صنعاء نيوز - إن الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية حالياً جديرة بالتوقف عندها، فما كان بالأمس القريب صعباً أضحى الآن ممكناً،

الإثنين, 22-أغسطس-2011
صنعاء نيوز/مصطفى محمد أبو السعود /فلسطيني -
إن الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية حالياً جديرة بالتوقف عندها، فما كان بالأمس القريب صعباً أضحى الآن ممكناً، فالجماهير أضحت قادرة على إحداث تغييرات جذرية في بنية تفاصيل الحياة داخلياً وخارجياً، بعدما شد قطار الزمن رحاله مسرعاً ليصل بالأمة العربية إلى محطة مشرفة، أوجدت دوراً للمواطن العربي في صياغة المشهد العام للمجتمع، فتأكد المواطن العربي أن له ضرورة في بلاده، وشعر بآدميته، بعد أن أحكم حبل التشاؤم قبضته على عنقه، وأطبق القيد على معصميه، وزرع في أحشائه اليأس ، وأدخلته الدبلوماسية العوراء الى حظائر الحيوان، ومارست ضده التمييز العنصري.
إن الطلب المصري من العدو الصهيوني بتقديم اعتذار لمصر عن استشهاد الجنود المصريين، هو بداية تحول منطقي في نهج السياسة المصرية، فما كان عليه ساسة مصر المخلوعين هو حالة استثنائية سيئة على مصر النخوة، وأما الحالة الطبيعية لمصر هي أن تكون الدرع الواقي للأمة، والصدر الحنون على أبناءها، وأنه لموقف مشرف سيحفظه التاريخ الذي ابتسم أخيراً، بعدما ظل متجهماً طيلة ثلاثة عقود مضت ، وسيبدأ بتدوين الأحداث من منظورٍ جديد، بعد أن عاش العالم العربي ثلاثة عقود مضت في ظلال دبلوماسية عربية مهترئة وضالة، ظلت فيها الدبلوماسية العربية تركب قطار ضبط النفس، حتى لو كانت حرارة المشهد تذيب ثلج كانون.
والمتأمل لكل الانتصارات التي حققتها الأمة العربية والإسلامية يجد أن لمصر دوراً كبيراً في إخراجها الى حيز الوجود، وهذا كله بفضل البركة الربانية التي حباها الله لمصر، لكن مصر في خلال حكم مبارك توقفت عن صناعة النصر، وأضحت تتقن الهزيمة، وهذا ليس رغبة منها، بل أنها أُكرهت على ذلك،لأن من يمسك بزمام الأمور فيها أدمن الهزيمة، بعدما ادعى زهده في تحقيق النصر، والحقيقة إنه لم يكن زاهداً في تحقيق النصر، بل كان عاجزاً عن تحقيقه.
على مصر الثورة أن تبقي يقظة وتراقب الأحداث بألف عين كي لا يأخذها الكسل على حين غرة، ولا تأخذها هموما الداخلية عن مسئولياته الخارجية، فنحن والله نحب مصر كثيراً، ونتأمل منها أن تبقى الأم الحنون التي تفرد ذراعيها على كل أبنائها لتحميهم من حر الصيف وبرودة الشتاء.
إن منظر ثوار مصر وهم يتظاهرون أمام مقر السفارة الصهيونية في القاهرة ، ليوحي بالفخر، ومدعاة للاعتزاز بأن نهض الفارس المصري من سباته، ولسان حاله يقول "تعساً للدبلوماسية التي اختارت البقاء في صالة الصمت، وتختار كلمات لا تخدش حياء كبار القوم في العالم، وترى كرامتنا تُذبح، وإخواننا يموتون ، وتطالبنا بضبط النفس، وتباً للقانون الذي يطلب منا أن نتألمَ بهدوء، رغم قساوة التعذيب، ويجبرنا على رسم ملامح الفرحة على وجوهنا وتزيين شفاهنا بالابتسامات العريضة، رغم اهتراء القلب من شدة الأوجاع [email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-10305.htm