صنعاء نيوز - في خطوة وُصفت بأنها سابقة خطيرة وغير مسبوقة منذ عقود، عبّر رؤساء الجاليات والهيئات الإدارية اليمنية في ولاية كاليفورنيا عن استيائهم الشديد

الخميس, 04-ديسمبر-2025
صنعاء نيوز/ عبد الواحد البحري -


صنعاء نيوز – تقرير خاص

في خطوة وُصفت بأنها سابقة خطيرة وغير مسبوقة منذ عقود، عبّر رؤساء الجاليات والهيئات الإدارية اليمنية في ولاية كاليفورنيا عن استيائهم الشديد من قرار السفير اليمني في واشنطن عبدالوهاب الحجري، القاضي بتقليص مهام القنصلية الفخرية في مدينة سان فرانسيسكو، والحدّ من الخدمات الأساسية التي ظلت تقدّمها للمغتربين اليمنيين هناك لأكثر من أربعين عاماً.

القرار، الذي جاء مفاجئًا ودون مقدمات، اعتبره المغتربون ضربة جديدة لمعاناتهم الطويلة، إذ سيجبر الآلاف منهم على السفر إلى واشنطن لإنجاز معاملاتهم، في رحلة تستغرق أكثر من ست ساعات طيران وتكلف مبالغ باهظة، لتتحول بذلك القنصلية التي كانت الأقرب إلى همومهم، إلى باب مغلق بوجه آلاف الأسر اليمنية في الساحل الغربي للولايات المتحدة.



اجتماع طارئ وبيان غاضب

رؤساء الجاليات والهيئات الإدارية في كاليفورنيا عقدوا اجتماعًا طارئًا ناقشوا فيه هذه الخطوة التي وصفوها بأنها تزيد من معاناة المغترب واستغلاله بدلًا من تخفيفها.

وقال المجتمعون في بيان رسمي صدر عنهم:

"كنا نأمل من سعادة السفير أن يسعى لتخفيف معاناة المواطن اليمني، وأن يعمل على فتح مكتب للسفارة في عدن لتسهيل المعاملات، لا أن ينقل جيبوتي إلى واشنطن!"



البيان أوضح أن قنصلية سان فرانسيسكو كانت طوال العقود الماضية اليد الحانية للمغتربين، ومصدر تسهيل خدماتهم، من إصدار الوثائق الرسمية وتجديد الجوازات، إلى متابعة القضايا القانونية والاجتماعية، مضيفين أن القرار الأخير سيؤدي إلى شلّ حركة الخدمات القنصلية في واحدة من أكبر ولايات الجالية اليمنية.



رفض واسع ودعوات للتراجع

وأكد البيان أن القرار مرفوض تمامًا من أبناء الجالية، ولا ينسجم مع الدور الوطني والإنساني الذي يجب أن تقوم به البعثات الدبلوماسية في الخارج.
وأضافوا:

"في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الجالية اليمنية في كاليفورنيا وتتعاظم احتياجاتها، كان من المنطقي تطوير الخدمات القنصلية وتوسيع نطاقها، لا تقليصها."



كما شدد رؤساء الجاليات على أن المغتربين في الساحل الغربي يواجهون صعوبات جمّة تتعلق ببُعد المسافات، وتعقيد الإجراءات، وضيق الوقت، وضغوط المعيشة، مؤكدين أن أي تراجع في خدمات القنصلية سيكون عبئًا إضافيًا يثقل كاهلهم.



تهديد بالتصعيد في حال التجاهل

ولم يخلُ البيان من نبرة تحذير واضحة، حيث لوّح ممثلو الجاليات باتخاذ خطوات تصعيدية في حال استمرار تجاهل مطالبهم، مؤكدين أنهم سيضطرون إلى رفع الموضوع إلى مستويات عليا، أو طرحه علنًا في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، دفاعًا عن حقّ المغترب اليمني في خدمات قنصلية كريمة وكاملة.

واختتم البيان بالتأكيد على وحدة الموقف:

"إن رؤساء الجاليات والهيئات الإدارية في ولاية كاليفورنيا يقفون صفًا واحدًا، ومن خلفهم جميع المغتربين، دفاعًا عن حقوقهم وكرامتهم وارتباطهم بوطنهم الأم."



وتبقى قضية قنصلية سان فرانسيسكو ليست مجرد خلاف إداري، بل مرآة لعلاقة الدولة بأبنائها في المهجر، ولصوت آلاف المغتربين الذين رفعوا اسم اليمن عاليًا في المهجر، ويدفعون اليوم ثمن القرارات البيروقراطية التي تفصلهم عن وطنهم أكثر فأكثر.

هل يُستجاب لنداء الجاليات قبل أن تتحول المطالب إلى احتجاجات علنية؟
السؤال ما يزال معلقًا في سماء واشنطن…

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 04-ديسمبر-2025 الساعة: 09:23 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-105929.htm