صنعاء نيوز/ د. عبدالوهاب الر حاني -
● حزن شديد ينتابني وانا اتابع بعص التصريحات لبعض المسئولين وبعض "المحللين" اليمنيين الذين يظهرون في القنوات الفضائية وهم يشكون من اطراف ويبكون على اخرى في اللعبة، كل بحسب ميوله وقربه او بعده من هذا أو ذاك.
● ليس هذا هو المهم، فلكلٍ وظيفته، وكلُ وما هوى، لكن المهم الذي يبعث على التقزز هو ان الكثير من هؤلاء لا يبكون على وجع اليمن مما يجري في حضرموت والمهرة، ولا يتوجعون على تهديد أمنه القومي، والخوف على وحدته ومستقبل ابنائه، وإنما يذرفون الدموع على "المخلص" الذي يمزقنا بسيوفنا.. ويدعونه لحربنا ومزيد من التدمير في بلدنا.
● سمعت احد "الاصدقاء" المسؤولين وحزنت كثيرا وهو يستنهض الغضب فيهم ولا يستنهضه فيه، ويقول "صبر السعودية طويل، لكنها اذا غضبت سيكون ردها صعبا على من يهدد حدودها...!!"، كان السؤال الذي يتبادر الى ذهن المتابع هو: ومتى ستغضبون انتم لحدودكم واستقلال قراركم؟! .. الا تكفي عشر سنوات من التلفع بلحاف "الشقيقة" التي ملؤها شفقة وحنية على اليمن ؟!
● كثيرون يحذّرون من مخاطر ما يجري في شرق اليمن على الأمن القومي السعودي والعُماني والخليجي، ويتباكون على فتور العلاقة بين الرياض وأبو ظبي، لكنهم لا يحذّرون من مخاطره على مستقبل اليمن ووحدته.
● يتحدثون عمن غلب مَنْ في حضرموت والمهرة، ينتفشون بقوة الامارات، وبهددون بقوة وحضور وهيمنة السعودية، يروجون لسرديتين تنهش في جسد الوطن، ويغفلون السردية الوطنية، والمآلات الخطيرة لهذا السباق الذي تُرسم خطوطه بدم اليمنيين .
● يتحدثون عن مرابطة رئيس اللجنة الامنية الخاصة الممسك بجيوبهم وخناقهم (محمد القحطاني)، ويتغنون بصموده، واصراره على مواجهة العاتيات في حضرموت، ولكنهم لا يتحدثون عن حضور أي من رؤسائنا أو مسئولينا وما اكثرهم في التصريحات، والتغريدات، والقنوات، والاجتماعات الافتراضية.
● يناقشون "الانتقالي" وقوات "درع الوطن" وكلاهما وكلاء، ولا يتحدثون عن الحيش الوطني، واستعداته وقدرته على حماية السيادة، لا يتحدثون عن استقلال الوطن لانه لا يعنيهم، لا يراهنون على رجالات دولة بينهم، وانما يراهنون على قرقاش وأل جابر.
● ابواق تمجد من يطعن في الخاصرة اليمنية.. يكثرون الحديث عن قوة هذا وذاك، لكنهم يتجاهلون الحديث عن وطنهم الذي ينزف بسبب عبثهم فينا، يعلقون آمالهم على "المخلص" الخارجي.. والعصا السحرية التي ستنقذ المشهد.
● تهافت مخجل، سببه -بالتاكيد- غياب البطل اليمني، وغياب المشروع الوطني الجامع، الذي قاد إلى هذا التهافت والاسفاف.. هو ضعف الولاء للارض والانسان، والمبالغة في قوة من يلعبون الشطرنج على ظهورنا.
د. عبدالوهاب الروحاني |