الإثنين, 05-ديسمبر-2011
صنعاء نيوز -




هو ربيع الاسلاميون وخريف الليبراليون






هو الربيع العربي الذي ابتداء يموجات الترحيب والدعم والتأيد الغربي قبل العربي ، هو الربيع الذي حمل بين ثناياها خريف يقص اعمار الماضي ويطلق ازهار جديدة لربما تتفتح بألوان محببة الى قلوبنا لكنها مسمومة بالماء الذي سوف نشربه من ينابيع هذه الازهار ، هو الربيع الذي قلتم عنه ثورة العرب والشباب والفيس بوك وكل المسميات ، نحن في بلاد الربيع لم نفاجئ بل كنا نعلم ان هذا الربيع الذي اسميتموهكذلك ولوكنتم على يقين ان نتائجه عكسية لاسميتموه الخريف العربي ولقاتلتم جنبا الى جنب مع حلفائكم الليبراليون لابقائهم على النظام السابق ، هو ربيع آتى للمنقة من شباب عانوا القهر والجوع من اناس ماتت اطفالهم بين ثنايا العشوائيات في المناطق العربية وضاعت احلامهم في ازقة واروقة الشوارع الضيقة وعلى على صراخهم وجرحهم ، سهرات القادة وابنائهم ، هو ربيع اتى من اطفال في عمر الربيع ماتوا على ازقة الطرقات بحث عن العلاج دونما ان يمنحهم سيف الفقر المسلط على رفابهم اي بريق امل لنجاه ، هو الظلم هو الفساد هو الاستبداد ، هو اغتصاب البراءة والاحلام ، هو التجاهل ، هو البطالة كل هذا هو الربيع العربي الذي لم يجد ملجاء له الى الله ليدعو له بالسر والعلن ويطلب منه ان يأتي بهزة ارضية تطيح بالانظمة الظالمة وتبقي الشعوب على الارض ، هي نقطة الضعف التي تدفعنا اين كان ديننا ان نذهب الى الله لنطل منه الرحمة والعون والعدل ، هو اللجوء للقرآن والتوارة والانجيل ، نعم تختلف لغاتنا ويختلف لون بشرتنا ولربما تقاليدنا لكننا كلنا في لحظة اليأس والضعف نتوجه الى شخص واحد هو الله .الكل يسأل ما دخل هذا الكلام بما يحدث في العالم العالم العربي ، اقول ان العلمانية والحرية التي لم يكن لها حدود والتي طالت الاغنياء وسحقت الفقراء وقلبت العادات والتقاليد واباحت المحرمات ، كان نتائجها اللجوء الى مسكن وحيد وهو التوبه والعودة الى الله من خلال مكان واحد اوحد وهو الجامع "المسجد " ، " بيت الله" الذي لا تدخل الكبائر له ، نعم هذا ماحدث بالعلم العربي ولن يبقى عند هذا الحد بل سيطال كل الدول العربية ، لان الليبراليون هم طبقة بسيطة وقليلة من فئات المجتمعات العربية ، وهم طبقة محصورة وضيقة بالمتنفيذين وعائلاتهم واقربائهم واصدقائهم اما باقي الشعب فهو ينتظر لحظة الانقضاض على هذا الوحش الذي افترس احلامهم البسيطة .

وهنا انوه ان فلسطين والضفة الغربية بالذات ليست ببعيدة عما يدور في العالم العربي على الاطلاق لمن يعتقد اننا معزولين فهو مخطيء فنحن نعاني ونسبة كبيرة من الشعب الفلسطيني هي تحت خط الفقر ، ونعاني الظلم والاضهاد والفساد دون محاسبة او مواجه لكن ما يختلف عنا نحن في فلسطين عن باقي الشعوب العربية اننا نعاني الامرين فساد واحتلال ، وما بينهم ضاعت احلامنا لكن في اقرب فرصة وفي اي انتخابات قادمة لن يتوانا الشعب الفلسطيني من ان ينتخب الاسلاميون من جديد اين كان مسماهم، ولربما نشهد السلفيون وحزب التحرير وغيرهم ، لذى على القيادة الفلسطينية ان كانت تخاف على مناصبها ان تستفيق فالاسلاميون سيطرقون ابوابنا من جديد ، وان ينهوا ملف المصالحة العالق وان يكفوا عن محاربة كل منهم الآخر فالسلفيون على ابوابنا واقفوان ، ان طبقوا الشريعة بما اراد الله عزه وجل اهلا بهم وان ارادو تطبيق تعاليمهم فلا اهلا ولا سهلا بهم.

منذ اعوام وانا اقول اننا سوف نتجه قريبا الى الله وهذا الجيل الذي تشاهدونه بالجينز والجل وقصات الشعر المعروفة اسمائها والغير معروفه لا يغركم مظهره لان باطنه مخفي وهو العودة دائما الى الله سبحانه وتعالى، الكل لم يصدق ، لكن خابتني التوقعات فانا منحت العالم العربي خمس سنوات من اجل العودة الى الاسلام ، وكتبت مقالات عدة حول هذا الموضوع كان اخرها بعنوان " هل نحن أمام نظام عالمي جديد “يحمل طابع الدين الاسلامي” . لكنه كان الاسلام بحد ذاته لا بطابعه نعم نحن الآن نطرق ابواب الدولة الاسلامية .

الكل يستغرب كيف اقول هذا الكلام واخرج عن المألوف وانه غير واقعي ، فمن قام بالثورات هم الليبراليون وليس الاسلاميون . اقول نعم صدقتم لكن ما ادراكم بنوايا الداخلية لي وكيف تعلمون ان ما اظهر هو انتمائي صحيح ان جزء من اصحاب الثوارت لليبراليون لكن جزء آخر كان ليبرااسلاميون ممن اخافهم الاعتقال والاضهاد فدخلوا الى الليبراليون خوفا وحماية لفريقهم . هو ربيع الاسلام ان صح القول ولكنه في هذه المرحلة لن يكون سوى ربيع المتأسلمون الذين يفسرون الدين على اهوائهم ويحللون ويحرمون كما يشاؤو لا كما التعاليم الاسلامية .

قلتها واعيدها مرارا وتكرارا اننا لا نواجه مشكلة مع الاخوان المسلمين على العكس تماما فمشكلتنا لم تبدأ بعد ، مشكلتنا هي عن نتائج من بداخل الاخوان ، فالاخوان الآن هم معتدلون فكريا وهم يتقبلون الآخر وقد عانوا ولديهم خبراتهم الكافية التي في الحياة السياسية ، ان مشكلتنا هنا هي عن " التفريخ" النتاتج من داخل الاخوان او بمصطلح آخر " التفقيس" او بالسياسة " الانقسام " هنا تكمن الخطورة لا في الاخوان المسلمين على الاطلاق انا اقول عن الاخوان بوضعهم الحالي بهذا الجيل لكن الله اعلم كيف ستكون الاجيال الجديدة من الاخوان المسلمين ، والذين جيل بعد جيل يصبحون متشددين اكثر فأكثر .

لذا بما ان العالم رحب بديمقراطيتنا وبربيعنا العربي عليه ان يبداء بالحوار مع الاخوان المسلمين والاهم عليه ان يبدا بالتحاور معهم في فلسطين ، لان كل منهم سيبداء بالقول ، فلسطين وفلسطين ، لذى يجب التحاور مع حركة حماس الآن ودونما تردد لانه لو فات الوقت لن ينفع الندم ، فحماس لن تنسلخ عن الاخوان مهما حدث ولن تبعد حليفها عنها ، على العكس تماما لمن يراهن ان حماس ضعفت اقول رهانكم بات خسرانا فحماس تزاد قوة اكثر من ذي قبل ولا يغرنكم تمسكنها او تظاهرها بالضعف على الاطلاق ابدا ، لذى نصيحة لمن صفق لربيع العربي ان يقف الآن ويصافح يد هذا الربيع التي لا مفر منها على الاطلاق نحن مقبلون على تغير جذري في الساحة العربية لربما ليس مباشرة ولكن بعد فترة سنتين او لربما اربع سنوات.

ورسالتي للاخوان دعونا نشرب من نبع العدل والسلام والتسامح لذي دعا اليه ديننا الحنيف وبتعاليم الله سبحانه وتعالي كما وردت في كتابه المنزل " القرآن الكريم" لا تدعونا نشرب من كأس الغلو في الدين والتطرف به فالاسلام دين يسر لا عسر .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 12-ديسمبر-2024 الساعة: 01:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-11692.htm