صنعاء نيوز/ محمد قائد العزيزي -
يقول المثل العربي وراء كل رجلا عظيما امرأة ، وهذا المثل ينطبق تماما على كل ما يمر به العرب من نكبات متتالية تكون ورائها روسيا ولكن بالمفهوم العكسي، والأمثلة على ذلك حية وشاهدة على جميع الأحداث والنكبات التي وقعت في الدول العربية منذ بداية القرن الماضي وحتى اليوم وآخر نكبة قبل أشهر من الآن وما حدث في الجمهورية العربية السورية، إلا خير دليل ودليل قطعي أن روسيا وراء نكبات العرب .
لطالما كانت روسيا طرفا رئيسيا في العديد من الأزمات العربية، حيث لعبت دورا كبيرا في تفاقمها وتأزيم الوضع في المنطقة، يمكن القول إن روسيا كانت وراء العديد من النكبات التي لحقت بالدول العربية، بدءا من نكبة 1967 وحتى الأزمات الأخيرة في ليبيا وسوريا ولبنان والعراق.
في عام 1967 شهدت المنطقة العربية نكبة كبيرة تمثلت في هزيمة الجيوش العربية في حرب يونيو، والتي أدت إلى احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ورغم أن الحرب كانت نتيجة لتفاعل عوامل داخلية وخارجيةإلا أن الدور الروسي في تلك الفترة كان له تأثير كبير على مجريات الأحداث، وعدم دعم حلفاء روسيا من العرب وعلى رأسهم جمهورية مصر العربية التي منيت بهزيمة نكراء بسبب روسيا و سلاحها الخارب والمعطل والذي كان السبب الرئيسي وراء تلك الهزيمة.
لم تحافظ روسيا القديمة ولا نظامها الحديث على حلفائها العرب رغم تواجدها العسكري والاستراتيجي والاقتصادي ، بل تتخلى عنهم في اقرب مصلحة أو تهديد غربي لمصالحها أو وقوتها ،وتترك حلفائها غنيمة أو فريسة سهلة للغرب وأمريكا وبريطانيا تحديدا وبالتالي فإن روسيا الاتحادية ( العظمى ) لا يعول عليها في الدفاع عن حلفائها من أي أخطار وجودية بل تتخلى عنهم في أقصر الطرق وهذا أصبح جليا لمن يعول على الدب الروسي الذي لا يستطيع حماية نفسه ولنا عبرة من تفكك الاتحاد السوفيتي سابقا والحرب الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط.
من المعلوم والمعروف أن النظام الروسي رغم امتلاكه اكبر ترسانة من السلاح النووي في العالم إلا أنه وبحسب قرأت كثيرة لمعاهد البحث والباحثين أن أضعف نظام في العالم ، فلا يستطيع أن يدافع عن نفسه ضد التهديدات التي يواجهها من الدول الغربية وأمريكا ، وبعيدا عن كل ذلك تجد روسيا تلعب دورا كبيرا في دعم الأنظمة الاستبدادية في المنطقة العربية لتحقيق مصالح أنية مما يساهم في تفاقم الأوضاع السياسية والاجتماعية في العديد من الدول العربية التي بنت معها علاقات، وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار تلك الأنظمة مع أبسط هزة سياسية أو وقفة احتجاجية لمعارضي النظام ولعل احداث الربيع العربي ما تزال ماثلة أمامنا وكوارثها جنيها تباعا ليلا ونهارا حتى اليوم.
وما لا يدع مجالا للشك أن الدور والتواجد الروسي ساهم بشمل جلي في تفاقم الأزمات العربية مما أدى إلى تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العديد من الدول العربية التي كان لروسيا دورا فيها سواء كان مباشرا أو غير مباشر ، حيث أثر ذلك الدور على الاستقرار الإقليمي و ساهم أيضا في تأجيج الصراعات وتوتر العلاقات بين الدول العربية فيما بينها وكذا ما بينها ودول العالم الغربي والأوروبي.
التاريخ سجل وما يزال يسجل نكبات متتالية لدولة روسيا في التخلي وبيع الحلفاء ، فقد تخلت روسيا عن مصر جمال عبدالناصر وعن نظام معمر القذافي وكذا الحليف القوي لها في الشرق الأوسط وبين الأنظمة العربية نظام الرئيس صدام حسين وعن نظام علي عبدالله صالح ومؤخرا عن نظام بشار الأسد وما حصل أيضا للنظام الإيراني الحليف الاستراتيجي الذي تركته روسيا لإسرائيل وأمريكا في الحرب الأخيرة ولم تتبسم روسيا ولو بكلمة واحدة مع الحليف الإيراني، لم يكتب التاريخ صفحة بيضاء لصالح النظام الروسي قديما وحديثا أن دافعت روسيا عن حلفائها بل يسجل صفحات سوداء قاتمة بأن روسيا وراء كل النكبات العربية.
في كثير من الأحيان تظهر التحالفات السياسية والعسكرية بين الدول كقوة داعمة ومؤثرة ولكن في بعض الأحيان قد تتحول هذه التحالفات إلى وعود فارغة أو استراتيجيات غير ناجحة في سياق الأزمات في سوريا والعراق فإن الكثيرين يرون في هذا السياق أن روسيا قد سلمت حلفائها في المنطقة العربية فريسة سهلة للغرب وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية ، والغريب والعجيب في الأمر أن الزعماء الروس وبعد كل نكبة عربية يصافحون الرؤساء الأمريكيون وكأن أنهم كانوا في مهمة لتنفيذ مشروع أمريكا وتسليم حلفائها لهم ،وكأن الأمر لا يعنيهم وليس هزيمة حلفائهم هي هزيمة للروس .
دار قبل اسبوع حوار ساخن بيني وبين ضابط يمني كبير (ج، ح) ,وبحضور صحفي نبيه وسياسي مخضرم الزميل أحمد عبدالله الشاوش حول ذات الموضوع وأفضى ذلك الحوار إلى ذاك الانطباع المرسوم في أذهان الناس والشعب العربية وتطابق وجهات النظر بأن روسيا العظمى هي تلك الدولة الفراكة التي تبيع أصدقائها وتكون سببا في النكبات العربية المتلاحقة.
الخلاصة،، يبقى السؤال حول فعالية الدعم الروسي لحلفائها في المنطقة العربية، وهل ما قدمته روسيا من دعم كان كافيا لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الروسية في المنطقة أما أن تخليها عن حلفائها كان عن ضعف في القوة اللازمة لمواجهة أعدائها والمنطقة عموما وهي النتيجة الحتمية لما أثرناه في تساؤلاتنا في بداية مقالنا هذا أن روسيا وراء كل النكبات العربية. |