صنعاء نيوز - في ظل نظام الملالي الذي يخنق إيران منذ 45 عامًا، يتردد صدى صرخة واحدة في أرجاء البلاد وخارجها: إسقاط النظام هو الحل الوحيد

الثلاثاء, 24-يونيو-2025
صنعاء نيوز/ -


بقلم: حسن محمودي، كاتب إيراني

Hassan.Mahmoudi.jpg


في ظل نظام الملالي الذي يخنق إيران منذ 45 عامًا، يتردد صدى صرخة واحدة في أرجاء البلاد وخارجها: إسقاط النظام هو الحل الوحيد لإنهاء دائرة القمع الداخلي، الإرهاب الخارجي، والطموحات النووية الخطيرة. هذا الموقف، الذي تتبناه المقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي، ليس مجرد شعار، بل استراتيجية سياسية واضحة تعكس إرادة شعبية متصاعدة، كما أكدت رجوي في خطاباتها المتكررة، سواء في مؤتمرات البرلمان الأوروبي أو في الذكرى السنوية لانطلاق المقاومة في 20 يونيو 1981.

لطالما كان النظام الإيراني يعتمد على ركيزتين لتثبيت سلطته: القمع الداخلي وتصدير الإرهاب. داخليًا، يواجه الشعب الإيراني انتهاكات حقوقية ممنهجة، من إعدامات جماعية وصلت إلى أكثر من 1300 سجين منذ تولي الرئيس الجديد منصبه، إلى قمع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في 2019 و2022. خارجيًا، يمول النظام ميليشيات في لبنان واليمن والعراق وسوريا، مما يزعزع استقرار المنطقة. لكن التهديد الأخطر يكمن في برنامجه النووي، الذي كشفت المقاومة الإيرانية عن تفاصيله في يونيو 2025، عبر فضح مشروع “كوير” السري في سمنان، الذي يهدف إلى تطوير أسلحة نووية تحت غطاء برامج مدنية.

في مواجهة هذا النظام، تطرح المقاومة الإيرانية “الحل الثالث”: ليس التدخل العسكري الخارجي، ولا الاستسلام لسياسات التهدئة التي أثبتت فشلها، بل إسقاط النظام بيد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة. هذا الحل، الذي أكدته رجوي في خطابها بالبرلمان الأوروبي عام 2024، يستند إلى إرادة شعبية متجذرة وتنظيم مقاومة قوية، تمتلك شبكة داخلية واسعة كشفت عن أسرار النظام النووية والعسكرية مرات عديدة، آخرها في يونيو 2025.

لماذا يُعد هذا الحل الجذري ضروريًا؟ أولًا، لأن النظام الإيراني أثبت أنه غير قابل للإصلاح. سياسات التهدئة التي اعتمدها المجتمع الدولي، خاصة في الاتفاق النووي لعام 2015، لم توقف طموحات النظام النووية، بل منحته مساحة للمناورة والتوسع. كما أن القمع الداخلي، من قتل المتظاهرين إلى استغلال الأطفال في أعمال شاقة، يكشف عن طبيعة النظام الأيديولوجية التي لا تقبل التسوية. ثانيًا، الشعب الإيراني نفسه أظهر استعدادًا متزايدًا للتغيير. انتفاضات 2019 و2022، التي شاركت فيها طبقات مختلفة من المجتمع، من الشباب والنساء إلى العمال، أثبتت أن الإرادة الشعبية لإسقاط النظام ليست مجرد أمل، بل واقع يتشكل يوميًا.

لكن كيف يمكن تحقيق هذا الحل؟ المقاومة الإيرانية، بقيادة منظمة مجاهدي خلق، طورت استراتيجية متعددة الأبعاد. داخليًا، تعتمد على وحدات المقاومة التي تنظم الاحتجاجات وتكشف عن أنشطة النظام. خارجيًا، تسعى لتعبئة الدعم الدولي عبر فضح انتهاكات النظام، كما فعلت في مؤتمرات البرلمان الأوروبي، حيث طالبت رجوي بتفعيل “آلية الزناد” وإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن. هذا النهج يجمع بين الضغط الشعبي والدبلوماسية الدولية، مع التركيز على تمكين الشعب الإيراني كقوة التغيير الأساسية.

بالنسبة للمنطقة العربية، فإن إسقاط النظام الإيراني ليس مجرد قضية إيرانية، بل مصلحة إقليمية. تدخلات النظام في اليمن ولبنان والعراق وسوريا جعلت استقرار المنطقة رهينة لسياساته التوسعية. كما أن امتلاكه لسلاح نووي، كما كشفت المقاومة في مشروع “كوير”، سيمنحه أداة ابتزاز خطيرة تهدد دول الجوار. لذلك، ينبغي على المجتمع العربي دعم هذا الحل الجذري، ليس فقط من منطلق التضامن، بل كجزء من حماية أمنه الإقليمي.

في الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل التحديات. النظام يمتلك آلة قمعية قوية، ويستخدم الدعاية لتشويه صورة المقاومة. لكن نجاحات المقاومة، من كشف المواقع النووية إلى تنظيم الاحتجاجات، تثبت أنها تملك القدرة على مواجهة هذه التحديات. كما أن الدعم الدولي المتزايد، خاصة في أوروبا، يعزز فرص نجاح هذا الحل. في خطابها بستراسبورغ، شددت رجوي على أن التهدئة مع النظام لم تجلب سوى المزيد من التهديدات، وأن الوقت قد حان لدعم التغيير الديمقراطي في إيران.

في الختام، إسقاط النظام الإيراني بيد الشعب والمقاومة ليس حلمًا بعيد المنال، بل مشروع سياسي قابل للتحقيق. إنه يتطلب وحدة الإرادة الشعبية، تنظيم المقاومة، ودعم المجتمع الدولي، خاصة الدول العربية التي تتضرر من سياسات النظام. كما قالت مريم رجوي: “الشعب الإيراني هو القوة الحقيقية للتغيير”. هذه الرؤية ليست مجرد دعوة للأمل، بل خارطة طريق لمستقبل إيران حرة وديمقراطية، ومنطقة مستقرة بعيدة عن ظلال الديكتاتورية الدينية.



تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 25-يونيو-2025 الساعة: 07:15 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-103468.htm