صنعاء نيوز - بائعو الحشيش يصبحون بائعي بخور وعطور طوال شهر الصوم فقط

رمضان فرنسا.. "انقلاب" شبابي على المعاصي! 
 
  
أسواق الضواحي تشهد حراكا كبيرا في رمضان 
باريس– "انظر.. هؤلاء الشباب الذين يجلسون على باب العمارة المقابلة لنا، إنهم يدخنون حشيش الزطلة طيلة السنة والبعض منهم لا يتردد في مقارعة الخمر، كما أنهم يستعملون في الغالب قاموسا لغويا حادا وبذيئا.. لكن عندما تحل نسمات شهر رمضان العطرة يتحولون بقدرة قادر إلى ملائكة في النهار ونساك في الليل!" قبل أن يعودوا لسيرتهم الأولى.

الإثنين, 31-أغسطس-2009
صنعاء -

رمضان فرنسا.. "انقلاب" شبابي على المعاصي!


أسواق الضواحي تشهد حراكا كبيرا في رمضان
باريس– "انظر.. هؤلاء الشباب الذين يجلسون على باب العمارة المقابلة لنا، إنهم يدخنون حشيش الزطلة طيلة السنة والبعض منهم لا يتردد في مقارعة الخمر، كما أنهم يستعملون في الغالب قاموسا لغويا حادا وبذيئا.. لكن عندما تحل نسمات شهر رمضان العطرة يتحولون بقدرة قادر إلى ملائكة في النهار ونساك في الليل!" قبل أن يعودوا لسيرتهم الأولى.
بهذه العبارة لخص رشيد بوزريعة، أحد الناشطين الشباب في حي "الأربعة آلاف" بمنطقة "لا كورناف" شمالي باريس، ظاهرة "عودة الشباب المسلمين بفرنسا إلى التدين" خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بعد 11 شهرا يقضونها في ممارسة شتى أنواع المعاصي والرذائل.

طالع:

رمضان فرنسا تحت جدل البرقع!
وزيرة فرنسية: حظر البرقع يستأصل "سرطان التطرف"

وقال بوزريعة، وهو أيضا أحد مسئولي جمعية شبابية بالمدينة، لـ"إسلام أون لاين.نت": "بعض بائعي مخدر الحشيش والذين لا ينامون الليل في عمليات كر وفر مع الشرطة الفرنسية بين الحدائق وأبواب عمارات الضواحي يتحولون بقدرة قادر عندما يعلن راديو الشرق بباريس عن بداية رمضان إلى بائعي بخور وعطور مكة".

وأضاف الشاب مبتسما: "طبعا أنا أحاول أن أجد تعبيرا ضاحكا لهذا الانقلاب المفاجئ، ولكن ما أريد قوله أن غالبية هؤلاء لا تسمع لهم صوتا ناشزا من الكلمات البذيئة بالفرنسية التي كانوا يمطرونها على بعضهم البعض في بقية الأيام، ولا تسمع مع بداية رمضان إلا كلمات: أستغفر الله، والحمد لله، وحتى تراويح التي لا يستطيع البعض منهم نطقها بطلاقة لعدم إجادته للعربية".

وأكدت مراكز استطلاعات الرأي بفرنسا ظاهرة "العودة إلى التدين" خلال شهر رمضان المبارك، فمن جهته اعتبر مركز الأسواق واستطلاعات الرأي "س سا اي" (CSA) الفرنسي المعروف من خلال عينة من ألف مسلم فرنسي فوق سن 18 سنة أن 90% منهم يلتزمون التزاما كاملا بصيام رمضان، في حين قال مركز IFOP)) في استطلاع آخر للآراء إن: "نسبة الصائمين من الشباب تبلغ حوالي 70 %".

وأعلن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (الممثل الرسمي لمسلمي فرنسا) أن أول أيام رمضان هو اليوم السبت 22-8-2009، وشهر رمضان يحظى باهتمام إعلامي خاص من قبل وسائل الإعلام الفرنسية.

الانتماء والجذور

محمد الموساوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أرجع في تصريحات لـ"إسلام أون لاين" ظاهرة العودة للتدين في شهر رمضان إلى شعور الأجيال بالانتماء، وأن لهم جذورا ثقافية هم في حاجة إليها في ظل الأزمات التي يعيشها المجتمع الغربي.

وقال موساوي: "الاحترام الكبير لشهر الصيام ظاهرة تفسرها عوامل عديدة، ربما أبرزها أن صيام رمضان من قبل الأجيال الجديدة من المسلمين التي تربت ونشأت في فرنسا يعطي هذه الأجيال شعورا بالانتماء ويشعرهم أن لهم جذورا ثقافية هم في حاجة إليها في ظل الأزمات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع الغربي".

وأضاف: "رمضان ربما هو الشعيرة التي تظهر أكثر من غيرها الفارق بين هؤلاء الشباب وبين أصدقائهم من الفرنسيين في الحياة العامة عن طريق امتناعهم عن الأكل والشرب والملذات، وهو ما يمنحهم هوية مختلفة يستشعرون من خلالها انتماءهم للإسلام وللحضارة الإسلامية".

وأوضح موساوي: "صحيح أن بعض الشباب المسلم في البلاد العربية مثلا يلتزمون بصيام رمضان رغم أنهم لا يؤدون فريضة الصلاة، إلا أن فريضة رمضان لها وقع مضاعف بالنسبة للشباب المسلم الذي ولد في فرنسا؛ لأنها تذكره ولو لمرة في السنة بأن له دينا مختلفا وهوية ثقافية مختلفة عن غالبية المجتمع الذي يعيش فيه".

وتلاحظ ظاهرة احترام صيام رمضان وتبجيله على غيره من العبادات في العديد من الأحياء ذات الكثافة المسلمة كما في ضواحي العاصمة الفرنسية، مثل "لا كورناف" و "أبرفيلي" و "سانت وان" و "أونلي سو بوا" (الضاحية التي انطلقت منها الشرارة الأولى لانتفاضة الضواحي سنة 2005).

وتشهد الأحياء الباريسية التي توجد وسط العاصمة مثل "بارباس" و "كورون" و "بلاس كليشي" حركة بالأسواق والشوارع احتفالا بقدوم الشهر من قبل هؤلاء الشباب.

العودة للعربية

وحول اللغة العربية أفاد محمد موساوي بأن "العودة إلى الذات" والتي أصبحت ظاهرة بين الشباب المسلم بفرنسا تتعلق أيضا بمظاهر أخرى في غير شهر رمضان، "كالإقبال على تعلم اللغة العربية بالنسبة للبعض".

غير أنه كما يشير البعض فإن تعلم اللغة العربية في حد ذاته مرتبط برمضان لرغبة هؤلاء الشباب في فهم ما يتلوه المقرئون خلال تراويح هذا الشهر الكريم، كما يلجأ هؤلاء إلى اقتناء الكتب العربية والخطب المسجلة التي تتحدث عن بركات رمضان وفضائله.

ويتراوح عدد مسلمي فرنسا بين خمسة وستة ملايين من جملة حوالي 64 مليون نسمة، وتعد الأقلية المسلمة بفرنسا أكبر أقلية مسلمة في البلدان الغربية.


إسلام أون لاين.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-1062.htm