صنعاء نيوز/عمر دغوغي -
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1
في مجتمعاتنا العربية، تُعتَبَر الأسرة نواة المجتمع، ومرجعًا أساسيًا في تحديد مسار حياة الفرد، خاصةً في مرحلة الشباب.
غير أن ما يُفترَض أن يكون دعمًا وتشجيعًا، يتحول في كثير من الأحيان إلى ضغط عائلي يمارَس بشكل مباشر أو غير مباشر، في الدراسة، واختيار التخصص، أو المهنة، وأحيانًا حتى في تفاصيل الحياة الشخصية.
ما هو الضغط العائلي؟
الضغط العائلي هو تلك التوقعات العالية والمطالب المستمرة التي يُفترض على الشاب أو الفتاة تلبيتها، بهدف تحقيق "نجاح" كما يراه الوالدان أو العائلة، وليس كما يراه الفرد لنفسه.
وغالبًا ما يكون بدافع "الحرص" و"المصلحة"، لكنه يؤدي في كثير من الأحيان إلى القلق، فقدان الثقة، والإحساس بالاختناق.
أشكال الضغط العائلي الشائعة
اختيار التخصص الدراسي:
"ادخل طب"، "الهندسة أحسن"، "داك التخصص ما فيه مستقبل" عبارات تتكرر كثيرًا، دون مراعاة ميولات الشاب أو إمكانياته.
الضغط للزواج في سن مبكر أو من شخص معين
البعض يُجبر على الزواج قبل أن يكون مستعدًا نفسيًا أو اقتصاديًا، فقط لإرضاء العائلة
إجبار الشاب على قبول وظيفة معينة، أو العمل في مجال لا يحبه، فقط لأنه "مضمون.
الصورة الاجتماعية
الحفاظ على "سمعة العائلة" قد يُستخدم كوسيلة للضغط على سلوك الشاب أو اختياراته.
لماذا تمارس العائلات هذا الضغط؟
الخوف على المستقبل
الأهل غالبًا يخافون من الفشل، فيُحاولون "حماية" أبنائهم عبر فرض قرارات يرونها أكثر أمانًا.
المقارنة الاجتماعية
"ولد فلان دار كذا"، فيدفع الوالدون أبناءهم لتقليد الآخرين.
أحيانًا، يحاول الأهل تحقيق أحلامهم الخاصة من خلال أبنائهم، حتى لو كانت بعيدة عن ميولاتهم.
النتائج السلبية للضغط العائلي
إحباط وفقدان الحافز
تراجع الأداء الدراسي أو المهني
توتر في العلاقة مع الوالدين
ضعف الشخصية وصعوبة اتخاذ القرار
مشاكل نفسية مثل القلق أو الاكتئاب
كيف يمكن التعامل مع هذا الضغط؟
الحوار الهادئ
ضروري تشرح لأهلك وجهة نظرك، وتوضح لهم طموحاتك بلغة الاحترام.
الوعي الذاتي
لازم تعرف شنو اللي باغي، وتكون مقتنع بمسارك.
جرب تلقى حل يرضي الطرفين، إذا أمكن.
طلب المساعدة:
أحيانًا يمكن تدخل شخص ثالث (مستشار، أستاذ، أحد الأقارب) يساعد في توصيل الفكرة.
الضغط العائلي قد ينطلق من نية صادقة، لكنه لا يجب أن يكون سببًا في قتل طموحات الشباب أو إلغاء شخصيتهم.
الشباب اليوم يحتاجون إلى الدعم، الحوار، والمساحة لتجربة الحياة بأنفسهم، فالعائلة الواعية هي التي ترافق أبناءها، لا التي تقودهم رغماً عنهم.