صنعاء نيوز - في أحد أحياء بني حوات القريبة من مطار صنعاء، يبدأ فجر كل يوم بحكاية صامتة لا يسمعها أحد سوى أرصفة المدينة الباردة

الأحد, 23-نوفمبر-2025
صنعاء نيوز/عبد الواحد البحري -


في أحد أحياء بني حوات القريبة من مطار صنعاء، يبدأ فجر كل يوم بحكاية صامتة لا يسمعها أحد سوى أرصفة المدينة الباردة. هناك، يقف رجل سبعيني منهك الجسد إلى جوار ابنه الشاب الثلاثيني، يخرجان معًا من مسجد بلال بن رباح فور انتهائهما من صلاة الفجر، يلفّهما برد صنعاء القارس، لكن عزيمتهما أشد دفئًا من كل أغطية الشتاء.

يمضيان بخطوات بطيئة وعيون متعبة، يحملان أكياسًا فارغة يجوبان بها الأزقة والشوارع، من حيٍّ إلى آخر، بحثًا عن علب فارغة يبيعانها مقابل قيمة خبز وعلبة زبادي لبقية أفراد أسرتهما التي تنتظرهما بصمت.
لا يتذمّران، ولا يمدّان أيديهما لأحد، فكرامتهما أغلى ما تبقّى لهما في زمنٍ أنهك الجميع.

مشهدٌ مؤلم يعكس قسوة الحياة في العاصمة صنعاء، حيث يعيش كثيرون على حافة الجوع، لكنهم يواجهونه بصبرٍ وعفةٍ نادرة، يخفون وجعهم خلف ابتسامةٍ صامتة وأملٍ لا ينطفئ بأن يأتي يومٌ يبدّد هذا العناء.

إنها حكاية أبٍ تجاوز السبعين وابنه الذي خطّ الشيب طريقه باكرًا، لكنها في الحقيقة حكاية صنعاء بأكملها… مدينةٍ متعبة، لكنها لا تزال تقاوم لتبقى.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 23-نوفمبر-2025 الساعة: 01:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-105741.htm