صنعاء نيوز - اللغة العربية ثرية وساحرة ولديها 
أو صاف جميلة للحب من بينها الهوى ، والصبوة ، والشغف ، والوجد

الإثنين, 28-يوليو-2025
صنعاء نيوز/احمد الشاوش -


الأحد, 27-يوليو-2025

بقلم/ احمد الشاوش

اللغة العربية ثرية وساحرة ولديها
أو صاف جميلة للحب من بينها الهوى ، والصبوة ، والشغف ، والوجد ، والكلف ، والعشق ، والنجوى ، والشوق ، والوصب ، والاستكانة ، والود ، والخلة ، والغرام.

تلك الكلمات الجميلة والمعاني البديعة تبدأ من اول نوافذ ودرجات الحب وما يصاحبً ذلك من ميل النفس الى " الصبوة " وماتحمله من لهو وفرح بأعتبارها الحب الاول ، ومروراً بمرحلة " الشغف " والوصول دُغري الى "غلاف قلب الحبيب " وما يحمله من ايقاع وطرب ونشوه وسعادة ، الى وجدان " التفكير " الدائم بما تحمله اللحظة من سعادة وحزن ، الى درجة "الولع الشديد" وانشغال القلب بهاتف وخواطر القلب الآخر ..

وتستمر القصص الرومانسية الى مايحمله من " نجوى الحب " ، الذي يصاحبه حزن شديد لبُعد المسافات وفراق الحبيب واكل الزبيب .. والدخول في "عالم الشوق " والاثارة والانتظار على احر من الجمر ، والوصول الى الحبيب راعي الجمال ..

ومن ثم الولوج الى حالة " الوصب " ،التي تفتح أبواب المعاناة والرسالة العكسية التي تصيب الانسان بسهم المحبة ولقاء الاحبة .

تتواصل القلوب والمشاعر والاحاسيس والخواطر وايقاعات العشق والتفكير المتبادل بين الاحبة الى عالم "الاستكاته" التي يحمل بوادر الخضوع وطاعة الحبيب لاوامر المحبوب الذي لا يرى فيه كل الجمال وما قيس وليلي ، وبثينة وجميل ووعروة وحبلى وكثير وعزة الا مثالاً على ذلك الحب العذري وتلك النفائس العجيبة والغرائز الفريدة والتناقضات الانسانية في عالم الصفاء والنقاء والمحبة.

ورغم ذلك يظل سيناريو الحب وأغصانه وأورقه واشجاره وانهاره وروافده جارية الى " الخلة" التي تتوحد فيها المحبة الخاصة التي لايشارك الحبيب والمحب فيهما شخص آخر ..

ونقف على نوافذ وأبواب " الغرام " وما ادراك ما الغرام ، التي تتجسد فيه حالة التعلق الشديد بالمحبوب الجميل والمثير الذي لايمكن التخلص منه او التفريط فيه كحالة تسبق الجنون.. ويظل قطار الحب مُحطماً كل الاعمار بركوب قاطرة " الهيام " وما ادراك ما الهيام وهي اعلى منزلة درجات الحب حيث يصل فيها الحب الى درجات الجنوووون.

وتواصل سفينة الحب في الابحار واشرعتها اللطيفة والبديعة والرقيقة والناعمة بـ" حب العقل" وهو حالة الانسجام والتفاهم بعيداً عن الشغف العاطفي ، لان العقل هو الحكم الفصل في تلك الحالة وتتواصل قوارب الحب بالابحار في عالم " حُب العشرة" وهي حالة الاُنس والتعود والاريحية والاستلطاف وانسجام المحب لحبيبه بصورة مثالية ..

وتتدفق شلالات الحب الى " القلب " الذي يتجلى فيه خفقان الفؤاد لرؤية المحبوب ونحت اسمه وصورته لتذكرنا بالبيت الشعري " دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثواني" ..

وتصل سفن واشرعة الجمال والروعة والاثارة والوفاء الى شواطئ ومراسي "حُب الروح" وهو أقوى أنواع الحب وعنفوانه حيث يمتزج بحري العقل الناضج والقلب الصافي والجسد الطاهر الذي يؤسس البيت الآمن والمعيشة الطيبة والحياة السعيدة.

كما ان هناك مساحة لدى البعض للغزل العفيف والعنيف وانت ماشي في مدينة العشق والهوى ، ومايصاحبه من وله وولع ودلع وغيره ولكل حالة تضحية وضريبة.

جمال اللغة والشعر :
نعود الى جمال اللغة وايقاع الكلمة وحلاوة الشعر وفنون الغزل التي تُشكل لوحة ساحرة من الادب والفن في الوصف الجميل والبديع الممتزج بألوان الرقة والعذوبة ومن ذلك :

قول الخليفة والشاعر يزيد بن معاوية:
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ورداً وعضت على العناب بالبرد

هذا البيت البديع والساحر والآسر الذي صور دموع الحبية بـ " اللؤلؤ" ، وعينيها بـ "النرجس ، وخديها بـ " الورد"، وشفتيهابـ " العناب" وأسنانها بـ" البرد" أي ثلج ، لامثيل له في عالم الغزل .

وقول الشاعر امرؤ القيس:
"أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعلُ.

وقول المتنبي :
"وما كنت ممن يدخل العشق قلبه، ولكن من يبكي عليه ويفعل".

و لولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشق ولـكـن عـزيـز العاشـقين ذليل.

وقول الشاعر الشريف الرضي :
" أنت النعيم لقلبي والعذاب له فما أمرّك في قلبي و أحلاك .

أخيراً ..أفضل الحب .. هو حب الله .. وحب الوالدين .. والاخوان .. والاخوات .. والاسرة .. والجيران ..و حب المجتمع والوطن والانسانية وقبل كل ذلك كتاب الله " القرآن " الذي هو منظومة من القيم والاخلاق والتسامح والتعايش والتكافل والمحبة والتعاليم السامية وما سوى ذلك ضياع .
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 29-يوليو-2025 الساعة: 11:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-103986.htm