صنعاء نيوز - نشرت الأخت مايسة الرومي على صفحتها في "فيسبوك" منشورًا أثار فضول المتابعين، تناولت فيه واحدة من أكثر القصص غموضًا في تاريخ اليمن الحديث

الجمعة, 12-ديسمبر-2025
صنعاء نيوز/مايسة الرومي -


ذهب اليهود المدفون في اليمن... كنوز هربت من الخوف وظلّت حكاياتها تحت التراب!

رحلة بين الأسطورة والحقيقة... حين ترك التجار ثرواتهم للتراب وهربوا إلى المجهول

الهجرة والكنوز المفقودة

نشرت الأخت مايسة الرومي على صفحتها في "فيسبوك" منشورًا أثار فضول المتابعين، تناولت فيه واحدة من أكثر القصص غموضًا في تاريخ اليمن الحديث، وهي قصة مدفونات تجار اليهود الذين غادروا البلاد في أواخر الأربعينيات ومطلع الخمسينيات.

ففي خضم أحداث عامي 1949 و1950، ومع تصاعد التوترات وهجرة مئات اليهود اليمنيين إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على عجل، اضطر معظم كبار التجار آنذاك إلى دفن ثرواتهم النفيسة في أماكن سرّية خوفًا من النهب والسلب، تاركين خلفهم كنوزًا لا تقدر بثمن.

ثروات من ذهبٍ وأحجارٍ كريمة

ومن بين أبرز هؤلاء التجار الذين تناقلت الأجيال قصصهم: البديحي، الفروي، والطوبي.
وتشير بعض الروايات إلى أن مدفونات أحدهم بلغت نحو 47 كيلوغرامًا من الذهب الخالص، ناهيك عن ما رُوي من وجود فضةٍ وأحجارٍ كريمةٍ نادرة مثل الزمرد والعقيق والياقوت والزئبق الأحمر، إضافةً إلى اللؤلؤ والمرجان التي كانت تشكّل زينة الشرق في ذلك الزمان.

غموض الأماكن المخبأة

وتوضح مايسة الرومي في منشورها جانبًا بالغ الأهمية حول مواقع تلك الكنوز، قائلةً:

“للأسف، لا أحد يعلم مواقعها بدقة، حتى الأشخاص المعنيون لم يفصحوا عنها إلا بشكل رمزي وغالبًا كان ذلك للأقربين فقط. فهذه أموال وكنوز، وليست شيئًا يسهل الوصول إليه كما قد يتوقع البعض. كما أن بعض التجار لجؤوا إلى تمويه أماكن الإخفاء، فلم يدفنوا مجوهراتهم في منازلهم المعروفة، بل اختاروا مواقع بعيدة في الأودية والمناطق النائية، يصعب الوصول إليها حتى اليوم.”



تلك السرية جعلت من القصة لغزًا مفتوحًا تتوارثه الأجيال، وتتناقله الذاكرة الشعبية بقدرٍ من الشغف والدهشة.

روايات تتناقلها الذاكرة اليمنية

وتحكي الروايات الشعبية أن أحد هؤلاء التجار ظل لسنواتٍ يروي تفاصيل تلك المدفونات لأقرب الناس إليه، متمسكًا بحلمه في العودة إلى وطنه واستعادة ماله، إلا أن المنية اختطفته قبل نحو ثلاثين عامًا، لتُدفن معه آخر أسرار تلك الكنوز الغامضة.

ويبقى السؤال معلّقًا في ذاكرة اليمنيين:
هل ما زالت تلك الكنوز مطمورة في بطون الأرض تنتظر من يكتشفها؟
أم ذابت مع الزمن في طيات الأسطورة؟

ذاكرة اليمن الدفينة

في ختام الحكاية، تبدو قصة “ذهب اليهود في اليمن” أكثر من مجرد رواية عن ثراء ضائع أو كنوز مدفونة؛ إنها مرآة لذاكرةٍ يمنيةٍ عميقةٍ، تختزن بين طياتها تقلبات الزمن، وحكايات أجيالٍ غادرت وبقيت آثارها في التراب.

ففي تلك الحكايات تختلط الأسطورة بالواقع، والذهب بالذكرى، والمكان بالإنسان، لتظل تهمس للأجيال القادمة بأن تاريخ اليمن ما زال يخفي بين جباله وأوديته أسرارًا لم تُروَ بعد.


🖋️ إعداد وصياغة: عبدالواحد البحري – صنعاء نيوز
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 12-ديسمبر-2025 الساعة: 08:18 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-106032.htm