صنعاء نيوز/ القصر الكبير : مصطفى منيغ -
ما الفائدة في جواز سفر ، ورايةٍ ترفرف فوق بناية يحكم منها من للشعب يقَهَر ، ونشيدٍ وطني يُحَمِّس مَن يتمنى مِن هذا البلد التمكُّن من الفرار ، وأسلوبِ سياسةٍ تُمثِّل نقيض ما ضَحى من أجلة الثوار ، وحياةٍ غير متوفِّرة الكرامة تتخبَّط بين البطالة وغلاء الأسعار ، وزبانيةٍ لا تفارق عادة القيلولةِ وسط النهار ، وقضاء العطل ليس قرب الشواطئ بل في أعالي البحار ، فوق بواخر خاصة مجرد رؤيتها يشعر الفقير بالدوار ، فيذرف دمع الأسى والحسرة والألم على تونس الأحرار ، الذاهبة بخطى مذهلة صوب الاندثار ، لإرضاء مَن يقلد هتلر الذي ما انتهى امره إلا بمعايشة ألمانيا ألعن دمار ، تخيَّل نفسه المميَّز الوحيد عن باقي البَشَر ، فأراد مسح عناصر آدمية من الوجود مستخرجا من أجسادهم الزيت والصابون فتأثر من صنيعه الحجر . حتى الفراعنة المتقمِّصين أدوار الآلهة كان لهم مِن المستشارين مَن ينصح بالليونةِ اتجاه عامة الشعب قبل اتخاذ أي قرار ، خلاف هذا المبتلية به تونس كلمته قدَّسَها لتُنفَّذ مهما كانت جالبة أخطر الأخطار ، ليبقى سيد السادة طارحا ما تبقى من معارضة أرضاً كمخدة يتَّئِكُ عليها اتِّكَاء العباسيين على الأمويين خانقين أنفاسهم دون إطالة انتظار ، إذ الخلافة تقتضي عندهم تطبيق ولو الأسوأ كأفكار . ما الفائدة وقوارب مغادرة البائسين مؤدية خلال إبحارهم للإفلات من ضنك العيش أو الانتحار ، ما دام الوضع والتحكُّم المفرط في الرقاب دون موجب حق واستفحال الفساد وسواها من عوامل سلبية تخطَّت ما ساد في عهد ابن علي أو أكثر . معرفة السبب أبسط من شرب ماء إن شاء مَن شاء من هؤلاء الدخلاء على حكم تونس التحدث عمَّا تغيَّر، من قيمة سيادة تونس رغم ما صار إلى مكانة انبطاح مُخزي للمسيطرين على الجزائر من عسكر ، من أجل حفنة من دولارات تُغطي فُتات من حاجيات تونس وهي وسط مرحلة جل المجالات الرسمية فيها تتقهقر ، كثمن معاداة المملكة المغربية والتشكيك في وحدتها الترابية والتنكر لما حققته في الموضوع من انتصار ، مقلدة مَن نسي كل الروابط الأخوية الجامعة بين البلدين ولكل المواثيق المبرمة والرابطة لعشرات السنين بينهما غدر ، متصورة وعلى رأسها ذاك المنقلب على أصحاب الأخلاق ومنها السياسية من أبناء تونس الأبرار ، بواسطة محاكمات ومنها الغيابية ليخلو له الجو كبطل قبيلة ابن شدَّاد العَبْسِي عَنْتَر ، من أجل مبتغاه المُختصر في إعادة تشييد تونس الدولة على مقياس هواه بإطاحة كل الرؤوس القادرة كانت بعد الثورة على إحياء رغبة الشعب التونسي العظيم ، في التمتُّعِ بنِعَم الحرية والمساواة ، وإتاحة الفرص أمام الجميع ، في اطار من العدالة الاجتماعية ، الكفيلة بإعطاء كل الحقوق للقيام بكل الواجبات ، ومنها تطوير تونس وفق قيم وشروط اختيارات منطقية ، تُقارب الإرادات الجماعية بالإمكانات المتاحة ، واستثمار خيرات البلد مهما كان مصدرها الطبيعي ، إتباعا لبرنامج يُعطى الأولويات المطلقة لمجلات لا يتم الازدهار الا بتوفرها المفعمة بالشفافية ، وتعميم الفائدة على الصالح العام في توافق بين الحاكمين داخل مؤسسات مُنتخبة عن نزاهة ، والمحكومين الواعين بأسس مشاركتهم الدائمة في الصيانة والإصلاح والتشييد العمومي احتراما للقوانين المعمول بها في تنظيم ما يستوجب التنظيم بتنظيم خالي من المحاباة المجانية أو ميل لأي طرف مهما كان نفوذ منصبه .
مصطفى منيغ
https://alkasrlkabir.blogspot.com
[email protected]
212770222634