صنعاء نيوز - 
 
في كل رحلة علمية يعيشها الطالب، هناك دائمًا شريك صامت يقف في الظل، يهيّئ الطريق، ويمنح القوة، ويخفف السقوط ذلك الشريك هو الأسرة.

الخميس, 20-نوفمبر-2025
صنعاء نيوز/ -


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1

في كل رحلة علمية يعيشها الطالب، هناك دائمًا شريك صامت يقف في الظل، يهيّئ الطريق، ويمنح القوة، ويخفف السقوط ذلك الشريك هو الأسرة.
فالجامعة قد تمنح المعرفة، لكن الأسرة تمنح الدعم، والاتزان، والدافع الذي يجعل الطالب قادرًا على الاستمرار في طريق طويل مليء بالتحديات.

الأسرة بداية المسار قبل دخول الجامعة
قبل أن يدخل الطالب أي مدرج جامعي، يكون قد مرّ بسنوات طويلة من التأطير الأسري:

غرس القيم الأساسية.

بناء الثقة بالنفس.

تكوين المفاهيم الأولى عن النجاح والفشل.
وهذه الأسس تشكّل شخصيته الجامعية لاحقًا.
فالطالب الذي يخرج من بيت مستقر ومتواصل، يكون غالبًا أكثر قدرة على التركيز، على تحمل الضغط، وعلى إيجاد توازن بين حياته الشخصية والدراسية.

الدعم النفسي وقود استمرار الطالب
لا ينجح الطالب بالذكاء فقط، بل بالاستقرار النفسي أيضًا.
تواجهه ضغوط الامتحانات، ضبابية المستقبل، الخوف من الفشل، والمنافسة الشديدة.
وهنا يظهر دور الأسرة عبر:
كلمات التشجيع والدعم.
احتضان اللحظات الصعبة.
تعزيز الثقة وتقليل التوتر.

طالب يشعر بأن عائلته تؤمن به حتى عندما يشكّ هو في نفسه سيستمر مهما كانت التحديات
التوجيه الأسري بين الدعم والاختيار
دور الأسرة ليس فرض المسار الجامعي، بل مساعدة الابن على اكتشاف ميوله.
عندما تُفرض على الطالب دراسة لا يحبها، يعيش ضغطًا داخليًا ينعكس على تحصيله ومستقبله.
أمّا حين يكون التوجيه قائمًا على الحوار والاحترام، يصبح الطالب قادرًا على اختيار طريقه بثقة ومسؤولية.

الأسرة شريك في بناء القيم الجامعية
الجامعة تعلّم العلوم، لكن الأسرة تعلّم الضمير.
وما يجمعهما يصنع الطالب المثالي:

علمٌ نافع
وأخلاقٌ راسخة
وروح مواطنة عالية
الأسرة هي التي تصقل احترام الوقت، تقدير العلم، الانضباط، والالتزام… وهي قيمة لا تُدرّس في القاعات بل تتكون في البيوت.
الدعم المادي مسؤولية بقدر الاستطاعة
ليس كل الآباء قادرين على تقديم الدعم المالي الكبير، لكن النية والمساندة وتهيئة الحد الأدنى من الظروف تصنع الفرق.
والطالب الذي يفهم تضحيات أسرته، يعمل بجد أكبر ويفتخر بأن نجاحه يحمل بصمة أهله.

نحو علاقة صحية بين الأسرة والجامعة
نجاح الطالب ليس مهمة الأسرة وحدها، ولا الجامعة وحدها، بل شراكة متكاملة.
التواصل بينهما، حضور الأنشطة، فهم الصعوبات، وتتبع مسار الطالب كلها عناصر تجعل الرحلة الجامعية أكثر نضجًا ووعيًا.
في النهاية، يمكن القول بثقة إن الأسرة ليست مجرد خلفية لحياة الطالب، بل هي الشريك الأول، والموجه الأول، والمحفّز الأول، والداعم الأهم.
قد يغيّر الطالب قسمه أو تخصصه، لكنه لا يغيّر أسرته، ولا يتجاوز تأثيرها على تشكيل رؤيته لنفسه وللعالم.

فنجاح الابن الجامعي ليس شهادة فقط، بل هو ثمرة علاقة أسرية ناجحة قبل أن يكون ثمرة تعليم أكاديمي.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 20-نوفمبر-2025 الساعة: 11:20 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-105684.htm