صنعاء نيوز - 
تعرض صديق لنا لحادث سير في الكرادة, فقررنا ان نزوره في المستشفى, في مدينة الطب, فرح صديقنا بزيارتنا له

الخميس, 30-أكتوبر-2025
صنعاء نيوز/الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي -










تعرض صديق لنا لحادث سير في الكرادة, فقررنا ان نزوره في المستشفى, في مدينة الطب, فرح صديقنا بزيارتنا له, وحدثنا عن ما حصل له, وعن الم الكدمات والرضوض, وان الليل لا يطاق بسبب الالم, كانت الغرفة مزدحمة بالمرضى, وكان في السرير القريب منه شاب يتألم من راسه, حيث يبدو انه تعرض لضربة قوية, فسألته عن ما حصل له.. فقال الشاب: "كل هذا الالم بسبب الحب! اللعنة على الحب وسنينه".. فتعجبنا جميعا مما قال! فقلت له ممازحا: "وهل هذه الضربة التي في رأسك سببها الحب", فضحك الجميع حتى هو.. ثم قال: "اي والله هذه الضربة من ذلك الحب".

ثم أضاف.. فقال: "سأحدثكم بقصة حبي.. احببت فتاة حد الجنون, وكانت قصة حبنا سنتين ونصف, ثم تقدمت لخطبتها, وبصعوبة وتعب وافق اهلها.. وتم الأمر, واستمرت خطوبتنا سنة كاملة, من أجمل سنوات العمر.. ثم تزوجنا, حيث تكلل كل هذا الحب بالزواج.. وبعد اسبوع العسل, بدأت الشجارات لا تتوقف, ونقاشات طويلة, ومشاكل لا تنتهي, كنت انظر لها وكأني لا اعرفها, وكان اهلها يتدخلون في كل شيء! وبعد إتمام شهرين من الزواج تم الطلاق, نعم انتهت القصة سريعا بالطلاق... وبعد الطلاق تفاقم الامر مع اهلها, وهذه الضربة من والدها.

تعجب الجميع, وقال احد الحضور: يعني يا ابني ثلاث سنوات حب الم تكفي كيف تعرفون بعض جيدا.. ان تفهمك وتفهمها؟ كيف يفشل كل هذا الحب بشهرين زواج.

يبدو ان الحب لا يكفي لتزهر الحياة الزوجية, ويجد الطرفين السعادة والامان مع بعض, عالمنا الحالي غريب.



· تطبيق جيميني سبب الطلاق

كان الشاب وليد يعيش حياة هادئة, متزوج وحنون على زوجته, لكن احيانا كانت تصدر منه تصرفات غير عقلانية, بها نوع من الطفولية, وكان أصدقائه يعلمون بهذه التصرفات وتتم مسامحته, وفي عالم الوظيفة كانت هنالك زميلة معجبة به جدا, والكل يعلم, وهو حدث زوجته عن هذه الموظفة وعن توددها له, فهو لا يخفي عن زوجته شيئا, لكن بدأت شرارة الغيرة الزوجية, بعد حديثه لزوجته عن هذه الموظفة, وهو انتبه لهذا الامر, واصبحت زوجته تفاجئه بزيارة في العمل, وتعرفت على تلك الفتاة, التي لم تستطع اخفاء اعجابها بوليد المسكين.

بعد أيام كانت الزوجة في عتب ونقاش حاد مع زوجها وليد, وهو سعيد بغيرتها, فقرر ان يصعد الأمر لمستوى اعلى, فدخل لتطبيق جيميني وانشأ صورة تجمعه مع تلك الموظفة المعجبة وكانهما جالسان في مطعم, وينظران لعيون بعض, في جلسة رومانسية, كانت الصورة التي انشأها "جيميني" من يراها يقول انها حقيقية.

ثم سحب الصورة وجعلها في جيب قميصه, كي تجدها زوجته, وهدفه ان تشتعل الغيرة, كأنه في برنامج الصدمة! دخلت زوجته كي تأخذ قميصه وتغسله, ومدت يدها لجيب القميص كي تفرغه قبل الغسل, وانصدمت مما رأته, بكت وصرخت وصاحت ايها الخائن.. جاء وليد يضحك, وهو يراها مصدقة لهذا المقلب.. حاول ان يوضح لها صرخت: لا انها الحقيقة اعلم ان الفتاة تحبك, وانت تخرج معها.. طلقني.. حاول وحاول.. لكنها صدته وذهبت لأهلها.. مع كل محاولاته فشل في الصلح, وتم الطلاق.. بسبب مزحة سخيفة بواسطة الجميني.





· الحب الذي هو خدعة

في الجامعات, والمولات, ومكان العمل, وعبر الانترنت, يولد الحب, لكن الصبغة التي ميزته انه يكون مجرد خدعة او نزوة, لغايات محددة, او اهداف قصيرة الامد, لذلك يموت وينتهي مفعوله, نسمع عن تلك القصص والتي يكون فيها طرفان ليس حبيب وحبيبة بل ذئب وفريسة, حيث يستدرجها بعنوان الحب الى ان يصل الى هدفه, وقد ساعد على تفشي هذه الظاهرة: السينما, والدراما العربية, والاجنبية, بالاضافة لمواقع التواصل, والتأثير السلبي على الحياة العصرية.

قال لي صديق عن الخداع في الحب: اكتشفتُ أن الخداع لا يأتي بمنطقٍ صريح، بل بتلميحاتٍ رقيقةٍ تشبه النّسيم حين يهزّ أوراق الأشجار. كنتُ أتعقّب وجهها في كل مرّة، فأرى ابتسامةً تُخفي وراءها حُزناً لا يُرى، وكأنَّ القلب يَسير في طريقٍ مَزخرفٍ بالوعود, ثم يَفترقُ فجأةً عند بابِ الحقيقة, أن الحُبّ حين يكونُ بلا صدقٍ يَحوّلُ النورَ إلى ظلام، والأملَ إلى مُعزوفةٍ من الأوهام.. فكيفَ أُصنِعُ من قلبٍ جرِحتهُ الكلماتُ، جسراً يعودُ بهدوءٍ إلى من أحبّهُ، وكيفَ أُعيدُ ترتيبَ موقعي بينَ الرفاقِ والذكرياتِ حين تتسربُ الحقيقةُ من أصابعِ الليل؟"

هذه كانت كلمات هذه الصديق الذي اكتوى بنار الحب وخنجر الخداع.





· لابد ان نقول ونحذر

في هذا المقطع الزمني اصبحت مسألة الحب نسبية, في اغلبها لا تكون كافية لزواج سعيد, بل تحتاج لامر مهم الا وهو العقلانية, فالغالب حاليا التهور في التصرفات, والتسرع في القرارات, والمزاجية وعدم المبالاة, موضوع الزواج ليكون صحيحا يحتاج أرض صلبة كي يبقى ويدوم, وليس أرض هشة وانفعالات و قرارات متسرعة.

لكن حيث يكون الحب حيا, مرتبطا بالنضج والتعقل والفهم والصدق, فهو الحب الذي لا يشيخ ولا ينتهي, بل ينبت ويثمر, المؤكد أنه سيكون خالدا مع العمر.



· ما هو شكل الحب الذي لا يذبل؟

بعد السطور السابقة يجب ان نحاول فهم شكل الحب الذي لا يذبل ولا يموت.. ذلك الحب الذي لا يعرف الانتهاء, بل يحمي نفسه من الذبول, فليس عيبا كلمة الاعتذار بين العشاق.. بل تمثل قمة النضج, وابتسامة صادقة يفهمها الطرفان, سيكون الحب ابديا ولا يمكن لأي مشكلة ان تنهي ذلك الحب, ويمكن تدارك أمور مهمة: منها: التواصل المفتوح والصادق, يجب ان يتحدثا عن احتياجاتكما، وحدودكما، وما تتوقعانه من العلاقة... ومنها: الاستماع فعّال: اعطي شريكك مساحة للكلام بدون مقاطعة، ثم لخص ما فهمت لتأكيد الفهم... ومنها: خصصا وقتاً أسبوعياً للحديث عن المشاعر، التحديات، والأهداف المشتركة... ومنها: الثقة والاحترام المتبادل, وتجنب الألاعيب أو الهروب من المعارك... ومنها احفظ خصوصية الآخر وابدِ احتراماً لآرائه حتى لو اختلفت معه... ومنها: كن مستعداً للتسامح والتصحيح إذا أخطأت وتقبل أن الشريك أيضاً ليس مثالياً.





تمت طباعة الخبر في: الخميس, 30-أكتوبر-2025 الساعة: 05:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-105345.htm