الثلاثاء, 06-ديسمبر-2011
صنعاء نيوز -
الفساد والإفساد من كبائر الإثم والعدوان على العباد
الفساد أن تعمد إلى الصالح في ذاته فتفسده وإلى العامر فتخربه وإلى الحق فتنكره والفساد في اللغة نقيض الصلاح محرم في الكتب السماوية وفي القرآن أكثر من أية تتحدث عن الفساد وتحرم اتيانه ولا يسعى إليه إلا من تجرد عن الإنسانية والأخلاق والعرف وهم مجموعة من الناس يتواجدون في كل زمان ومكان وفي قرارت نفوسهم أنهم هم المصلحون وغيرهم الفاسدون والمفسدون وإذا قوبلوا بفسادهم وجرم أفعالهم تلكؤا وأصروا على الباطل واستكبروا وقالوا (إنما نحن مصلحون ألا أنهم هم المفسدون ) يرتكبون أثاماً ولا يخافون.
يصف القران ذلك قال تعالى ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) 12 ـ 18 سورة البقرة .
يقول الشيخ المرحوم محمد متولي الشعرواي : تناقض مركب .. وقصارى ما يتطلبه منك أن تدع الصالح صالحاً فلا تتدخل فيه وإن شئت أن ترتقي طموحا في اليقين فزد في اصلاح الصالح .. والفاسد سريع الغضب أحمق كثير الأخطاء لا ينزل عن رأيه فأجر يخرج دينه ويتجرد عن اخلاقه وقد يصل أمره إلى أن يبيح دم اخوانه وبني جلدته والبون شاسع بين العاقل والأحمق .
يقول أيوب بن القرية : الناس ثلاثة عاقل وأحمق وفاجر فالعاقل الدين شريعته والحلم طبيعته والرأي الحسن سجيته إن سئل أجاب وأن حدث صدق وأما الأحمق فإن تكلم عجل وإن حدث أخطأ وإن استنزل عن رأيه نزل وإن حمل على القبيح حمل وأما الفاجر فإن أئتمنته خانك وإن حدثته شانك وإن وثقت به لم يرعاك وإن أستكتم لم يكتم . والإفساد في الأرض يكون بالقول أو الفعل والسعي قال تعالى ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) 205 سورة البقرة .
قال القرطبي في تفسيره : أي أعوج المقال سيء الفعال فذلك قوله وهذا فعله كلامه كذب واعتقاده فاسد وأفعاله قبيحة .. والسعي هاهنا هو القصد .. فهذا المنافق ليس له همة إلا الفساد في الأرض وإهلاك الحرث وهو محل نما الزروع والثمار والنسل وهو نتاج الحيوانات الذين لا قوام للناس إلا بهما وقال مجاهد : إذا سعى في الأرض فسادا منع الله القطر فهلك الحرث والنسل ( والله لا يحب الفساد ) أي لا يحب من هذه صفته ولا من يصدر منه ذلك .
ـ وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم ، أي إذا وعظ هذا الفاجر في مقاله وفعاله وقيل لهاتق الله وانزع من قولك وفعلك ارجع إلى الحق امتنع أبى واخذته الحمية والغضب بالإثم والعدوان أي بسب ما اشتمل عليه من الآثام . فحسبه جهنم أي هي كافية عقوبة في ذلك .. وقال الزجاج رحمه الله والسعي في الأرض المشي بسرعة وهذه عبارة عن ايقاع الفتنة والتضريب بين الناس ..
وفي الحديث إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده ( أخرجه الترمذي في بابا لفتن ) وجاء في البحرا لمحيط : إن الأية بعمومها تعم كل فساد كان في الأرض ، أو مال أو دين فالإفساد شامل يدخل تحته هلاك الحرث والنسل ولكنه خصصهما بالذكر لأنهما أعظم ما يحتاج إليه في عمارة الدنيا فكان الإفساد هما غاية الإفساد وقال بن عباس : سعى بقدميه فقطع الطريق وأفسد وكلا السعيين فساد . وتولى : معناه ضل وغضب وانف في نفسه وسعى : أي بحيلته وإرادته .
قال الشاعر :
واللبيب اللبيب من ليس يفتر يكون مصيره للفساد
والقتل من الفساد في الأرض وكبيرة من الكبائر وعمل من أعمال الكفار واليهود سابق في الأمم بقتل الأنبياء والأصفياء والصالحين وللفساد رؤس الشر من البشر همهم القتل والسعي فسادا في الأرض وتدبير هذا الأمر واحضار العدة والسلاح لهذا الغرض والتخطيط والمراقبة والتصميم مع سبق الإصرار والترصد ومنهم حزبيون متعصبون للباطل مضمرون للقتل كقوم النبي صالح لقد هموا وتآمروا على قتله وعقر الناقة التي أخرجها الله لهم معجزة من معجزاته تدر لهم اللبن الغذاء اللذيذ تغذيهم وتشبع بطونهم قال تعالى ( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ) 48 سورة النمل .
يقول بن كثير : هم طغاة ثمود هموا بقتل نبيهم صالح وتأمروا على قتل الناقة يخبر تعالى عن طغاة ثمود ورؤسهم الذين كانوا دعاة قومهم إلى الضلالة والكفر وتكذيب صالح وآل بهم الحال إلى أن عقروا الناقة وهموا بقتل صالح أيضا بان يبيتوه في أهله ليلا فيقتلوه غيلة ثم يقولوا لأوليائه من أقربيه : إنهما ما عملوا بشيء من أمره وأنهم لصادقون فيما أخبروهم به من أنهم لم يشاهدوا .
وفي يمننا استشرى الفساد وكثر مناصروه بل ووصل الأمر إلى أن الأخ يقتل أخاه أو قريبه وتحولت بعض عواصم المحافظات إلى ثكنات للقتال يقاتل بعضهم بعضاً باسم التغيير ولم نلمس تغيير إلى الأفضل وما نلمسه هو القتل والتدمير دمر الإقتصاد وانتشر الخوف مع أن التغيير مطلوب وكل جديد مرغوب إلا أن يكون مخالفا لشريعتنا أو يكون سببا في قتل أبنا شعبنا فالدماء خطوط حمراء أيا كانت يقول العالم الجليل الشيخ عبد العزيز بن صالح عضو الجمعية السعودية للغة العربية : كل جديد لا يخالف ديننا واخلاقنا فهو مقبول وستكون نتيجة الاخذ به آمنه مقبولة لدى كل المسلمين على اختلاف مستوياتهم العلمية وغيرها والذي يثير المشكلات ويتبع الفرقة هو ما كان بديلا لفضيلة أو داعيا إلى رذيلة أو مزهداً في معروف .
ـ ما يحدث في مدينة الثقافة تعز مدينة الحب والسلام يخالف ما توارثه اليمنيون من الدين والأخلاق والأمن والرحمة والحب إزهاق للنفوس اليمنية الطاهرة البريئة إنه تصعيد خطير تزهق تلك الأرواح وتسفك الدماء وتصعد الأرواح والنفوس البريئة المسلمة إلى بارئها تشكوا فساد الفاسدين وظلم الظالمين وجرم المتربصين باليمن شراً ولا شك أن أيادي خارجية هي التي تحرك أيادي الظالمين وتناصرهم في الداخل وإذا استمر الحال على هذه الوتيرة المتقدمة من الفساد واراقة الدماء فقد يفقد الإستقرار والأمن في مدينة تعز وتصبح أول مدينة منكوبة من مدن اليمن فيصبح العزيز ذليلاً والذليل عزيز واليمنيون والأحزاب السياسية في اليمن مدعوون الأن وواجب عليهم جمع الكلمة والعمل معا إلى جانب السلطة إلى إعادة السلم والسلام إلى مدينة السلام تعز لتستمر أمنه عزيزة .
يا أيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدون مبين (208) البقرة .
ولن نكون أعزة إلا بعمل موحد ومحاربة كل فساد ومفسد ومعاقبته وتقديمه للعدالة كائناً من كان.
أولئك شر المفسدين جهالةً وحسبك ما أوقفت من هدمهم حسباً
ففي الناس من تغريك منه هداية وإن تمتحن اخلاقه تلقه ذئباً
حسن طه الحسني
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-11711.htm