صنعاء نيوز - بقلوب مكلومة، وألسنة تلهج بالدعاء وعيون دامعة تستحضر ما تبقى من رجال الزمن الجميل، نرفع أسمى آيات العزاء وصادق المواساة في رحيل القامة الوطنية السامقة

الجمعة, 18-يوليو-2025
صنعاء نيوز/ -
بسم الله الرحمن الرحيم
”وبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ“

بقلوب مكلومة، وألسنة تلهج بالدعاء وعيون دامعة تستحضر ما تبقى من رجال الزمن الجميل، نرفع أسمى آيات العزاء وصادق المواساة في رحيل القامة الوطنية السامقة، والهامة النيابية العريقة، والشخصية الاجتماعية الفذّة، الشيخ زيد محمد أبو علي، الذي ودّع الدنيا بعد عمرٍ من النضال المشرف والعطاء الوطني المتدفّق الذي لا يُنسى ولا يُجارى.

لقد كان الفقيد، رحمه الله، واحداً من أعمدة الدولة، وأحد أصدق وأوفى الرجال الذين وقفوا بثبات في وجه العواصف، وأخلصوا في القول والعمل، وسكنوا ضمير الوطن كما سكنوا قلوب الناس. كان من القلائل الذين لا يُشترون، ولا يساومون، ولا ينحنون، رجلٌ عزيز النفس، صادق الانتماء، ثابت الموقف، لا يتقن إلا الحضور الشريف في كل موقع ومرحلة.

منذ أن بدأ مسيرته من عضوية مجلس الشعب التأسيسي عام 1982م، وحتى آخر يوم في حياته، لم يعرف سوى طريق الوطن، ولم يسلك غير دروب الحق. ظلّ ممثلًا وفيًا للشعب عن المؤتمر الشعبي العام، يتصدر المجالس النيابية انتخابًا وثقة، حتى استحق بجدارة لقب عميد النيابيين اليمنيين، فكان وجهًا مشرقًا في سجلّ التشريع الوطني، وركنًا من أركان الحكمة في زمن كثر فيه الغوغاء.

كان صوتاً للناس لا صوتاً عليهم، وكان عونًا للمظلوم، وسندًا للمحتاج، وخصيمًا للفساد، وصديقًا للسلام، ورجل دولةٍ يعرف متى يصمت ليصنع هيبة، ومتى يتكلم ليصنع فرقًا.
لم يكن نائبًا فحسب، بل كان معلّمًا للأجيال، مدرسةً في الاتزان، وديوانًا في الفصاحة، ورمزًا للتواضع والبساطة.

وفي الميدان التنظيمي، كان الشيخ زيد أبو علي من المؤسسين الأوائل للمؤتمر الشعبي العام، ومن أعمدته الصلبة، وركائزه الصادقة، شارك في تأسيسه عام 1982م، وظل وفيًا له حتى آخر رمق، لم يبدل ولم يتبدل، مؤمنًا بثوابته، حاملًا أمانته، مدافعًا عن خطه الوطني في السراء والضراء، وفي أحلك المراحل وأصعب المنعطفات.

أما في الميدان الاجتماعي، فقد كان -رحمه الله- رجلاً لإصلاح ذات البين، ووجهًا للخير، يقصده المتخاصمون فيرتضون حكمه، ويقضي بين المتنازعين فترضى كلمته. كان كافًا للأذى، ساعيًا في الإصلاح، حاضرًا في كل قضية، ومرجعًا في كل خلاف، ساعيًا لإخماد الفتن، وناشرًا لأمان الكلمة ودفء الصلح.
وكانت المحويت تفخر به، واليمن تعرفه، والناس تذكره بالمحبة والهيبة، لا بالضجيج والزيف.فقد كنت اعرفه عن قرب في مختلف مراحل العمل التنضيمي، فقد كان دمث الأخلاق طيب الروح عظيم الوفاء .

وإن رحيله الجلل لا يمثّل خسارة لعائلته أو لمحافظة المحويت فحسب، بل هو فقدٌ عميق للوطن بأكمله، وخسارة كبرى للمؤتمر الشعبي العام، وللضمير اليمني الحي الذي أرهقه رحيل الكبار.

وبهذا المصاب الجلل، لا يسعنا إلا أن نرفع أحرّ التعازي وأصدق مشاعر الحزن والمواساة إلى:

الشيخ محمد محمد أبو علي – عضو اللجنة الدائمة، ورئيس فرع المؤتمر في المحويت

والشيخ عبدالله محمد أبو علي

وأبناء الفقيد البررة: أسامة، وهمدان، ومحمد، ومراد زيد محمد أبو علي

وإلى آل أبو علي الكرام كافة، في المحويت وخارجها والى كافة جماهير المؤتمر الشعبي العام خاصة والشعب اليمني عامة.


داعين الله سبحانه وتعالى أن يتغمّد فقيد الوطن والمبدأ بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء،
وأن يُلهم قلوب محبيه وذويه الصبر والسلوان، وأن لا يريهم الله بعده مكروهًا ولا فقدًا موجعًا.

رحم الله شيخنا الجليل...
لقد رحلت، لكن مواقفك باقية، وسيرتك عطرة، وذكراك خالدة لا تموت.

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون...

الا سيف /
البروفيسور علي مطهر العثربي رئيس دائرة الفكر والثقافة عضو الأمانة العامة عضو اللجنة الدائمة الرئيسية بالمؤتمر الشعبي العام
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 18-يوليو-2025 الساعة: 04:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-103854.htm