صنعاء نيوز/عبد الواحد البحري -
🟦 تحقيق خاص – “صنعاء نيوز”
في واحدة من أخطر الحوادث التي تهدد الإرث التاريخي في أرخبيل سقطرى، كشف الباحث والأكاديمي السقطري أحمد الرميلي عن واقعة تخريب طالت أقدم الخطوط والنقوش الأثرية في كهف حوق، أحد أبرز المعالم التاريخية في الجزيرة الواقعة شرق خليج عدن.
وأوضح الرميلي في منشور له على منصة “فيسبوك” أن النقوش التي تعود إلى آلاف السنين، والمكتوبة بخط براهيمي قديم يُعد من أصول اللغات السامية، كانت محفوظة في الكهف دون أن تمسها يد، حتى طالها عبث “زوار القرن الحادي والعشرين”، على حد وصفه.
وقال الباحث: “الخط البراهيمي الذي انحدرت منه اللغة السنسكريتية رقد بسلام في كهف حوق منذ آلاف السنين، لم تطله يد عابث ولم يفجعه أحد، حتى أتاه زوار هذا العصر فشوّهوا ملامحه وكتبوا أسماءهم على جدرانه”.
---
🟧 زوار أم مخربون؟
وأشار الرميلي إلى أن بعض الزوار نحتوا أسماءهم داخل الكهف، من بينهم أشخاص عرفوا بـ“محمد الشيبة” و“محمد العنسي”، مؤكداً أن “من يزور الكهف سيجد عشرات الأسماء المشابهة التي شوهت واجهته الأثرية”.
وطالب الأكاديمي السلطات المحلية الموالية للإمارات في سقطرى بـتحرك عاجل وجاد لحماية ما تبقى من آثار الجزيرة، التي تزخر بمواقع فريدة ونقوش ضاربة في عمق التاريخ الإنساني، داعياً إلى ملاحقة المتورطين وإنزال أشد العقوبات بحقهم.
ويرى خبراء في التراث أن ما حدث في كهف حوق يعكس غياباً مقلقاً للرقابة على المواقع الأثرية في الأرخبيل، محذرين من أن استمرار الإهمال قد يؤدي إلى ضياع شواهد نادرة توثق بدايات الكتابة واللغة في جنوب الجزيرة العربية.
---
🕯️ نداء لحماية ذاكرة الإنسان
يُذكر أن أرخبيل سقطرى مدرج ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي لدى منظمة اليونسكو منذ عام 2008، لما يمتلكه من تنوع بيئي وثقافي فريد.
ويؤكد مختصون أن ما جرى في كهف حوق يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لضمان حماية هذه المواقع من العبث، وإطلاق حملة وطنية وأممية للحفاظ على هوية الجزيرة وصون إرثها التاريخي من الاندثار.
|