صنعاء نيوز/ -
بقلم / عادل عبدالله حويس
في مسيرة العمل الصحفي والإعلامي الطويلة حيث تذوب التفاصيل في زحمة الأحداث ويصبح الإنجاز مجرد تاريخ في سجل تبقى بعض الشخصيات حاضرة بقوة لا كأسماء عابرة بل كحكايات إنسانية ومهنية غنية.
إنها حكاية الصحفي معين محمد عبدالله حنش الذي مثل مسيرته امتدادا عضويا لوجدان المهنة وروحها من قلب صنعاء إلى مختلف المهام التي تقلدها.
بدأ مسيرته العملية من نقطة التقاء التكنولوجيا بالمعلومة كفني كمبيوتر ليتسلح بفهم آليات العصر قبل أن يغوص في مضمون رسالته. ومن هناك انطلق إلى عالم الصحافة الحميم في "ملحق قضايا وناس" ليعيش مع حكايا الناس في المحاكم والنيابات مبتدئا من القاعدة التي تضع الإنسان أمام الخبر. هذه المرحلة التأسيسية صنعت منه صحفيا يعرف أن الحقيقة تنبع من التفاصيل الإنسانية لا من العناوين العابرة.
ثم جاءت محطته المحورية كـ مندوب وزارة الداخلية للملحق الأمني بصحيفة الثورة ليمارس مهنته في أخطر الحقول وأكثرها حساسية. هنا، تحولت الكلمة لديه إلى مسؤولية وطنية وإلى جسر للثقة بين المؤسسة والمواطن. لقد أدرك أن الإعلام الأمني الرصين هو ضمانة للمجتمع فمارس دوره بمزج نادر بين الحرفية العالية والوعي العميق حريصا على المعلومة الدقيقة والموضوعية التي تخدم الاستقرار ولا تنقضه.
وراء كل المناصب التي تقلدها من الإشراف على المراكز الإعلامية في مصلحة السجون والأحوال المدنية والتأهيل إلى قيادة الأقسام في صحيفة الثورة كان هناك جوهر إنساني ثابت هو ما يذكره به كل من عرفه. فـ محبة الزملاء كانت سمة ملازمة له جعلت منه الركن الآمن في غرف التحرير والأخ الحريص على نجاح الفريق كله. كانت روحه التواقة إلى العلم تلازمه من أول دبلوم في السكرتارية و"رخصة قيادة الحاسوب" إلى شهادة الصحافة ثم البكالوريوس منها في إصرار على أن يكون العلم رفيق الممارسة.
لم يكن معين حنش مجرد موظف يؤدي واجباً بل كان رجلا يؤمن بأن المهنة أمانة. جمع بين عقل الفني المنظم وقلب الصحفي الشغوف بقضايا الناس وروح المدير الحكيم الذي يبني ولايهدم وضمير المندوب الأمين على سر المهنة ومسؤوليتها الوطنية. لقد جعل من كل موقع مر عبره مدرسة للعمل الجاد والعلاقات الطيبة. مسيرته ليست سردا وظيفيا بل هي نموذج للصحفي المتكامل الذي يترك في كل مكان عمل فيه أثراً من الإخلاص والمهنية والإنسانية محفورا في ذاكرة الزملاء ووجدان المهنة. |