صنعاء نيوز - حزب العمال الكردستاني وقسد: سجل طويل من الانتهاكات منذ 1978

منذ تأسيسه في عام 1978، رفع حزب العمال الكردستاني (PKK) شعار "الحرية للشعب الكردي"

الأربعاء, 22-أكتوبر-2025
صنعاء نيوز/إيهاب مقبل -



منذ تأسيسه في عام 1978، رفع حزب العمال الكردستاني (PKK) شعار "الحرية للشعب الكردي"، لكن هذا الشعار سرعان ما تحوّل إلى غطاء لممارسات عنيفة وقمعية، امتدت من جبال قنديل في العراق إلى مناطق شمال وشرق سوريا، مرورًا بتركيا وإيران. ومع ظهور قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كواجهة سياسية وعسكرية جديدة بدعم أمريكي، استمر هذا التنظيم في تنفيذ سياسات مشابهة، ما يثير تساؤلات حول حقيقة أهدافه وممارساته.

1. تجنيد الأطفال: جريمة مستمرة
من أبرز الانتهاكات التي ارتكبها PKK وامتداداته في سوريا هو اختطاف الأطفال وتجنيدهم. فقد وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش في أكتوبر تشرين الأول 2024 استمرار تجنيد الأطفال في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث يتم استغلالهم في الأعمال القتالية، مما يعرضهم لمخاطر جسيمة ويؤثر سلبًا على نموهم النفسي والاجتماعي.

ولا يقتصر هذا الانتهاك على سوريا، بل يمتد تاريخيًا إلى تركيا والعراق، حيث استخدم PKK الأطفال في العمليات العسكرية منذ الثمانينات، بما يشكل خرقًا صارخًا للقوانين الدولية ومواثيق حقوق الطفل.

2. التهجير القسري والتغيير الديموغرافي
شهدت مناطق شمال وشرق سوريا تهجيرًا قسريًا للسكان الأصليين وتغييرًا ممنهجًا للتركيبة الديموغرافية، كما في منطقة تل أبيض التي غادرها نحو 50 ألف شخص منذ منتصف 2015، وفق تقرير وكالة الأناضول.

ويمكن ربط هذا بسجل PKK في العراق وتركيا، حيث مارس سياسات مماثلة بحق القرى الكردية والقرى التركية، خصوصًا في تسعينات القرن الماضي، مستهدفًا السكان المدنيين لإرغامهم على النزوح، بما يعكس استراتيجية ممنهجة لفرض النفوذ العسكري والسياسي على مناطق محددة.

3. الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري
وثقت تقارير دولية، بما فيها وزارة الخارجية الأمريكية (أغسطس آب 2025)، حالات اعتقال تعسفي واختفاء قسري لمعارضي PKK وامتداداته في سوريا.

هذا النمط يذكر بسجل التنظيم في تركيا، حيث كان يُلقي القبض على المعارضين السياسيين والنشطاء المدنيين، ويحتجزهم دون محاكمات عادلة، وأحيانًا يعدمهم ويُخفيهم قسرًا.

4. القمع السياسي وغياب الحريات
على الرغم من الادعاءات بالتحول إلى الديمقراطية، فإن مناطق سيطرة PKK وامتداداته تشهد قمعًا سياسيًا واسعًا، مع مضايقات واعتقالات للمعارضين، وفق وزارة الخارجية البريطانية (يوليو تموز 2025).

هذا يعكس استمرار استراتيجية التنظيم نفسها التي مارسها منذ الثمانينات ضد معارضيه في تركيا والعراق، حيث استهدف الصحفيين والسياسيين المناهضين له.

5. الفساد المالي والإداري
تشير التقارير إلى وجود فساد مالي وإداري في مناطق سيطرة PKK، مما أثر على تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

سجل التنظيم في تركيا والعراق يظهر نمطًا مماثلًا، إذ استغل موارد المناطق التي يسيطر عليها لتمويل أنشطته العسكرية، مع استغلال المساعدات والممتلكات المحلية لتحقيق أهدافه الخاصة.

6. استغلال المساعدات الإنسانية
في سوريا، تم توثيق حالات استغلال المساعدات الإنسانية لصالح الأجندات العسكرية والسياسية للتنظيم، ما يضر بالمدنيين ويعرقل جهود الإغاثة.

سلوك مشابه رُصد في العراق، حيث حول PKK الموارد الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية لتقوية قواعده العسكرية، بدل تقديمها للمدنيين المحتاجين.

7. استخدام المدنيين كدروع بشرية
في عمليات عسكرية عدة، استُخدم المدنيون كدروع بشرية من قبل PKK وامتداداته، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

تاريخيًا، اعتمد التنظيم نفس التكتيك في مناطق جنوب شرق تركيا خلال الثمانينات والتسعينات، مستهدفًا قرى كاملة لإعاقة العمليات العسكرية الحكومية.

8. التعاون مع جهات مشبوهة
تشير التقارير إلى تعاون PKK وامتداداته مع جهات مشبوهة إقليمية ودولية، ما يثير التساؤل حول أهدافه الحقيقية وعلاقاته مع جهات مسلحة خارج نطاق القانون.

هذا ينسجم مع تاريخ التنظيم في العراق، حيث نسج تحالفات تكتيكية مع جماعات مسلحة أخرى لتعزيز نفوذه العسكري والسياسي.

9. استهداف البنية التحتية المدنية
تم استهداف البنية التحتية المدنية، مثل المدارس والمستشفيات، من قبل PKK وامتداداته، ما يعرض حياة المدنيين للخطر.

وفي تركيا وإيران والعراق، اعتمد التنظيم نفس الاستراتيجية لتقويض قدرات الدولة على توفير الخدمات، ولإرغام السكان على الخضوع لمناطقه العسكرية.

10. رفض دعوات السلام والمصالحة
على الرغم من الدعوات المتكررة للسلام، رفض PKK وامتداداته الالتزام بأي حلول سلمية، مما يطيل أمد الصراع. ففي فبراير شباط 2025 دعا زعيم PKK المعتقل، عبد الله أوجلان، التنظيم إلى حل نفسه، لكن قسد رفضت هذه الدعوة، مؤكدين التمسك بالتصعيد العسكري.

هذا النمط يتكرر منذ الثمانينات في تركيا والعراق، حيث رفض التنظيم المفاوضات الجادة مع الحكومات، مفضلاً الحل العسكري لتحقيق أهدافه.

جدول الانتهاكات التاريخية لحزب العمال الكردستاني (PKK) منذ 1978
1978–1984، تركيا، العنف المسلح: تأسيس PKK وبدء الهجمات المسلحة ضد القوات التركية في جنوب شرق تركيا. استهداف القرى والمراكز الحكومية لتعزيز النفوذ العسكري.

1984–1990، تركيا، القتل والتدمير: شن عمليات ضد المدنيين المشتبه بانتمائهم للحكومة أو معارضين للتنظيم. إحراق القرى وتهجير السكان القسري من مناطق جنوب شرق تركيا.

1984–1990، تركيا، تجنيد الأطفال: توظيف الأطفال كمساعدين في العمليات العسكرية، وفق تقارير حقوقية دولية لاحقة.

1990–1999، العراق، التمركز في جبال قنديل: استخدام شمال العراق كقاعدة تدريب وتخزين أسلحة. استهداف المدنيين في مناطق متاخمة للحدود التركية.

1990–1999، تركيا، القمع السياسي: اغتيالات واستهداف صحفيين وسياسيين معارضين للتنظيم. استخدام الاختفاء القسري ضد المعارضين.

1990–2005، إيران، العنف المسلح: تنفيذ هجمات دموية على قوات الأمن الإيرانية والمناطق الكردية المعارضة للتنظيم، خاصة في المناطق الحدودية.

2011–2025، العراق، استمرار التمركز في جبال قنديل: توسعت عمليات PKK في العراق بالتزامن مع الصراعات في سوريا وظهور تنظيم قسد، لكن تركيزه لم يعد على الهجمات المكثفة داخل العراق نفسها، بل على التنسيق العسكري مع امتداداته في سوريا وتركيا وإيران. استمر التنظيم كذلك في استغلال الموارد المحلية وفرض سيطرته على بعض القرى الكردية العراقية.

2012–2015، سوريا، التهجير القسري: تهجير حوالي 50 ألف شخص من تل أبيض ومناطق أخرى وفق وكالة الأناضول. الهدف تغيير التركيبة الديموغرافية.

2015–2024، سوريا، تجنيد الأطفال: استمرار استخدام الأطفال في القتال ضمن صفوف قسد/YPG، بحسب هيومن رايتس ووتش.

2015–2025، سوريا، الاعتقالات التعسفية: اعتقال معارضين سياسيين واختفاء قسري حسب وزارة الخارجية الأمريكية والبريطانية.

2015–2025، سوريا، استخدام المدنيين كدروع بشرية: أثناء العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة والدوريات التركية، استخدام المدنيين في مناطق الاشتباك.

2015–2025، سوريا، الفساد المالي واستغلال المساعدات الإنسانية: تحويل الموارد والمساعدات الإنسانية لصالح الأجندات العسكرية والسياسية.

2015–2025، سوريا، استهداف البنية التحتية: تدمير المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الأساسية خلال النزاعات العسكرية.

2025، سوريا، رفض السلام: رفض دعوة عبد الله أوجلان لحل التنظيم، استمرار التصعيد العسكري وعدم قبول مصالحة شاملة.

الخلاصة

من خلال استعراض هذه الانتهاكات الممتدة منذ 1978، يتضح أن PKK وامتداداته في سوريا، تركيا، العراق، وإيران مارسوا سياسات قمعية واستغلالية تهدف إلى تحقيق أجندات سياسية وعسكرية على حساب حقوق الإنسان وكرامة المدنيين.

إن استمرار هذه الممارسات يعكس تناقضًا صارخًا بين الشعارات التي يرفعها التنظيم والواقع على الأرض، ويطرح تساؤلات جادة حول مصداقية ادعاءاته بالتحول إلى الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

انتهى
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 22-أكتوبر-2025 الساعة: 04:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-105231.htm