صنعاء نيوز/الدكتور عبد الوهاب الروحاني -
د. عبدالوهاب الروحاني
عاش بموقف واحد ومات عليه، خاصم بشرف وقاتل بشرف.. ضحى باغلى ما عنده من اجل الموقف الذي اعتقده وآمن به..
ناجي جمعان.. الشيخ الذي اختاره اخوانه ليصبح محط احترام الكبير والصغير بين اهله وابناء قبيلته، عرفته ليس كبيرا عليهم، وانما واحدا منهم، يوقر الكبير، ويرعى الصغير، ينصر المظلوم، يدفع عن اخوانه ويدافع عنهم ويدفع لهم، لم يكن من مشائخ "الفيد" ولا من اولئك الذين لا يزالون يقتات من عرق "الرعوي" وينهبون "الرًيع" من محصوله.
لا يحرض على خصومه، ولا يثير فتنة ضد من يكد ويكسب بعيدا عن رضاه ومباركته، كان شخصية اجتماعية بعقلية متحضرة، لا يتكسب من زرع الخصومات وتاليب القبائل والاسر على بعضها.
تزاملت مع ناجي جمعان في مجلس النواب وتشاركنا عددا من المواقف والانشطة (اجتماعية وتنظيمية)، عرفته عن قرب، به صدق ووفاء، وفيه صفاء الرجال ورجولة الكبار..
حينما غادر الوطن استقر في مصر ليغرف من زرقة النيل ويتنفس النقاء في ارض الكنانة.. رفض لعبة التمرجح بين العواصم، وفضل ان يقرأ المشهد الوطني بصمت من على ضفاف النيل.
بِصَمته، كان يزدري بهرجة المنفلتين خارج الوطن، الذين يتفشخرون باموال السلطة وليست بايدهم سلطة.. وهو لذلك لم يقم الولائم الباذخة، ولم يذبح ويسدح كما يفعلون في فنادق القاهرة، واكتفى اولاده باستقبال العزاء بوفاته في قاعة بسيطة وعامة في احد احياء الجيزة بالقاهرة.
جمعان (الشيخ) اختلف عنهم جميعا ليس بقبع الشيخ ولا بجنبيته وانما بصفات تفرد بها وموقف ثبت عليه.. ولذلك كان مختلفا... حتى الكثيرين ممن توافدوا على عزائه لم يكنوا ينتمون اليه.. ذلك لانه كان مختلفا..
• حينما غادر جمعان الوطن لم يغادر لتهريب الاموال ولا لادارة استثماراته، فراسماله كان في وفائه وتمسكه بولائه لوطنه.
• اختلف عنهم لانه لم يتاجر ولم يتكسب بمشيخته ولا بمركزه الاجتماعي او السياسي والتنظيمي
• اختلف عنهم جميعا لانه لم يييع ويشتري بقضايا الوطن وثوابته، وظل على احترامه لذاته وموقفه.
رحم الله الشيخ ناجي جمعان الجدري عاش ومات ممتلئا شجاعة ووفاء ومحبة ووطنية.. العزاء لاولاده وكل اهله واصدقائه.
د.عبدالوهاب الروحاني https://www.facebook.com/share/p/1FALwTB3po/?mibextid=oFDknk |