صنعاءنيوز/وفاء عبد الكريم الزاغة - اعرب الفيلسوف الروسي عن ثقته في أن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، التي بدأت عامي 2007 و2008 ، لم تنته بعد. وأن ما يشهده العالم حاليا من انفراج، وما هو إلا توقف مؤقت في تطور تلك الأزمة، وذلك أن العالم في الوقت الراهن يجتاز مرحلة من الهزات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة.
وإذا كانت هذه الأزمات قد انحصر تأثيرها الملموس في هذه المرحلة على البنوك وعلى المضاربين في الأسواق المالية، فإنها ستلقي ظلالها عاجلا أم آجلا على مصالح المواطنين البسطاء. ومن المرجح أن يبدأ المواطنون البسطاء يشعرون بالآثار السلبية لهذ الأزمة نهاية العام الجاري 2011 . وفي العام القادم، والذي يليه (2012 ـ 2013)، سوف يعاني المجتمع الدولي من أزمة مالية حقيقية جديدة.
وفي معرض رده على سؤال حول حتمية نشوب أزمة عالمية جديدة أكد بانتين أن ذلك سوف يحدث. لأن النظام المالي العالمي الحالي يعتمد كليا على الدولار الأمريكي، باعتباره عملة احتياطية وحيدة. علما بأن هذا النظام المالي استنفذ صلاحيته بشكل تام، ويحتاج لإصلاح جذري.
ولكن الولايات المتحدة تعارض بكل ما تملكه من وسائل إجراء إصلاحات على النظام المالي والاقتصادي القائم حاليا. لأن من شأن الإصلاح الحقيقي أن يحول دون السماح لها بالعيش على حساب بقية شعوب الأرض عبر طباعة الدولارات دون حسيب أو رقيب. ويتوقع بانتين أن تستمر الأزمات المالية في الاندلاع الواحدة تلو الأخرى ما لم يتم إصلاح النظام المالي العالمي.
وبناء على ما تقدم واستنادا للخبرات التي اكتسبتها البشرية نتيجة دراسة سيرورة التطور الاقتصادي، من المتوقع أن يطرأتغير ملموس على النظام المالي العالمي، وكذلك على المنظومة الاقتصادية العالمية. ومن المرجح أن يحدث ذلك في الفترة بين 2014 و2020
صحيفة "مير نوفوستيي" تنشر في عددها في 26 اغسكس/آب، نص مقابلة أجرتها مع الفيلسوف الروسي المعروف فلاديمير بانتين، الذي سبق أن تنبأ في بحوثه بوقوع الأزمة المالية العالمية قبل عدة سنوات.
ففي معرض رده على سؤال حول التطورات، التي ينبغي على المجتمع الدولي أن يستعد للتعامل معها في المستقبل المنظور، قال بانتين إن الأزمات بحد ذاتها يجب ألا تشكل مصدرا للقلق. وتتعين علينا خشية نتائج الأزمات، وذلك أن ما يسمى بـ"النخبة العالمية" لن تتورع عن توريط البشرية في أية مشاكل في سبيل الحفاظ على مواقعها الاحتكارية. |