صنعاء نيوز - ـ الحياء صفة إسلامية يتحلى بها كل مسلم ومسلمة وهو شعبة من شعب الإيمان وخلق الإسلام الحياء . عن زيد بن طلحة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل دينٍ خلقاً وخلق الإسلام الحياء .

الجمعة, 07-أكتوبر-2011
صنعاء نيوز حسن طه الحسني -







المرأة إذا خلعت الحياء خلعت معه كل فضيلة


ـ الحياء صفة إسلامية يتحلى بها كل مسلم ومسلمة وهو شعبة من شعب الإيمان وخلق الإسلام الحياء . عن زيد بن طلحة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل دينٍ خلقاً وخلق الإسلام الحياء . وفي شرح النووي قال القاضي عياض وغيره : إنما جعل الحياء من الإيمان وإن كان غريزة لأنه قد يكون تخلقاً واكتساباً كسائر أعمال البر وقد يكون غريزة ولكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونيَّه وعلم فهو من الإيمان بهذا ولكونه باعثاً على أفعال البر ومانعاً من المعاصي . خص الله به الإنسان الذكر والأنثى حتى لا يكونا كالبهيمة العجماء ويكفى الحياء خيراً كونه على الخير دليلاً ومن لا حياء له فهو ميت وخامل الذكر في الدنيا والأخرة وقيل قديماً حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغرس بمائه والحياء أخفى من التقوى .


يقول سفيان بن عيينه رحمه الله : الحياء أخفى من التقوى ولا يخاف العبد حتى يستحي وهو دخل أهل التقوى في التقوى إلا من الحياء ، والحياء كله خير عن عمر بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحياء لا يأتي إلا بخير وفي رواية الحياء خير كله .


والحياء خلق إنساني رفيع يحفظ على الرجل والمرأة كرامتهما وانسانيتهما كما تحفظ الشجرة غلافها فإذا ضاع الحياء من الدنيا ضاع خيرها والأدب والحياء عند المرأة فطري قال تعالى واصفاً بنت شعيب عندما اتت إلى موسى عليه السلام بعد أن سقى لها ولأختها قطعان الغنم قال تعالى( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ).


أي تمشي مشي الحرائر روى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه قال : كانت متسترة بكم درعها أي قميصها وعن عمرو ابن ميمون : قال : قال عمر رضي الله عنه : جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها ليست بسلفع خراجه ولاجة ( اخرجه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي واسناده صحيح ) وخراَّجه ولاجه معناه كثير الخروج والدخول .


وقال الجوهري السلفع من النساء الجريئة السليطة ومن النوق الشديدة ومن الرجال الجسور وأثنى على هذه المرأة ابن مسعود قائلا : أفرس الناس ثلاثة أبوبكر حين تفرس في عمرو صاحب يوسف حين قال أكرمي مثواه وصاحبة موسى حين قال : استأجرة إن خير من استأجرت القوي الأمين . والمرأة إذا كانت متدثرة بالحياء فأعلم أنها صالحة وصلاحها يأتي من حياؤها من الرجال . روى البخاري في باب الغيرة أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت : تزوجت الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح . وهو الجمل الذي يسقي الماء وغير فرسه فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأخرِز غربه .


ولم أكن أحسن الخبز وكان يخبز لي جارات من الأنصار وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله على رأسي فلقيت رسول الله ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم قال أخٍ أخٍ : ليحملني خلفه فأستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس فعرف رسول الله أني قد استحييت . والتاريخ يحدثنا عن نساء صالحات سلاحهن الحياء والحياء جزء من الإيمان ومع ذلك لا يمنعهن الحياء أن يقلن كلمة الحق ويدافعن عن أنفسهن من رجال ساءة اخلاقهم وضعف إيمانهم وقل حياؤهم يقول مؤرخو الشعر والأدب :


خرج إعرابي ذات ليلة إذا بجارية في طريق مكة فراودها عن نفسها فقالت له : يا هذا إذا لم يكن لك واعظ من دينك أما لك زاجر من نفسك وعقلك . فخجل الرجل وقال : وما يرانا إلا الكواكب ، فقالت له بلسان الإيمان القوي والخوف الشديد والرقابة الإيمانية الحاضرة لله الذي يعلم السر وأخفى قالت : ما هذا وأين مكوكبها ؟ فخجل من ردها وصدق مقالها فعرف قوت إيمانها وأنه قد وقع في شر ما أراد وما أمكن منه أن قال : إنما كنت مازحا يا هذه . فقالت له ناصحاً ومرشدا :


فإياك إياك المزاح فإنه              يجري عليك الطفل والرجل النذلاء


ويذهب ماء الوجه بعد بهائه     ويورث بعد العز صاحبه ذلا


فتوارى عنها مهزوماً في معركة أدبية نجحت هي فيها بالرد الصريح وخاب هو وخسر ولم يمنعها دينها وحياؤها أن تحاوره وتقنعه وتعنفه على جراءته .


وقصة أخرى يذكرها المؤرخين وهي أن أحد الملوك الأثرياء من الأموال الكثير والدراهم الوفير أراد أن يفسد على أحد الفقراء زوجته الجميلة الوفية فأغراها بالمال من الذهب والحرير ومن الثوب النفيس وقال لها يا هذه اختاري إن شئت زوجك هذا الفقير المسكين أو أنا الملك الغني بالمال والدراهم والدنانير .


فردت عليه الرد المقنع وأسكتته ولم يرد عليها بعده جواب وفاء لزوجها بحالته تلك وقالت :


زوجي وأن أصبح في أطمار                       وكان في نقصٍ من اليسار


أفضل عندي من أبي وجاري                     وصاحب الدرهم والدينار


أخشى إن غدرت حر النار


ـ ومن النساء الكثير من تسعى في نشر الفتن بين الزوج وأقاربه أو أصدقائه لا يطمئن لها بال إلا إذا اشعلت نار الفتنة وتعلم أنها تعمل ما يغضب الزوج ولا تفكر في عواقب ما تسير إليه وهذا أحد الصالحين طلحة بن عبد الرحمن بن عوف قالت له زوجته بنت عبد الله بن مطيع : ما رأيت قوما ألئم من اخوانك ؟ فرد عليها قائلا ولماذا ؟ قالت : أراهم أن يسرت لزموك وإن أعسرت تركوك . قال لها : هذا والله من كرم أخلاقهم يأتوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم . بمعنى أنه اعتبر القبح والغدر منهم وفاء .


فالتجرد عن الحياء صفة ملازمة ذميمة بالنسبة للمرأة الكافرة منذ بداية عهد الرسالة الإسلامية والقصص الواقعية كثيرة في المعارك الحربية وغيرها ومنها ما ذكره أصحاب السير والمفسرون للقران الكريم الكثير في بطون الكتب ومنها ما حدث في غزوة أحد التي كانت بين المسلمين والكافرين من قريش .


يقول صاحب كتاب الرحيق المختوم في السيرة النبوية : المباركفوري ) وقامت نسوة قريش ... في المشاركة في المعركة تقودهن هند بنت عتبه زوجة أبي سفيان بن حرب فكن يتجولن في الصفوف ويضربن بالدفوف يستنهضن الرجال ويحرضن على القتال ويثرن حفائظ الأبطال ويحركن مشاعر أهل الطعان والضراب والنضال فتارة يخاطبن أهل اللواء فيقلن


ويهاً بني عبد الدار                         ويها حمات الأدبار


ضربا بكل بتار .

وتأرة يأزرن على القتال وينشدن :


إن تقبلوا نعانق                       ونفرش النمارق


أو تدبروا نفارق                            فراق غير وامق


 

وهذه المعركة كان أول وقودها من الكفار بعد تقارب الفريقين وبدء مراحل الإلتحام والقتال اشجع الكفار حامل لوائهم طلحة بن أبي طلحة العبدري خرج على جمل يدعو للمبارزة فتقدم له الزبير فوثب عليه وثبت الليث الكاسر وبشجاعة المؤمن الواثق بنصره وتأييده فأسقطه عن جمله إلى أرض المعركة فلم يمهله فذبحه بسيفه ، قال صاحب السيرة الحلبية : رأى النبي هذا الصراع الرائع فكبر وكبر المسلمون أثنى على الزبير وقال في حقه : إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير .


ـ والمرأة إذا كان سيئة اللسان والتعامل سيئة الأخلاق والقلم فإنها إمراءة تجاوزت الخطوط الحمراء خرجت عن الفضيلة وعن ثوابت الشرع الحكيم .


روى دوود عن جابر بن عبد الله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : يمن المرأة خفة مهرها ويسر نكاحها حسن خلقها وشؤمها غلاء مهرها وعسر نكاحها وسوء خلقها .


ومن يتأمل ويقرأ صحف المعارضة وإعلامها يجد صحة ما نقول بأن بعض النساء في اليمن تجردن عن حيائهن وخرجن عن انوثتهن وتجردن عن اخلاقهن وسلوكهن الحسن وزاحمن الرجال بأقلامهن في صدر الصحائف والمجلات والشاشات الفضائية يعلن ما لم يعلن بنات جنسها في الزمان الماضي .


سب وشتم وتهم وقذف .. إبتداء من رئيس الدولة حتى أصغر مسؤول في الدولة وهذا هو عين الفساد بدل الإصلاح والقول السوء بدلا عن القول الحسن . قال الحجاج بن يوسف الثقفي للوليد بن عبد الملك : دع عنك مناكفة النساء بزخرف القول فإنما المراة ريحانه وليست بقهرمانة فلا تطلعهن على سرك ولا مكائدة عدوك .. ولا تشغلهن في غير زينتهن وإياك ومشاورتهن في الأمور فإن رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن ولا تطل الجلوس معهن فإن ذلك أوفر لعقلك وأبين لفضلك وللحديث بقية .

تمت طباعة الخبر في: السبت, 10-مايو-2025 الساعة: 04:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://sanaanews.net/news-10891.htm