صنعاء نيوز/نظام محمدي -
نظام محمدي
كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني
الآن وبعد عودة مسعود بزشكيان إلى إيران من رحلته إلى نيويورك وإلقاء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تسلّط كلماته الضوء على أكاذيب المسؤولين المختلفين في النظام الإيراني حول عدم سعيهم لإنتاج القنبلة الذرية، وفي المقابل، تثبت صحة ودقة كشوفات ومعلومات منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية.
ما تتناوله هذه المقالة بإيجاز يتعلق بأكاذيب بزشكيان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي زعم فيها أن النظام لا ينوي صنع قنبلة نووية وأنه سيستخدم هذه التكنولوجيا في مجالات أخرى. هذا في حين أن خامنئي نفسه أشار تلميحاً في خطابه بتاريخ 23 سبتمبر، وسبقه علي مطهري (نائب رئيس البرلمان الإيراني آنذاك، في فيديو نُشر عبر وسائل إعلام مختلفة) الذي اعترف صراحةً بأن هدف النظام الإيراني كان صنع القنبلة الذرية، ولكن منظمة مجاهدي خلق منعت ذلك عبر كشفها عن البرنامج النووي للنظام.
منذ أن قامت منظمة مجاهدي خلق بالکشف عن المساعي السرية للنظام الإيراني من أجل حيازة القنبلة النووية عام 2002، والتي فضحت حقيقة نوايا هذا النظام، فإنه يواجه موقفا وأوضاعا صعبة من حيث التعامل والتفاوض مع المجتمع الدولي.
الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش ومستشارة الأمن القومي ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس أكدا أنهما اطلعا للمرة الأولى على مشروع القنبلة النووية للنظام من خلال إفشاءات المعارضة الإيرانية.
وبنفس السياق. إعترف علي مطهري، نائب رئيس البرلمان السابق (نيسان أبريل 2022) قائلا: "عندما بدأنا النشاط النووي كان هدفنا فعلا صناعة القنبلة. لا داعي للمجاملة. لكن الأمر انكشف… مجاهدو خلق قدموا التقارير فانكشف المشروع. لم نستطع الحفاظ على سريته. لو كنا أجرينا التجربة، لانتهى الأمر مثل باكستان". وعن کيفية حصول مجاهدي خلق على هذه الوثائق قال:" مجاهدو خلق موجودون في كل مكان… لو استطعنا الحفاظ على السرية وصناعة القنبلة لكان كل شيء قد انتهى".
لکن، بعد مرور کل هذه الاعوام، هل إن النظام الإيراني قد تخلى حقا عن حلمه النووي وإن برنامجه النووي مخصص للأغراض السلمية؟ وهل إنه وکما يٶکد المسٶولون في النظام الإيراني، ليست لديهم نوايا بحيازة السلاح النووي وإن کل ما يقال بهذا الصدد محض هراء وإفتراء؟
يوم الخميس ال25 من سبتمبر2025، في نيويورك، وعشية حضوره إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتزامن مع حضور مع اجتماع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، في الأمم المتحدة بنيويورك، تساءل الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان عن ماهية هذه المفاوضات التي تلتزم فيها بلاده بتعهداتها، بينما يخرقها الآخرون!
وأضاف في جانب آخر من تصريحاته قائلا: "أي مفاوضات هذه التي يجب علينا فيها الالتزام بتعهداتنا بينما هم لا يلتزمون بأي شيء"، وعندما يطلق بزشکيان لنفسه العنان في الادلاء بهکذا تصريحات بحيث يجعل نظامه يبدو کالحمل الوديع فيما يظهر الغرب کذئب متوحش لا يرعوي ويريد القضاء على هذا الحمل الوديع، فهل إن الغرب کان کاذبا ومخادعا منذ عام 2003 ومرورا بالاتفاق النووي للعام 2015، وحتى المفاوضات والتواصل الاخير مع النظام الإيراني وإن الاخير لا ولم ينوي إنتاج القنبلة النووية؟
الطابع السري للبرنامج النووي وإخفاء الحقائق والمعلومات المهمة الرتبطة بالبرنامج النووي للنظام والحرص الملفت للنظر على ذلك، ولاسيما بعد إکتشاف حالات مريبة تبعث على الشك في ماهية وحقيقة نوايا النظام في برنامجه هذا، ولاسيما وإن رفع درجة التخصيب الى أکثر من 60% لوحدها تبعث على الشك والريبة في نوايا النظام من وراء ذلك ولاسيما وإنه له باع طويل وطويل جدا في ممارسة الکذب والخداع وإخفاء الحقائق وإظهار شئ وإضمار خلافه تمامًا.
بزشکيان وقبل أن يدلي بهکذا تصريحات ذات طابع إستعراضي من أجل الاستهلاك الاعلامي، ليقم قبل ذلك بوضع النقاط على الاحرف ويسمح لمفتشي الوکالة الدولية للطاقة الذرية لکي يحددوا حقا حقيقة ما يدعيه وإلا فليخدم العالم بسکوته!
تجدر الإشارة إلى أنه بالتزامن تماماً مع خطاب مسعود بزشكيان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجمّع آلاف الإيرانيين في الساحة المقابلة لمقر الأمم المتحدة، ورددوا شعارات ضد النظام الإيراني، مؤكدين أن بزشكيان لا يمثل الشعب الإيراني، ومطالبين بطرده من الأمم المتحدة ونقل مقعد النظام الإيراني إلى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والاعتراف بهذا المجلس برئاسة السيدة مريم رجوي، بوصفه البديل (الآلترناتيف) للنظام الديني المستبد الحاكم في إيران.
|