صنعاء نيوز/محمد العولقي _ من صفحته على الفيس بوك - تفضي العوالم المتوازية إلى قدميه..هو بعدها الزمني..ثقبها الذي يمتص كل شيء ويتيح لك فرصة الرقص مع متعة فاخرة لا تقاوم..
لامين يامال في ليلة التتويج بالليغا..في ملعب يغلي كأنه بركان من جحيم..تفرغ لتأليف أوركسترا التتويج..كان اللحن..كان المغني..وكان الراقص الأنيق على صفيح من جحيم..
على ملعب إسبانيول الصعب.. جماهير تقف على شفا حفرة سحيقة.. أعصاب حارقة كأنها الجمر في عز توقده..لا يمكنك أن تنجو من هذه النيران للجار الذي يحسن لعبة القط والفأر مع برشلونة..
فقط لامين يامال تولى مهمة رجل الإطفاء..شبت النار في بيت الجار..فسارع هذا الموهوب إلى جلب الماء إلى دار برشلونة..
لامين يامال داخل الملعب كان العلامة الفنية الفارقة..هو من صنع الفارق في ليلة التتويج..هو من تحول إلى حلواني ماهر..معجناته من طراز نادر.. أهدى واحدة من تلك الحلويات الفاخرة إلى زميله فيرمين لوبيز فبصم على هدف الأمان في الأنفاس الأخيرة..
كانت مباراة مغلقة.. إسبانيول يشتعل حماسا..يغطي كل شيء.. أحرق المساحات..شنق اللعب.. لعب على تأرجح الدفاع الخطي لبرشلونة..لكن كل هذا تبخر أمام ومضة واحدة من هذا الصغير المدهش..كرة من اليمين..تلوى لامين مثل الثعبان..عرج قليلا إلى العمق..ومن زاوية مغلقة سدد من خرم إبرة..كرة ذكية..قوية..ماكرة..حطمت الدفاع الفولاذي لإسبانيول..زغردت الكرة داخل المرمى..
هدف لامين أرخى سدوله على المباراة..هواجس إسبانيول زادت..والغضب في المدرجات تنامى.. الغليان النفسي كان حاضرا بقوة..لكن هناك دوما العاقل الرزين هانز فليك الذي تعامل مع الشوط الثاني بذكاء شطرنجي يحسد عليه..
جملة من التتغيرات في المراكز..ثم إخراج ليفاندوفسكي.. واللعب بإيقاع السرعة من العمق حيث فيرمين لوبيز ينسل ليؤدي المهاجم الوهمي..فلسفة حفظت لبرشلونة التوازن..ومنحته فرصة الفوز بالضربة القاضية..
برشلونة حسم النقاش من ملعب الجار المزعج..الليغا بلوجرانية..حدث يستحق منشور فرائحي لعشاق برشلونة هذا المساء.. أنتظروني..
محمد العولقي |