صنعاء نيوز/محمد العولقي _ من صفحته على الفيس بوك - إنه يوم مغربي من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعته أقدام بضعة عشر لاعبا.. منحت وطني حبيبي الوطن الأكبر فرحة عابرة للحدود لا تحتاج إلى فيزا أو بساط الريح..
هل يمكن لكرة القدم أن تمحو آثار هزيمة ساحقة ماحقة لازال جرحها غائرا منذ أكثر من 500 عام..؟
استقبل المغاربة منتخب الشباب الفائز ببطولة كأس العالم استقبال الفاتحين..
عبق هذا المنتخب الذي رفع هاماتنا لتعانق ناطحات السحاب فتح مسامات جسدي إلى حيث توارى حلمنا الكبير ذات زمن ساد ثم باد تماما..
ذكريات تاريخية مؤلمة تقبع في الذاكرة تتراءى لي مثل هذا الشريط الفرائحي الذي طوقه المنتخب المغربي من جبل طارق إلى شط العرب..
ملحمة انتصار مبهرة جاءت على أنقاض إلياذة أندلسية حزينة..
العام عام سقوط غرناطة.. آخر معاقل العرب في الأندلس..سار أبو عبدالله الأحمر مطأطئ الرأس..أدار الملك ظهره للمدينة التي تتقيأ على بارود مدافع اللومباردو..بكى..انتحب..كان نشيجه يهز الأرض..تقدمت منه أمه عائشة الحرة قائلة:
ابك كما تبكي النساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال..
وأنت تقف على قمة سور قصبة تطوان..حيث نافورات التاريخ الناسخة..تسمع ذلك الأنين الخافت الرابض في أعماق المدينة منذ 500 عام..
تهزك الذكريات السوداوية..حسرة الموريسكيين المنكسرين وزفرات العرب الهاربين من جحيم عيون قشتالية تشع بحمى الجمرة الخبيثة..
تهتز اليوم تطوان (توأم غرناطة) فرحا بمجد مغربي صنعته أقدام هذا المنتخب الذي أصبح حاكما للعالم تماما كما كان الحال مع ماضي الأندلس التليد..
اليوم الدموع دموع انتصار..المغرب تحكم قبضتها الكروية على العالم.. إنه المجد الذي تدافع حوله المغاربة من تطوان وشفشاون وسبتة إلى فاس ومراكش والدار البيضاء حتى مسقط الرأس الرباط..
اليوم تتراقص أضواء نافورات المغرب.. تتألق حبات رمالها الذهبية..وتتلألأ عراجين تمارها السكرية..يغني ليلها الغاسق..ويغرد بحرها العاشق..يختال سورها الباسق..يبتهجون بأبطال ملحمة تشيلي.. توأم الأندلس نفضت غبار 500 عام من الوجع الخالد..
أهلا بأبطال العالم..
أهلا بصناع ملحمة الكرامة..
محمد العولقي |