صنعاء نيوز - في زاوية ضيقة من مشهد عالمي مضطرب، تلوح ملامح قرار كارثي، ضرب المفاعل النووي الإيراني… قد يكون القرار قد اتُخذ فعلًا

الأربعاء, 18-يونيو-2025
صنعاء نيوز/ الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب -
باكستان وروسيا والصين: هل ستكتفون بالتصريحات النارية أم سينفجر الصراع هذه المرة؟




في زاوية ضيقة من مشهد عالمي مضطرب، تلوح ملامح قرار كارثي، ضرب المفاعل النووي الإيراني… قد يكون القرار قد اتُخذ فعلًا، وقد تكون الأوامر قد صدرت بالفعل إلى الطائرات المُجنّحة والغواصات النووية.
لكن السؤال الحتمي لا يتعلق بطهران وحدها، بل بأصدقائها من شرق الأرض إلى شمالها: هل ستقف باكستان وروسيا والصين موقف المتفرّج، بينما تُحوَّل إيران إلى رماد إشعاعي؟

الصين… التنين الذي يبتسم ولا ينسى :

الصين، التي تمد جسورها التجارية من الخليج حتى قلب إفريقيا، تُدرك تمامًا أن سقوط إيران ليس مجرد ضربة لخصم أمريكي، بل هو خلخلة توازن جيواقتصادي قد يتسلل لاحقًا إلى أبواب بكين ذاتها.

فهل تقف بكين متفرجة؟

أم أن “الرد الصيني” سيكون بأسلوبها المعتاد: هادئ، ذكي، لكنه مدمر على المدى الطويل؟

تزويد موسكو بطائرات دون طيار؟

صفقات نفطية مع طهران بـ”اليوان” بدلاً من الدولار؟

أم شيء أكبر، لا يُعلن عنه في نشرات الأخبار؟

روسيا… الدب الذي لا يحب أن يُستفز :

موسكو التي تواجه أصابع الناتو على حدودها منذ الحرب الأوكرانية، لن تقبل بسهولة بفقدان حليف إقليمي بحجم إيران.

لكن السؤال: هل هي قادرة على فتح جبهة جديدة؟

أم أن بوتين سيكتفي بعرض عضلات إعلامي، وتسليح طهران ببعض “الهدايا” العسكرية تحت الطاولة؟

وإذا كانت روسيا اليوم في عنق الزجاجة، فهل تدفعها واشنطن إلى القاع أم إلى القفز فوق الزجاج؟

باكستان… الدولة النووية التي تمشي على الحبل :

أما باكستان، فقصتها مختلفة. فهي دولة نووية… لكنها محاصرة بجراح داخلية، اقتصاد هش، وتوازنات دقيقة بين ولاءاتها الخليجية وعلاقاتها الشيعية – السنية.

فهل تدخل المعركة دفاعًا عن “المسلمين”؟

أم تلوذ بالصمت وتكتفي ببيان غامض من الخارجية يحمل كلمات مثل “القلق”، و”دعوات التهدئة”، و”تفادي التصعيد”؟

أم أن للجيش الباكستاني – كما هي عادته – قرار مستقل لا يعترف بالسياسة المدنية؟

هل نشهد “بروفة” لحرب عالمية… أم مشهداً مكرراً من مسرحية الردع الكاذب؟

لقد اعتدنا، نحن أبناء هذا الكوكب، على حلقات متكررة من التصعيد والتراجع، من “الخط الأحمر” إلى “الخطاب الأحمر”، من الصواريخ إلى الهاشتاغات، من النار إلى النفاق الدبلوماسي.

لكن هذه المرة:

يبدو أن كل شيء مختلف… التصريحات النارية خرجت عن النص. التحركات العسكرية على الأرض لم تعد مجرد استعراض… والخرائط تُرسم هذه المرة على جدران ملتهبة.

في النهاية:

السؤال الأكبر: إذا تم ضرب إيران وسقطت الجمهورية الإسلامية على رُكبتيها، هل يتوقف الحريق هناك؟

أم أن ألسنة اللهب ستتسلق شرفات بكين، ومخازن النفط الروسية، وخزائن الأسلحة الباكستانية؟

هل نحن أمام نهاية مرحلة… أم بداية حرب لا أحد يعرف نهايتها؟

وهل حقًا ستكتفي الصين وروسيا وباكستان بتغريدات حادة وبيانات غاضبة… بينما تُغتال طهران أمام أعينهم؟

العالم اليوم ليس بحاجة إلى شرارة جديدة… لكنه أيضًا لم يعد يعرف كيف يطفئ النار.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 18-يونيو-2025 الساعة: 03:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-103378.htm