صنعاء نيوز/ -
تقرير - صنعاء نيوز /خاص:
يا أُمة محمد ﷺ… يا من تتفاخر بتاريخ كتب بدماء الشهداء وعرق الأبطال، اسمعي هذه الحقيقة المرة:
عندما تغتصب الحرة في فلسطين، وتهان العفيفة تحت سماوات باركها الله، فاعلموا أن الحياء قد سلب، والرجولة قد دفنت، والإيمان قد انطفأ في صدور كانت تسمى يومًا «قلوبًا».
لم تعد الحكاية رواية مؤلمة تروى، بل فضيحة متكررة، تدون كل يوم على جدران العجز العربي، وعلى صفحات صمت صار أخطر من الرصاص نفسه.
الجريمة التي تهز الضمير الإنساني:
لم تكن حادثة الاعتداء على المرأة الفلسطينية حدثًا عابرًا، بل جريمة أثبتت أن الاحتلال الصهيوني لا يعرف حدودًا، لا للدين ولا للقيم ولا للكرامة الإنسانية.
إن اغتصاب الحرائر في فلسطين ليس مجرد اعتداء، بل عملية قلع لآخر جذور الإنسانية المتبقية تحت الاحتلال الصهيوني، ورسالة سوداء مفادها أن كل خطوط الأخلاق قد دفنت في رمال القهر.
الجسد المستباح هنا ليس جسد امرأة واحدة… بل جسد وطن كامل.
صمت عربي… أوسع من جدران العجز:
الصدمة الأكبر ليست في فعل العدو، فهو يفعل ما اعتاد أن يفعله.
الصدمـة في هذا الصمت العربي الذي لم يعد صمتًا، بل صار شريكًا في الجريمة.
منصات رسمية تتحدث بخجل، وجماهير تتفاعل يومًا وتنسى في اليوم التالي، وكأن القضية مشهد موسمي لا أكثر.
أيّ عارٍ هذا؟
وأي قلبٍ بقي؟
أمة كانت تهتز لصرخة امرأة، صارت اليوم لا تتحرك أمام بكاء أُم فلسطينية تغتصب ابنتها أمام عينيها.
غياب الردع… وغياب من يُسمّون بالرجال:
إن غياب الردع ليس فراغًا سياسيًا، بل انهيار أخلاقي كامل.
فحين يهان العرض ولا يتحرك أحد، فهذا يعني أن الرجولة قد دفنت تحت أنقاض الخوف، وأن الشرف صار كلمة تقال في الخطب فقط.
أم أمام الاحتلال الصهيوني تقاتل بصدرها… ورجال العرب منشغلون بجدالات الإعلام، وتجمل البيانات، وموازين السياسة!
الشعب الفلسطيني… وحده في الميدان:
رغم الجراح، رغم الفقد، رغم كل السواد، يبقى شعب فلسطين واقفًا.
نساء يقاتلن بدموعهن، ورجال يقاتلون بقبور أصدقائهم، وأطفال يولدون في الخوف ويتربون في النار، لكنهم لا ينحنون.
هذه الأمة الجريحة تنزف عزة… وتهين كل من لم ينصرها.
خاتمة… رسالة في وجه القبح:
يا أمّة محمّد ﷺ… إذا كانت صرخات الحرائر في فلسطين لا توقظكم، فبماذا توقظ القلوب؟
وإذا كانت كرامة المرأة تنتهك ولا تتحركون، فماذا بقي من الرجولة؟
وإذا كان الإيمان لا يمنعكم من الصمت، فهل بقي من الإيمان شيء؟
هذا ليس تقريرًا صحفيًا فقط…
هذا صراخ في وجه العجز... هذا نعي للحياء قبل أن يكون نعيًا للضحايا.
وهذا تذكير بأن التاريخ لا يرحم… وأن فلسطين ستكتب، غدًا، أسماء الشرفاء… كما ستكتب أسماء الصامتين.
إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي “عدن الأمل” و “عرب تايم” ومحرر في عدد من المواقع الاخبارية. |