صنعاء نيوز - عند صباح أمس، أمسكت هاتفي لأتصفح الرسائل والاتصالات التي فاتتني، وأثناء تصفحي للوارد من الرسائل, تفاجأت بوجود رسالة غريبة!

الثلاثاء, 22-يوليو-2025
صنعاء نيوز/ الكاتب: أسعد عبدالله عبدعلي -










عند صباح أمس، أمسكت هاتفي لأتصفح الرسائل والاتصالات التي فاتتني، وأثناء تصفحي للوارد من الرسائل, تفاجأت بوجود رسالة غريبة! رسالة من شخص لا أعرفه، يشتم ويسب فقط لاختلافه في الرأي معي حول موضوع رياضي! نعم لا تتفاجأ ايها القارئ، لم يكن الموضوع سياسيًا أو طائفيًا، أو حتى عشائريًا، بل كان عن كرة القدم "الطوبة". والغريب أن هذا الشخص كبير في السن، وليس مراهقًا لتقوده العاطفة إلى السب واللعن.

قبل اسابيع كتبتُ مقالًا عن دوري المؤسسات الذي كان يُقام في العراق في فترة الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي، وذكرت رأيي حوله.. وهو: أنه لم يكن دوريً لكل العراق، بل كان بطولة بين أربع وزارات فقط، هي الدفاع، والداخلية، والنقل، والكهرباء، وتُقام مبارياتها في بغداد. بل وكان يتزامن معها بطولة مشابهة تُجري في الجنوب، وأخرى في الشمال، أي أن للعراق ثلاث بطولات وثلاث ابطال في كل موسم.

مما دفع الاتحاد الأسيوي إلى عدم الاعتراف بأي بطل للعراق حتى موسم 1975-1976، حيث تم إلغاء دوري المؤسسات, وتشكيل دوري الدرجة الأولى للأندية، ومن ذلك الحين كانت الانطلاقة الحقيقية للدوري العراقي، وكسبنا اعتراف آسيا من تلك اللحظة.

أما الرجل الغريب، فهو واضح أنه مشجع متعصب جدًا لا يقبل النقاش، ويشتم من يخالف هواه. وفي الحقيقة نجد الكثير من الأشخاص المشابهين لهذا المشجع المتعصب، سواء في السياسة، أو في السوق، أو في الفضائيات, بعضهم محللون، وبعضهم إعلاميون، وفضائيات العراق مليئة بمثلهم.

حاولت أن أفهم أسباب ودوافع الغضب، وأن أتوغل في عمق المشكلة, لأجد التفسير المنطقي لأفعالهم.



· سؤال: لماذا الغضب؟

التحليل النفسي لهذا الرجل قد تتناول العديد من الجوانب المرتبطة بمكونات شخصيته. ويبدو أن هناك أنماطًا سلوكية مهمة للتحليل، ومنها: ان الغضب والتعصب كآليات دفاع: قد يستخدمها الرجل مثل الشتم والسب والصراخ عندما يواجه مواقف يشعر فيها بعدم السيطرة أو الإحباط، خاصة إذا كان رأيه مهددًا أو لا يُلقى له بالقبول.

وبعض دوافع الغضب كالرغبة في السيطرة: ميله للرفض والإصرار على رأيه، حتى في القضايا البسيطة، يعكس رغبة قوية في التحكم ونفور من الاختلاف، والتي قد تكون نتيجة لنقص الأمان أو الثقة بالنفس، أو خوف من الفشل.

ان التصريحات العدوانية والصراخ قد يكونان تعبيرًا عن طاقة مكبوتة، أو شعور بعدم الرضا عن الذات، أو ربما صراع داخلي لم يُحل بعد.

هذا الشخص لا يقبل رأيًا مخالفًا، ويعتبر أن رأيه جزء من هويته الشخصية، لذلك فإن رفضه للاختلاف قد ينم عن شخصية تتشبث بشدة بمعتقداتها، أو تعرف ذاتها من خلالها، مما يجعله أكثر حساسية للتحدي أو النقد.





· صدام كمثال للرجل الغاضب

يمكن القول إن الطاغية صدام حسين كان شخصية معروفة بطابعه الحاد والحازم، وكان يُعتبر شديد الغضب أحيانًا، خاصة في مواقفه السياسية والحربية. وكان معروفًا بموقفه الرافضة للنقد أو لوجود المعارضين، حيث اتسم حكمه بالحزم وقسوة القرار، وأحيانًا بردود فعل عنيفة ضد من يعارضونه، مثل الاغتيالات، وتعليق الجثث على الأعمدة، واحواض "التيزاب" والتجاوز على الأعراض, كان يرفض أي رأي مخالف له.

البعض يقلدونه، ويعتبرونه المثل الأعلى في القوة والطغيان, فما زال كثيرون حتى الآن يقلدونه، في صوتهم وسلوكهم وآرائهم، ويرفضون أي نقد أو اختلاف، ويجدون في السب والشتم وسيلة للرد، ويعتبرون الطاغية صدام مثالهم المقدس.



· الفشل في الفراش دافع للغضب

احيانا المشاكل الزوجية وخصوصا قضية الضعف الجنسي، يمكن أن تؤدي إلى توتر وغضب عند الرجل، خاصة إذا كانت تؤثر على ثقته بنفسه أو علاقته بالآخرين. الشعور بالإحباط، والقلق، والخوف من فقدان الثقة، قد يترجم أحيانًا إلى تصرفات عدوانية، منها الشتم أو الهجوم على الآخرين.

بعض الرجال، خاصة الذين يمرون بمشاعر إحباط حادة، يستغلون الغضب كوسيلة للتعبير عنها، وقد يلجؤون إلى الشتم أو الهجوم كتصرفات تعبر عن غضب داخلي مكبوت.

أجدُ أن هؤلاء الأشخاص بحاجة لمراجعة الطبيب، فالمجتمع ليس السبب في فشلكم في الفراش، والمشكلة ليست مخوفة أو مستحيلة الحل, الطبيب هو من يستطيع أن يساعدكم على تصويب الأمور وتهدئة الأعصاب.





· أخيرًا

احترام الرأي الآخر من أبسط حقوق الإنسان، وهو دليل على رقيه. أما السب والشتائم، فهي علامة على الهمجية، وضعف الثقة بالنفس، وانعدام الحجة، وغياب الدليل.

نتمنى أن نشهد نقاشات تتسم بالاحترام، دون تنمر أو شتائم أو لعنة، بهدف زيادة الوعي والتفاهم بين الجميع.





الكاتب: أسعد عبدالله عبد علي

العراق – بغداد

موبايل: 07702767005

إيميل: [email protected]





تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 23-يوليو-2025 الساعة: 08:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-103912.htm