صنعاء نيوز/ د. عبدالوهاب الروحاني -
اتذكرون "وزير التدعيم"؟!.. عرفته في صنعاء، وهو شخصية اجتماعية معروفة، ومحبوبة بين الناس، ذو مظهر أنيقً ومرتّب جدا.. يلبس بدلات رسمية بقمصان بيضاء، وربطات عنق ملونة، واحذية ملمعة، كلها كانت تبدو جميلة وراقية.
كان يمتلك حضوراٍ وهيبة لافتة وهو يسير بين الناس في التحرير وازقة وشوارع صنعاء القديمة وباب السلام بالذات، حيث (ربما) كان يقيم، وحيث الشارع النظيف ومعارض الاقمشة والملبوسات الممتدة الى باب اليمن.
"دعما يا شباب"، كانت جملته الشهيرة والمفضلة مع من يقابله من طلاب المدارس ممن يعرفهم ولا يعرفهم، كلمات كنت حينما أسمعها منه وانا أسير الى مدرستي اشعر بأنها تعنيني، فكانت تمنحني حافزا، وتدفعني وانا اتحسس دفاتري وكتبي بين يدي ليس فقط لحب المدرسة، وانما لرؤية الاتي الاكثر اشراقا وجمالا.
وزير التدعيم كان شخصية جذابة، يمتلك روحا خفيفة، وحضورا جميلا، يهتم كثيرا بمظهره وحديثه، كانت جملته الشهيرة "دعما يا شباب" تقول للصغير والكبير من الناشئة استمروا، تعلموا، الوطن ينتظركم، والمستقبل لكم، بكلماته المختصرة كان يشارك في صياغة الحياة الجديدة، كان يقول: أنا ادعمكم، وازرع فيكم بذرة الأمل، فامضوا لتحققوا الحلم..!!
كان و"زير التدعيم"، قريبا من الشباب.. يظهر كرمز للتفاؤل في ظل التغيير والزمن الجمهوري الجديد، كان معروفا بين الناس في صنعاء أكثر من أي وزير رسمي آخر.
لم نكن نعرف اسم الرجل الحقيقي، ولا كيف لُقب ب"وزير التدعيم"، لكن اللقب ربما استوحي شقه الاول من هيئته وطريقة ملبسه واناقته، والثاني من عبارته الشهيرة "دعما يا شباب"، وهو في كل الاحوال لقب شعبي منحه الناس لتصالحه مع نفسه ومع الاخرين، ولروحه الايجابية، وليس لماله أو لسلطته ومنصبه.
لم نكن نعرف من هو "وزير التدعيم"، ربما كان من الطلاب الخريجين العائدين من اوروبا او مصر او العراق أو لبنان، وربما كان موظفا مهما في بلد ما، وعاد بعد الثورة للمشاركة في بناء الحياة الجديدة، وربما وجد المكان المناسب وربما لم يجده..
كل ذلك لم يكن مهما، المهم ان الرجل امتلك محبة الناس، وفاز بلقب "وزير التدعيم"، وهو منصب منحه فرصة المساهمة في تحفيز الشباب، وحثهم على التعليم، والتحصيل العلمي النافع، الذي لا اشك انه اسهم بصورة أو بأخرى في وضع لبنة هنا أو هناك، والا لما تذكرته في عجالة اليوم وانا اراقب اليأس والانكسار في وجوه شبابنا، الذي ينزف جوعا وتشردا وضياعاً.
لعل كثيرين من جيلي فعلوا ما فعلت.. وتذكروا "دعما يا شباب"، وأي معنى وقيمة كانت تحمل.. !!
ترى هل لا يزال بيننا من يزرع الامل في شبابنا الموجوع ؟!
رحم الله "وزير التدعيم" ورحم الله تلك الايام التي كانت مزدحمة بالامال والاحلام.
د. عبدالوهاب
الروحاني |