صنعاء نيوز - شهدت محافظة شبوة واحدة من أبشع الحوادث القبلية في السنوات الأخيرة، بعد أن تحوّل خلاف على قطعة أرض إلى جريمة قتل مروّعة، تلاها إعدام ميداني

الثلاثاء, 16-ديسمبر-2025
صنعاء نيوز/عبد الواحد البحري -

شهدت محافظة شبوة واحدة من أبشع الحوادث القبلية في السنوات الأخيرة، بعد أن تحوّل خلاف على قطعة أرض إلى جريمة قتل مروّعة، تلاها إعدام ميداني خارج القانون، في مشهد أثار صدمة وذهولًا واسعًا داخل اليمن وخارجه.

بداية الخلاف

تعود القصة إلى نزاع على قطعة أرض تتبع أسرة آل لَسود في إحدى مناطق شبوة. وأثناء قيام عدد من العمال بالعمل فيها، حضر باسل المرواح البابكري وأوقف العمل، ما أدى إلى احتكاك بين الطرفين تطور سريعًا إلى اشتباك مسلح انتهى بمقتله على الفور.

تسليم القاتل.. تحكيم تحوّل إلى مأساة

في محاولة لاحتواء الموقف وتجنّب تصعيد النزاع، سارعت أسرة المتهم آل باحاج إلى تسليم ابنها إلى أسرة القتيل، في خطوة شجاعة تعبّر عن تحمّل المسؤولية وفق الأعراف القبلية المتعارف عليها في اليمن.
كان الهدف من ذلك إيقاف تداعيات الحادثة ومنع اتساع رقعة الثأر، بانتظار الاحتكام إلى تحكيم قبلي أو قرار من الدولة.

غير أن ما حدث بعد ذلك قلب الصورة رأسًا على عقب؛ إذ أقدمت أسرة المجني عليه على طرح المتهم أرضًا، ثم إطلاق عشرات الطلقات النارية عليه في مشهد بشع تم توثيقه بالفيديو، ليتحوّل "التحكيم" إلى إعدام ميداني خارج القانون.

خرق للأعراف والشريعة

مراقبون ووجهاء قبليون أكدوا أن ما حدث لا يمتّ بصلة إلى قيم القبيلة اليمنية الأصيلة، التي تقوم على العفو أو تسليم الجاني للسلطات القضائية لإجراء محاكمة عادلة.
كما أشاروا إلى أن القصاص في الشريعة الإسلامية لا يُنفذ إلا بحكم قضائي باتّ، وبعد استيفاء الشروط والإجراءات الشرعية، معتبرين ما جرى انتهاكًا فاضحًا للشرع والقانون والأعراف القبلية.

"عيب أسود" في تاريخ القبيلة

مصادر قبلية وصفت الحادثة بأنها "عيب أسود" في تاريخ القبيلة اليمنية، لأنها تناقض مبدأ النخوة والمروءة التي تقتضي حماية الأسير أو تسليمه للدولة، لا تصفيته بعد تسليمه.
وأكدت تلك المصادر أن ما جرى سيبقى وصمة عار أخلاقية وإنسانية، ولن يُمحى من ذاكرة المجتمع إلا بمحاسبة الفاعلين وإنصاف المظلومين.

غضب شعبي واسع

أثار انتشار مقاطع الفيديو التي وثقت الجريمة من لحظة تسليم المتهم حتى لحظة مقتله موجة غضب غير مسبوقة في أوساط اليمنيين، الذين رأوا في المشهد انحدارًا خطيرًا نحو الفوضى القبلية، وتحديًا صارخًا لهيبة الدولة، ورسالة خطيرة عن غياب العدالة.

وطالب ناشطون وحقوقيون النيابة العامة والأجهزة الأمنية بسرعة التحرك للقبض على المتورطين في الجريمة، مؤكدين أن دماء اليمنيين لا يمكن أن تُستباح باسم القبيلة أو الثأر، وأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها عبر القضاء لا عبر فوهات البنادق.


---

#شبوة
#لا_للإعدام_الميداني
#سيادة_القانون
#العدالة_أولًا
#اليمن
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 16-ديسمبر-2025 الساعة: 09:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-106112.htm