صنعاء نيوز - تشير القراءة الأولية في نتائج الثانوية العامة للعام الدراسي 1446هـ / 2024–2025م، إلى تباينات لافتة تستحق الوقوف أمامها، لاسيما فيما يتعلق بعدد الطلاب

الجمعة, 18-يوليو-2025
صنعاء نيوز/ جمال البحري -


■جمال البحري17يوليو2025

تشير القراءة الأولية في نتائج الثانوية العامة للعام الدراسي 1446هـ / 2024–2025م، إلى تباينات لافتة تستحق الوقوف أمامها، لاسيما فيما يتعلق بعدد الطلاب الحاصلين على المراتب العشر الأولى (من الأول إلى العاشر) في كل قسم من الأقسام التعليمية الثلاثة:

* في القسم الأدبي بلغ عدد الأوائل: 6 طلبة فقط.
* في القسم الإنجليزي بلغ عدد الأوائل: 8 طلبة.
* اما في القسم العلمي بلغ عدد الأوائل: 168 طالباً وطالبةً!

وتثير الأرقام الاخيرة تساؤلات مشروعة، وتدعو إلى ضرورة تفسير هذا التفاوت الكبير، بل وإعادة النظر في آلية اختبارات القسم العلمي، خصوصاً في ظل اعتماد نظام الأتمتة.

فالاختلاف الجذري بين مستوى أداء المتفوقين في الثانوية العامة ومراكزهم فيها، وبين نتائجهم في اختبارات القبول الجامعي خصوصا في اختبارات المفاضلة بكلية الطب البشري، يعكس فجوةً حقيقيةً تستوجب التوقف والتقويم، وربما مراجعةً شاملةً لنظام التقييم وآليات تصحيح الاختبارات، بما يضمن العدالة والموضوعية وتكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين، واضيف الى ذلك اعادة النظر في الية تثقيف وتوعية الطلبة ورفع مهاراتهم العلمية وخباراتهم المعملية، حيث اصبحت مخرجات العقود الخيرة اقل وعياً وثقافة من الاجيال السابقة وهذا يحتاج الى اعادة وقفة حقيقية وجادة.

أسباب محتملة...
من أبرز الأسباب التي قد تفسر هذا التفاوت الكبير في عدد الأوائل بالقسم العلمي:

* الاعتماد الكامل على الأتمتة في تصحيح الاختبارات.

* التركيز على الحفظ والاستذكار في الامتحانات العلمية، مقابل غياب قياس المهارات العليا في التفكير والتحليل وحل المشكلات.

* ضعف الرقابة على مراكز الاختبار، مما قد يؤدي إلى تفاوت في ظروف أداء الطلاب للاختبارات.

* عدم ملاءمة نماذج الامتحانات للأهداف التعليمية الحقيقية التي يُفترض أن تقيس مستوى الطالب العلمي بصورةٍ عادلة.

وهذا الخلل يتطلب:
* إعادة هيكلة نماذج الامتحانات العلمية بحيث تقيس الفهم العميق والقدرة على التحليل والمهارات التطبيقية وليس فقط الحفظ.

* دمج التصحيح الآلي بالتصحيح البشري الجزئي لضمان ضبط الجودة وتفادي أخطاء الأتمتة البحتة.

* الاستفادة من مهارات أساتذة الجامعات في تحسين تدريب المعلمين ومعدّي الأسئلة على تصميم اختبارات معيارية وعادلة.

* مراجعة دور مراكز الاختبارات وتكثيف الرقابة الفنية والإدارية عليها.

*ضرورة التفكير بإنشاء اقسام علميةجديدة مثل الثانوية الطبية والتقنية والتجارية والتربوية جنبا الى جنب مع العلمي والادبي.

*ضرورة التفكير باعادة فصل وزارة التربية والتعليم على التعلم الفني والعالي.

ختاما .. إن رفع الثقة في مخرجات ونتائج الثانوية العامة مرهون بتطوير منظومة التعليم والتقييم بالكامل، لتكون أكثر اتزانا والتزاما وموضوعيةً وتعبيرا صادقا عن قدرات ومهارات الطلبة، لنأمل بمستقبل افضل يتجاوز عثرات الماضي.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 18-يوليو-2025 الساعة: 01:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-103849.htm