صنعاء نيوز/كتب/ماهر المتوكل -
عالم الفن كبير وواسع، مليء بالتناقضات والشخصيات والمافيات. هو عالم له قوانينه ودستوره الخاص، يظهر على السطح بالتفاهم والابتسامات، بينما تخفي أعماقه حربًا باردة، ومؤامرات، وبثًا للشائعات لمصلحة البعض، والإضرار بالبعض الآخر.

هناك فنانون لا يستطيعون العيش إلا في أجواء غير صحية، تتحكم في تصرفاتهم الغيرة والحسد والحقد، سواء كان ذلك بسبب أو من دون سبب.

الممثل صالح العولقي، الذي قدم شخصية راشد في مسلسل همي همك، لم يُمنَح الفرصة الكافية ليُظهر جزءًا من إمكانياته الإبداعية، التي تفوق أقرانه بمراحل. إلا أن بصيصًا من تلك الإمكانيات ظهر من خلال شخصية مقناص، رغم تناقضاتها، في مسلسل دروب المرجلة، حيث قدم دورًا شريرًا في الجزء الأول، ثم عاد في الجزء الثاني بشخصية مختلفة كليًا، أكسبته احترام وتقدير الجمهور، وكل من يفهم في أداء الممثلين ويتابعهم بعمق.

صالح العولقي إنسان رائع، يمتلك نفسًا خيّرة، وإرادة صلبة تغلب بها على العديد من المآسي والمعاناة التي مرّ بها في السنوات الأخيرة.

هو ممثل يتميز بقدرات فنية استثنائية، تتفوق على كثيرين ممن تأهلوا في اليمن أو في دول عربية أخرى.

صالح العولقي يستحق التكريم، هو وزميله سمير قحطان، الذي أبدع في تجسيد شخصية حابس ببراعة فائقة.

واللافت أن صالح العولقي لم يكتفِ بدوره كممثل، بل سخّر ظهوره في شهر رمضان لدعم الأعمال الخيرية، حيث بادر إلى تبني حملات لمعايدة وكسوة المحتاجين، وتخفيف الأعباء عن الأيتام والمعسرين، واضعًا العمل الإنساني في مقدمة أولوياته.

لهذا، يستحق صالح العولقي كل التحية والتقدير، ويستحق أن يُمنح فرصة عربية حقيقية ليُظهر للعالم الفني ما يمتلكه من قدرات ومواهب وهبها الله لمن اختصهم من عباده.

وأحب أن أوضح أن ما كتبته هو تعبير عن قناعة شخصية، ولا تربطني أي علاقة بالممثل صالح العولقي. وإنما هي خواطر من متابع وكاتب في مجال الفن، سبق لي الكتابة في الصفحات الثقافية لصحيفة الجمهورية، وملحق الفنون في صحيفة الثورة، وكذلك في مجلة الأسرة والتنمية. كما أجريتُ حوارات مع عدد من الفنانين، منهم: محمد وفيق، ومحمد رشوان، والفنان شعبان عبد الرحيم، والفنانة اللبنانية مروى، والفنان طارق عبد الحليم، وغيرهم.