صنعاء نيوز - حين نتحدث عن مستقبل الشباب، فإننا لا نتحدث عن مرحلة عابرة في حياة الإنسان، بل عن المرحلة التي يتحدد فيها مصير الأوطان

الإثنين, 13-أكتوبر-2025
صنعاء نيوز/عمر دغوغي -


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1

حين نتحدث عن مستقبل الشباب، فإننا لا نتحدث عن مرحلة عابرة في حياة الإنسان، بل عن المرحلة التي يتحدد فيها مصير الأوطان.
فالشباب هم الجسر بين الحلم والإنجاز، بين النظرية والتطبيق، بين ما هو كائن وما يجب أن يكون.
لكن هذا المستقبل لا يُبنى بالعاطفة فقط، بل يرتكز على ثلاثة أعمدة أساسية: التعليم، العمل، والوعي الذاتي. وإذا اختلّ أحدها، اختلّ التوازن الذي تحتاجه كل أمة لتنهض وتستمر.

أولًا: التعليم بداية الطريق نحو المستقبل
التعليم هو الاستثمار الأول والأهم في بناء الإنسان
فمن خلاله يتعلم الشاب التفكير النقدي، والإبداع، والانفتاح على العالم. لكن المشكلة تكمن حين يتحول التعليم إلى نظام تلقيني جامد لا يربط المعرفة بالواقع
إن التعليم الحقيقي ليس حفظ الدروس، بل فهم الحياة، وتعلّم كيف نتعامل مع تحدياتها
ولهذا، على الجامعات والمعاهد أن تواكب تطور العصر، بأن تدمج الجانب العملي بالجانب الأكاديمي، وتفتح المجال أمام الطلبة لاكتشاف قدراتهم ومهاراتهم، لأن المستقبل لم يعد يحتاج شهادات فقط، بل يحتاج عقولًا قادرة على الابتكار

ثانيًا: العمل اختبار الكفاءة والقدرة على العطاء
العمل هو الميدان الذي يُختبر فيه كل ما تعلمه الشاب
لكن الواقع اليوم يجعل من سوق الشغل تحديًا قاسيًا أمام الطموح
فكثير من الشباب يجد نفسه بين خيارين: إما البطالة، أو وظائف لا تُعبّر عن مؤهلاته
ومع ذلك، يبقى العمل أيًّا كان نوعه فرصة للنموّ وبناء التجربة، لأنّ كل بداية بسيطة يمكن أن تتحول إلى إنجاز عظيم متى توفرت الإرادة
الشباب مطالب اليوم بأن يكون مرنًا ومبتكرًا، يبحث عن الفرص لا ينتظرها، ويفكر خارج النمط المعتاد.
فالعصر الرقمي فتح أبوابًا جديدة: العمل الحر، المشاريع الصغيرة، والريادة الاجتماعية، وهي مجالات تُمكّن الشباب من صنع طريقهم بأيديهم

ثالثًا: الوعي الذاتي سر النجاح والاستمرار
قد يتعلّم الشاب كثيرًا، ويعمل بجدّ، لكن من دون وعيٍ ذاتيٍّ لن يجد المعنى الحقيقي لما يقوم به
الوعي الذاتي هو أن يعرف الشاب من هو؟ ماذا يريد؟ وإلى أين يتجه؟
هو أن يدرك نقاط قوته وضعفه، وأن يتعامل مع الحياة بعقل متزن، لا بانفعال عابر
فالشخص الواعي بذاته لا يضيع بين المقارنات ولا يستسلم أمام الفشل، بل يحوّل كل تجربة إلى درس، وكل تحدٍ إلى فرصة للنموّ

إنّ الأمم المتقدمة لم تُبنَ فقط على العقول المتعلمة أو الأيدي العاملة، بل على أجيال تعرف قيمتها، وتؤمن برسالتها، وتتحمل مسؤوليتها
مستقبل الشباب ليس معادلة مستحيلة، بل هو مشروع جماعيّ يقوم على تعليمٍ يُنمّي الفكر، وعملٍ يُترجم الكفاءة، ووعيٍ يُوجّه المسار
فحين يجتمع العلم مع العمل، ويقودهما وعيٌ ناضج، تولد النهضة، ويُبنى المستقبل بيد الشباب الذين يؤمنون بأن التغيير يبدأ منهم
إنّ الرهان اليوم ليس على الثروة ولا على الموارد، بل على الإنسان الواعي المتعلّم العامل، لأنه هو الاستثمار الحقيقي لكل وطنٍ يريد أن يعيش ويزدهر

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 13-أكتوبر-2025 الساعة: 08:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-105129.htm