالاة إلى خلق وتعميم ثقافة إنتهازية تشكلت بموجبها علاقات نفعية ومصلحية لا مبدئية في صفوف القيادات الوسطى وما دونها بمن فوقهم:(لهذه الطريقة كما للبناء التنظيمي الهرمي غالباً آثارها الرديئة: إذ تجعل العلاقة في أوساط القيادات الوسطى ومن فوقهم-في الغالب- نفعية مسلكية, وبقياس المفتخرين بالكلام في السياسة(براجماتية)/ بل على المبدأ الوصولي المشهور(إحملني وأحملك, والخطورة أن المصالح يستر فيها كل صاحبه في مقابل التنازل عن أمور متعلقة بالدين والتضليل عند قيادة طائفة عظيمة من المسلمين).
نتج عن هذا المسلك علاقة تبادل مصالح ومنافع شخصية, يتنازل فيها قادة الفروع عن أمور متعلقة بالدين ومخالفة له مقابل تلبية القيادة العليا لرغبات هؤلاء فينعم مسئولوا الفروع وما فوقهم على ذلك غالباً:( بما يسمى(إحتياجات الدعوة) من سيارة صالون وبدل بترول وبيجر, وهاتف سيار, وكلها على حساب الإخوان, وهذا في الغالب وهذه -ذاتها- هي طريقة النظام الحاكم في إفساد الآخرين وشراء ذممهم.
ويترتب على هذا شيء أخطر - كنتيجة حتمية لهذه السياسة-هو أن الإرتقاء التنظيمي يخضع لهذه الضوابط التي في(دماغ اليدومي) كما سبق/ كما أن هذه الطريقة البوليسية تجعل عضو الإخوان مهما كانت مبادؤه وقناعاته خاضعاً لتوجه القيادة المتنفذة أو هو معرض لغضبها, ولذا ترى في القيادة الوسطى للإخوان العجب).أ.ه

*ألمخرج من العبودية للقيادات*

إزاء سياسة إفساد القيم الممنهجة ألتي تمارسها القيادة العليا لتنظيم إخوان اليمن لحرف وتزييف وعي ومبادئ الأعضاء لأبسط المواقف البديهية والإنحراف عن الفطرة الإنسانية السليمة في الموقف من المفاسد المالية وإباحة نهب المال العام والغش وتزوير الإنتخابات وغيرها كان لابد من تعرية مظاهر العبث التنظيمي التي أوصلت بموجبها القيادات إلى (مرحلة الصنمية).

إستغل الجناح السياسي-التجاري بيعة الأعضاء على أنها مطلقة تستوجب عصمة القيادات التي تحولت إلى حالة صنمية داخل تنظيم إخوان اليمن.

يتدخل محمد اليدومي أمين عام التنظيم ورجل الأمن الإستخباري ألبعيد عن فقه الشريعة وأصولها لفرض إرادته الشخصية حتى على العلماء والفقهاء ويوجه هؤلاء بسدح فتاوى توافق أهواءه الخاصة : حتى أنه عند افتتاحه ندوة مناقشة دخول المرأة مجلس شورى الإصلاح وجه الحاضرين من العلماء وغيرهم لكيفية اتخاذ هذه الفتوى في هذه المسألة, هكذا يوجه الرجل المفتخر بجهله العلماء./ ومرة قال هذا الرجل:(ليس عندنا كنيسة ولا رجال دين, من أراد الحلال والحرام- أو قال الفتاوى- فليذهب إلى(.....) وذكر اسم أشهر مشايخ السلفيين.
وأضاف : فإذا كانت جماعة الإخوان ليس عندها حلال ولا حرام ولا فتاوى, فما هو دينها? وإلى أين تجر هذه القواعد المسكينة التي تظن أنه ما نزل أمر من القيادة إلا بعد عرضه على العلماء).

والمفارقة أن هذه القيادة نفسها عندما تطالب بالباطل تطالب العلماء أنفسهم بفتوى مثل جواز تزوير الإنتخابات وأسماء الناخبين كما أخذوا ذلك عن إخوان مصر, وإباحة نهب المال العام (بمقدار), وإقامة العلاقات والمشاورات مع السفارات الأجنبية والغربية دون إذن أو علم سلطة البلد ورئيسه وحكومته.. ثم( يستغفر الله بعد ذلك ويتوب إليه) بإعتباره من الضرورات تبيح المحظورات بحسب الدكتور محمد السعدي رئيس الدائرة الإقتصادية لحزب الإصلاح, وشغل وزير التجارة والصناعة, ومؤخراً تاجر كهرباء الحزب وبيع الطاقة المشتراة للمواطنين عبر الحكومة الشرعية.

ويشبه الشيخ المجيدي ما حدث بتجربة إخوان مصر ألشبيهة بالحالة اليمنية كما جاء في مقالة عبدالله النفيسي:(الإخوان المسلمون ألتجربة والخطأ) من كتابه الشهير( ألحركة الإسلامية رؤية مستقبلية, أوراق في النقد الذاتي) ألذي أورد بالنص: على الأقل حق القاعدة في أن ترى قيادتها لم تحد عن مبادئها, وحقها في أن تحتسب على قيادتها عندما ترى اعوجاجاً, وحقها في أن تغير قيادتها متى رأت عجزاً أو تقصيراً أو انحرافاً.. هذا عند اطراح أي حقوق مادية تفرضها الأخوة الإسلامية العامة, فضلاً عن العقد التنظيمي الخاص).

ويقارب الرجل تأثر مسلكية تجربة إخوان اليمن بقيادة إخوان مصر التي أغراها ولا القواعد المطلق والبيعة الساذجة بسيطرة النظام البوليسي الخاص(ألنظام الخاص) على مقاليد التنظيم والتحكم بقرار القيادة الصورية ومصير الأعضاء, وبالنص : لعل قيادة الإخوان اليمنيين الفعلية متأثرة تماماً بالقيادة الفعلية للإخوان المصريين بصفة فعلية تامة منذ السبعينيات, وكان مصطفى مشهور وغيره من أعضاء النظام الخاص هم قادة الحركة الحقيقيين حتى أسفروا عن ذلك بالبيعة(ألغريبة) لمصطفى مشهور). أ.ه

تكشف هذه المقارنة الهامة عن كيفية تأثير صراع الأجنحة بين قيادات إخوان مصر على تشكيل هرم القيادة القطرية في اليمن منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي وإفراز قيادتين الأولى صورية شكلية ظاهرة للناس لا تمتلك القرار وإنفاذه رغم تصدرها الواجهة كما كان حال المرشد الشيخ عمر التلمساني والثانية خفية ومستترة بقيادة مصطفى مشهور ومحمود عزت وخيرت الشاطر وغيرهم, تسيطر على قرار المرشد وتحجب قراراته عن باقي الهيئات الأدنى إلا ما تريده هي.

*تعميق البوليسية*

كان رموز الجناح القطبي( نسبة إلى سيد قطب) يتحكمون بقرارات الإخوان حتى وهم في سجون السلطات المصرية وبعد خروج معظمهم في السبعينيات وقدوم محمود عزت إلى اليمن أكثر من مرة عام 1979-1981م بغطاء مدرس مستعار في مختبرات جامعة صنعاء لإعادة ترتيب الجهاز السري للنظام الخاص واستحداث قسم المعلومات الذي أشرف عليه محمد اليدومي حتى قبيل استقالته كمسؤول للتحقيقات في جهاز الأمن الوطني التابع للنظام الحاكم منتصف 1984م.

فرغم ما يبدو ظاهراً في اليمن من سيطرة المراقب العام القطري ياسين عبدالعزيز منذ منتصف 1979م إلا أن السيطرة الفعلية(ألناعمة) وتوجيه القرار كان بيد محمد اليدومي, وأحمد القميري, وعبدالوهاب الآنسي.

أوجد تشكيل شعبة المعلومات في هيكل إخوان اليمن الأمني-التجسسي الجديد حالة بلبلة وتوجس وعدم ثقة بين الأعضاء وتذمر من قيادة ياسين عبدالعزيز والمشرف الرئيسي على جهاز التنظيم الإستخباري محمد اليدومي ومساعده أحمد القميري.
كان الجهاز القديم يرصد تحركات وأخبار الخصوم أما شعبة المعلومات التي أشرف عليها محمود عزت ومحمد البحيري استهدفت أكثر التجسس على أعضاء التنظيم وقياداته الوسطية وتقديم تقارير أسبوعية إلى غرفة العمليات المشتركة بين قيادة فرع اليمن وقيادة فرع إخوان مصر بصنعاء.

كان كتبة التقارير يحصون كل شيء بحسب مؤلف كتاب نصيحة: تكلم فلان من الإخوان عن كذا فوقعت كلمته أمام حاسد له, أو شخص غير مدرك مراده فالتقرير محفوظ عنه في السجل الأسود عند قيادة الإخوان المسلمين, والمثير للأسى إن كثيراً من التقارير يرفعها أناس يعتقدون إن التجسس عبادة).

*ماذا حدث للشيخ صعتر*

عاد الداعية عبدالله صعتر إلى اليمن من مصر بعد حصوله على شهادة علمية في تخصص الهندسة الزراعية وكان يجمع بين العمل في مجاله والدعوة ويشرف عليه مسئول خليته التنظيمية, وهو رجل أقل علماً وعطاء من صعتر, وهذه من طرق قيادة الإخوان في وضع من تريد إخضاعه وإذلاله تحت وصاية من هو أدنى منه ليرضخ بعدها لرغبات القيادة العليا.
وما حصل لصعتر بحسب المجيدي يدخل ضمن نهج أنظمة القمع البوليسية الحاكمة ولا يتوقع من جماعة إسلامية دعوية تنادي بمكارم الأخلاق وتطبيق أحكام الشريعة في القرآن الكريم والسنة النبوية.

وبسبب خلاف شخصي وقع بينهما رفع مسئول الخلية التنظيمية تقريراً عن المهندس عبدالله صعتر: يزعم فيه أنه عميل من عملاء المخابرات المصرية, فجمد صعتر لمدة سنة عن أي عمل دعوي على الفور, حتى تأذى واشتكى لبعض الصادقين فتوسط له, ففتح له التحقيق, ثم فك قيده).
وانعكست مثل هذه الأتهامات الكيدية وعقوبات الترهيب النفسية على مواقف صعتر المتذبذبة فيما بعد(فصار يسير سيرهم فيما يريدون حتى سكت عما هو قاله) كما حصل في الإنتخابات الرئاسية 1999م التي وافق فيها مع رموز التيار العقائدي على ضرورة توافر شروط محددة في شخصية المرشح للرئاسة ثم تراجع ( وأعلن وقوفه مع القيادة المتنفذة, بل وسخر من الشيخ الزنداني ومن معه الذين كان لهم موقف معبر عن رأس مجلس الشورى, ثم ذهب إلى الشيخ يستسمحه ويخبره أنه معه, ولكنه ينظر في مخرج له مع قيادة الإخوان البوليسية).أ.ه

ونتج عن ولاء وإذعان صعتر ترقيته إلى عضوية الهيئة العليا.
ويرجح المؤلف إن إعلان صعتر بعكس قناعاته وخوفه بسبب بأن قيادة الإخوان الفعلية(تمسك بمفاصل الرحلات الخارجية إلى الجاليات الإسلامية في أمريكا حيث يرحل دائماً, وبمفاصل الجمعيات الخيرية في الخليج ممن تخضع لسيطرة الإخوان).
أما ما حدث في قضية الدكتور عبدالولي الشميري ألذي كانت له مواقف معروفة من أسلوب قيادة التنظيم فلم يكتفوا بتجميده وفصله واتهموه كذلك بسرقة أموال التنظيم(ربما اختلاف قسمة) وقاموا بتشويه سمعته على طريقة اليدومي(فإن التنظيم يسحقه, فإن التنظيم يسحقه) عندما لم يجدوا ما يقنعون به الآخرين.. وهي طريقة تقليدية معروفة للتخلص من العناصر المؤثرة داخل التنظيم طالت كثيرين من قبل.
وإذا استطاعوا إثبات تهمة أل 50 مليون ريال أيامها في التسعينيات على الشميري فمن الذي أشاع جواز الأخذ من أموال الدولة(بمقدار بسيط) بحسب المجيدي.

*ألإمعان في الظلم والإفتراءآت*

تعمد قيادة إخوان اليمن إلى ممارسة الحرب النفسية على الأعضاء المغضوب عليهم وتشويه السمعة وإلصاق اتهامات وافتراءءت باطلة لا تليق بتنظيم يزعم إشاعة قيم الإسلام السمحة ومكارم الأخلاق ثم إقامة دولة الخلافة والعدالة.
ويشيع قادة التنظيم محمد اليدومي وأحمد القميري وعبدالوهاب الآنسي أشنع الصفات بالمختلفين ومن لهم وجهات نظر وهم في صفوف التنظيم.
أقل تلك الأوصاف( ألمتساقطون) والطعن في الأعراض ونبش ماضي الشخص بأي وسيلة, فإذا لم يجدوا في سيرته الشخصية ما يشين إفتروا ولفقوا عليه اتهامات كيدية وهو من خيرة الناس.
ومن ذلك ما حدث يقول القيادي الإخواني المجيدي : عندنا شاب ما يزال ينتمي للحركة يقال عنه له ارتباطات شيوعية سابقة, ويدعو للتشطير, وهو المعلوم دينه, وما زال ينتمي للحركة..
وشاب آخر غضب عليه بعض مسئوليه فذهب يبحث عن بعض المواقف التي تقدح في عرضه- هكذا وبكل بساطة- حتى عثر على قضية محتفظ بها في ملفه الذي يدرس بموجبه في مدرسة خاصة تتكلم على مسألة عادية في موقف تأديبي لبعض طلابها, فاستطاع مسئوله التنظيمي قراءة ملفه بحكم الصلاحيات التنظيمية المطلقة, ثم خرج بكلام بشع حقاً بشع, ذكر(والعياذ بالله) إن هذا الشاب وقع في فاحشة إتيان الذكران? ثم التقى به كالشامت وبلسعات المكر التنظيمي- بعد أن تكلم عنه عند من فوقه- قال له: ألإنسان ضعيف ويقع, إقرأ كتاب مدارج السالكين)أ.ه

*إختراق الآخرين*
بحسب الشيخ عبدالسلام المجيدي تمارس قيادة إخوان اليمن بوليسية على الجماعات الإسلامية الأخرى : كالتنظيمات السلفية, فيجعلون التجسس على أقرب إخوانهم رحمة قربة من أعظم القرب, وقد أشاعت هذه القيادة ذلك) ويمارسون ضدهم دعاية كلامية مغرضة لتشويه دعوتهم وسمعة الخطباء كما هي عادتهم في محاربة من يسمونهم ب(المتساقطين) في صفوفهم, ثم ينافسون السلفيين على المساجد ويفتعلون الإحتكاك والوشاية بهم لدى السلطات للسيطرة عليها أو منع إنشائها.
*
ألعلاقة بين قيادة الجناح السياسي-التجاري ودعاة الحزب.. علاقة تحكم وسيطرة بوليسية يخضع فيها الداعية والخطيب ومدرس القرآن غير المطيع للإبتزاز والترهيب.
فالسياسي الإنتهازي والتاجر الفاجر كلاهما بحاجة إلى مظاهر دينية لتغطية فضائعهم وانحرافاتهم, ولن يتخلون بسهولة عن سيطرتهم على هؤلاء المساكين الواقعين تحت رحمتهم أو المفرطين بكرامتهم وهم يعلمون.
شكى خطباء مساجد كثر محسوبين على تنظيم إخوان اليمن من تعرضهم للتهديد المباشر برفع المراقبين بهم لجهات عليا في قيادة الجماعة, والإيحاء بعقوبات تنظيمية عليا وتجريدهم من منابر الخطابة والمزايا, والتلويح باستخدام القوة القهرية والطرد في مشهد استعبادي يمارسه من هو أدنى وأقل في العلم والتقوى على شيوخ العلم والخطباء, وقد أحاطت بهؤلاء محنة الإرتهان الحزبي لمن يتكسب من ورائهم, ومن يعتبرون المساجد مقرات تنظيمية لحزب الإصلاح-إخوان اليمن.
ولا يمكن تبرئة من يشكو من الخطباء ومدرسي القرآن الكريم وغيرهم من تفريطهم الظاهر بالدعوة إلى الله لصالح كيان حزبي سخر الدين والعقيدة لمنافع دنيوية..
وهذه واحدة من مظاهر التشوهات العميقة في ممارسات قيادة إخوان اليمن تكشف تهاوي كافة الادعاءآت الأخلاقية المضللة التي نشأ عليها التنظيم البوليسي ولن يتخلون عنها إلى يوم الدين.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 10-مايو-2025 الساعة: 05:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-102735.htm