صنعاء نيوز - لم تعد المعالجات القديمة تجاه إسرائيل وإهانتها لمصر ، صالحة بعد ثورة 25 المجيدة ،

الأحد, 21-أغسطس-2011
صنعاء نيوزبقلم د. رفعت سيد أحمد -
لم تعد المعالجات القديمة تجاه إسرائيل وإهانتها لمصر ، صالحة بعد ثورة 25 المجيدة ، فاستخدام اللين واللغة الدبلوماسية الخشبية التى كان يتقنها دبلوماسيو مبارك أمثال عمرو موسى ملك التطبيع السرى مع إسرائيل ، بأمر مباشر منه لم تعد تجدى أو تليق بمصر الثورة ؛ واستخدام القوة مع المتظاهرين ضد سفارة العدو بل وتحويلهم إلى المحاكمات العسكرية كما جرى فى مظاهرة 15 مايو و5 يونيو ، وكما يجرى الآن بعد قيام العدو الصهيونى بقتل وجرح عشرات المصريين والفلسطينيين على الحدود لم يعد – أيضاً - مقبولاً ، بل سيرتب نتائج سيئة على الدولة والذين يحكمونها .
المسألة باختصار باتت تحتاج إلى لغة ، ومنهج ، وسياسة جديدة ، تفهم ما جرى فى مصر ، وكونه ثورة حقيقية وليس (نصف ثورة ونصف انقلاب) كما يروج البعض (!!) ، ولأنها ثورة فإن كافة قضايانا الداخلية وعلاقاتنا الخارجية مطروحة للبحث ، مطروحة للتغير ، لم يعد يفيد معها سياسات التسكين أو الإرهاب ، ولغة – وزمن - عمرو موسى ودجله السياسى .
إن ما جرى على الحدود مساء الخميس وصباح الجمعة (18 – 19/8/2011) يحتاج فى تصورنا إلى اقتراب جديد من أولى الأمر فى هذه البلاد ، اقتراب ، ليس أقله طرد سفير الكيان الصهيونى من مصر فوراً ، فالإهانة التى لحقت بشرف العسكرية والأمن القومى المصرى ، وهذا الشعب وثورته ، بليغة ، لا نقول إلغوا غداً اتفاقية العار (كامب ديفيد) ، فدون ذلك اعتبارات دولية نعلم أنها صعبة على المجلس العسكرى والحكومة الانتقالية ، ولكن على الأقل ليطرد سفير دولة العدو ، وليعاد النظر فى اتفاقات (الغاز) و(الكويز) والبروتوكولات التعليمية والسياحية والاقتصادية الموقعة مع العدو ، ليغلق المركز الأكاديمى الإسرائيلى المشهور بوكر الجواسيس وبالمناسبة مقره فى 29 شارع النيل بجوار شيراتون القاهرة ، وقبل هذا كله ليعاد النظر فى قضية الوجود العسكرى المصرى الهزيل على الحدود ، والأخذ فى الاعتبار حجم التحديات الجديدة التى بدأت تظهر بعد الثورة ومنها التحالف الجديد والرهيب (الموساد مع رجال المخدرات وبعض القوى المتشددة وتجار تهريب الأفارقة وتجار السلاح) ، وإذا علمنا أن إسرائيل تستهدف أيضاً احتلال شريط أرضى مساحته 7 كم على امتداد الحدود مع مصر بحجة حماية أمنها من الجماعات المسلحة بعد فقدان مصر للسيطرة .. الأمر الذى على المسئولين الحاليين للدولة المصرية ، أن يقدموا معالجة جديدة لعلاقة مصر بالكيان الصهيونى ، وألا تظل فلسفة وأداء حسنى مبارك حاكماً لهم فى مرحلة ما بعد الثورة ، وإلا تعرضوا – كما هو الحال الآن – لمزيد من الاهانات والمشاكل والتى سيضطر هذا الشعب الثائر لأن يأخذ حقه من الصهاينة قتلة جنودنا ، بيده ، ولا أستبعد أن يكون ذلك ليس فحسب بحرق العلم الإسرائيلى كما جرى فى مظاهرات (الجمعة والسبت 19-20/8/2011) بل يحرق السفارة الصهيونية بمن فيها ؛ وهو أمر لم يعد مستبعداً ، فالإهانة هذه المرة ، ثقيلة الوقع ، على النفس والشعور الوطنى المصرى ، والمؤامرة باتت واضحة للعيان !! .
* إن إسرائيل ، تعلم جيداً ، أن كنزها الاستراتيجى (حسنى مبارك) قد سقط ، وضاع من بين أيديها ، لذلك هى تحاول عبر بقايا وفلول النظام السابق ، وعبر الضغط الأمريكى والسعودى – القطرى ، أن تحافظ على الحد الأدنى من (كنزها المفقود) ، من علاقاتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية ، إلا أن المزاج الشعبى العام المصرى ، معاند ، ويرفض ، ولا تصدقوا أمثال عبد المنعم سعيد وعمرو حمزاوى ، وحسام سويلم وسيف اليزل وكاطو وغيرهم من خبراء وجنرالات الهوى الأمريكى القديم / الجديد ، الذين يراهنون على عدم رغبة الشعب المصرى فى قطع علاقاته مع العدو الصهيونى ؛ فهؤلاء رهانهم – تماماً مثل أفكارهم وحياتهم – معوجة وغير مستقيمة ، إن الشعب المصرى – وهذا لعلم من يديرون شئون مصر الآن – وبعد ما جرى من العدو الصهيونى بات مهيئاً ليس فحسب لطرد السفير وقطع العلاقات ، بل ولإلغاء كامب ديفيد ، وإذا لم يتم تنفيذ مطالبه فى حدها الأدنى ؛ (طرد السفير الصهيونى) ، فانتظروا انطلاق ثورته ، إلى حدها الأقصى .. والذى فى تقديرنا لن يكون أقل من حرق سفارة العدو فى الجيزة ، أو منزله فى المعادى بمن فيه - وأرجو ألا يتهمنا أحدهم بالتحريض على الحرق – فهذا شرف لا ندعيه – ولكنه مجرد تحليل لكاتب وسياسى يتابع ، ويناضل بكل تواضع ضد التطبيع مع العدو الصهيونى منذ ثلاثين عاماً أو يزيد .. هذه الرسالة للسادة الجالسين على مقعد الحكم .. فمن يستلمها ؟!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 06:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-10282.htm