الخميس, 20-أكتوبر-2011
صنعاء نيوز د/ سعاد سالم السبع[1] -

مركز المرأة في جامعة صنعاء؛ هذا هو اسمه الذي لن يغادر ذاكرة الناس حتى وإن تغير اسمه مؤسسيا أكثر من مرة وأصبح يعرف باسم ( مركز أبحاث ودراسات النوع الاجتماعي والتنمية)..
>
> يعود الفضل في إنشاء المركز إلى جامعة صنعاء، وإلى جهود أ.د / رؤوفة حسن - رحمها الله – التي تولت قيادته في بداية التسعينات، وجعلت منه مركزا نشطا ومشهورا أكثر من الكليات في حينها..ولأن المرأة –في تلك الفترة- لم تزل غير مرحب بها في الجامعة حتى طالبة من أنصار الثقافة التقليدية، فقد قامت الدنيا ولم تقعد ضد هذه المرأة التي لم تتوقف عند اقتحام عالم الرجال كأستاذة معهم في الجامعة، بل صارت ترأس مؤسسة علمية وتتبنى تكتلا للنساء داخل الجامعة.. فما كان من أعداء تمكين المرأة إلا العمل على عرقلة هذا المشروع بإيقاف طموح صاحبة المشروع، و شُحِذت كثير من الأيدي والألسن والعقول لمحاربة الأخت رؤوفة بتهم مختلفة مرة تلميحا وأخرى تصريحا ، ولكنها صبرت –رحمها الله- ودفعت ضريبة مواقفها من الثقافة التقليدية عمرها وشبابها وحتى حقها في الزواج، وصارت علامة بارزة في ميدان النضال من أجل حقوق الإنسان وتمكين المرأة اليمنية، وظلت على مبادئها حتى توفاها الله..
>
> ولأن المركز علمي نوعي ويُعد علامة مضيئة بالعدالة الاجتماعية في جامعة صنعاء، فينبغي أن يظل بعيدا عن الصراع السياسي، وينبغي أن نحافظ عليه نحن النساء بالذات، وأن نقوي انتماءنا إليه كيفما كان وضعه الآن، وكيفما كان وضعنا فيه، وأن نسعى جميعنا إلى تعزيز دوره في دعم المرأة وتمكينها، وأن تكون غايتنا هي تحقيق عدالة النوع الاجتماعي في التنمية من خلاله..
>
> الحقيقة التي ينبغي ألا تغيب عن أذهان الجميع هي أنه لا يزال مركز النوع الاجتماعي والتنمية في جامعة صنعاء محل آمال كبيرة، وسف يقوم بدوره في دفع عجلة التنمية إذا انتصرت ثورة التغيير الإيجابي، وحتى وإن عانى المركز ولا يزال يعاني من كبوات إدارية جعلت منه أطلالا غير مقصودة من أهلها في الماضي ، وصيرته مفتت الأوصال في الوقت الراهن، إلا أن الأمل كبير جدا في أن المستقبل فيه سيكون للعلم والعمل المؤسسي الجاد، وستعود للمركز حيويته، وسيتم تصحيح وضعه، وستعود له لحمته الإدارية، وسيقدم له الدعم الكافي لتحقيق أهدافه في مجال البحث النوعي والتدريب، وسأظل أتطلع إلى اليوم الذي أجد فيه أن الانتساب إلى هذا المركز يعد شهادة متميزة بكفاءة المنتسبة/ المنتسب إليه في مجال البحث العلمي والتدريب في مجال النوع الاجتماعي والتنمية.. وسيظل الحلم قابلا للتحقيق طالما ظل المركز مفتوحا، وبقيت ممتلكاته سليمة من العبث في ظل الأزمة السياسية الراهنة...
>
> لقد أخافني وكاد أن يقضي على رغبتي في التغيير ما حدث من اقتحام للمركز من قبل جنود الفرقة –قبل أيام- بحجة تخزين بعض حاجاتهم الغذائية داخله، ولأنني أعرف نتائج الاقتحام وبقاء أشياء خاصة بالجنود في مركز المرأة، فقد تناسيت كل الإجراءات الرسمية وسارعت للاستنجاد بشهامة المقتحمين أنفسهم ليتركوا ما تبقى للمرأة في جامعة صنعاء، وفعلا لم يخيب ظني المسئول عن الجنود العقيد / فؤاد أحمد قنة الذي أشكره باسم المرأة اليمنية لأنه تقبل اعتراضي على دخول الجنود للمركز، ووجدت فيه ضابطا واعيا بما طرحته عليه من خصوصية المركز فاستجاب لوساطتي ، ولبى ندائي وأمر بإخراج كل ما وضعه الجنود في المركز، ووعد بتحييد مركز المرأة، وحمايته مهما كانت الظروف..
>
> فشكرا للعقيد / فؤاد قنة أولا لوطنيته، وثانيا لموقفه الشجاع من المرأة ، وأتمنى أن يتم التعامل مع كل ممتلكات الجامعة بنفس الدرجة من الوطنية حتى يسجل التاريخ أنه برغم كل الخراب الذي حل بالبلاد، فإن جنود الفرقة حافظوا على البنية التحتية لجامعة صنعاء ..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-11166.htm