صنعاء نيوز/ بقلم : سري القدوة -
بقلم : سري القدوة
السبت 11 تشرين الأول / أكتوبر 2025.
في ذكرى مرور عامين على حرب الإبادة الإسرائيلية يجب العمل ضمن الحكمة واستعادة صوت العقل في ظل عدم قدرة المجتمع الدولي على وقف الحرب وترك مصير قطاع غزة الى المجهول، بل ساد منطق الكراهية والانتقام الأعمى، فارتكاب المجازر فاق كل التوقعات والسادية الإسرائيلية أصبحت مبدأ في السيطرة على العقول، والمقتلة اليومية على مدار عامين أدت نتائج كارثية ولاإنسانية حيث ارتفاع عدد الشهداء واثأر الدمار الشامل وتداعيات ذلك على الأطفال والكوارث التي أدت الى النزوح وتوسيع دوائر المعاناة الشاملة في قطاع غزة .
العالم أصبح غير مبالي بهذه المجازر وأصبحت مجرد خبر في نشرات الإخبار، أشخاص يقتلون وهم يبحثون عن لقمة خبز، أو يدفنون تحت أنقاض بيوتهم، أو يقصفون في المستشفيات، أو في مخيمات النزوح، أو يهجرون من طرف القطاع إلى طرفه الآخر، انه من غير المقبول ولا المبرر أن تختزل الإنسانية إلى مجرد مساعي ومساعدات بعيدا عن معالجة جوهر المشكلة ووقف الإبادة الجماعية .
الحرب التي يخوضها جيش الاحتلال الإسرائيلي حيث يتجاهل حقيقة أنه يستهدف سكان عزل يعيشون على حافة الهاوية، في منطقة تحولت مبانيها ومنازلها إلى أنقاض، وبالنظر الى ما ينشر من صور ومعطيات حول قطاع غزة نلاحظ انه لا مكان امن بات في قطاع غزة يحفظ ما تبقى من كرامة للإنسان وان يعيش في ابسط حقوقه، ومن الواضح أيضاً أن المجتمع الدولي للأسف عاجز، وأن الدول القادرة فعلاً على التأثير لم تتحرك بعد لوقف المجزرة الإسرائيلية الجارية وتتعامل مع معطيات ونتائج الحرب ببرود وإنها غير معنية بأي نتائج تخص ما تبقى من مدنيين فلسطينيين في قطاع غزة يعيشون ويلات النزوح والتشرد .
ما يحدث غير مقبول وان السماح باستمراره يدفعنا الى أن نسأل بجدية عن شرعية تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة التي تستخدم ضد المدنيين، وللأسف، كما نرى ونشاهد لم يتمكن مجلس الأمن من وقف ما يجري في قطاع غزة ووضع حد للكوارث الإنسانية .
على مجلس الأمن كونه هو الجهة الدولية الفاعلة عليه ان يتحرك فورا ويضع حد وإنهاء هذه المأساة ويجب أن يجد وسيلة لاتخاذ قرارات أكثر فاعلية في وضع حد للحرب الدامية المستمرة منذ عامين وخاصة في ظل جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب، ويجب ان تشكل خطته قاعدة أساسية تضمن ان يشارك الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتسهم في إنهاء هذه المجازر والإفراج عن الرهائن ووقف القتل اليومي لمئات الأشخاص وان تفضي خطته بإنهاء الاحتلال وأن يبدأ أخيراً مسار سلام حقيقي يؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية .
وبرغم الجهود الأمريكية والحرص العربي والإسلامي على التعامل مع تلك الجهود بمسؤولية عالية ودعم خطة الرئيس ترم بالا إننا نلاحظ أن التصريحات والقرارات الإسرائيلية والتي تسير في الاتجاه المعاكس وتكرس نهج الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية حقيقية وبالرغم من الاعتراف الدولي بدولة فلسطين الا ان التوسع الاستيطاني المتواصل وسياسة اليمين الإسرائيلي المتطرف والذي يسعى إلى جعل قيام دولة فلسطينية أمرا مستحيلا .
يجب ان يكون تحرك مجلس الأمن الدولي من اجل دعم وإيجاد حل عادل وشامل وسلمي للقضية الفلسطينية بكل جوانبها، وفقاً للقانون الدولي وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كما يؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة، والديمقراطية والقابلة للحياة، تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وقادرة على العيش جنباً إلى جنب مع جيرانها بسلام وأمن .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح
http://www.alsbah.net