صنعاء نيوز /عبدالله الصعفاني -
وصول جمال بن عمر.. قدوم الزياني اجتماع لسفراء الاقليم الخليجي المجاور.. غرف عمليات خليجية وأوروبية ومؤتمرات صحفية ومتابعة خارجية تجمع بين استغلال التطور التكنولوجي وبين المتابعة بقرون الاستشعار عن بعد.. قادمون ومغادرون ومحاورون فسروا لماذا قال أحد السفراء «مطار صنعاء خط أحمر».
< هذه الرقابة الخارجية على ما يجري في اليمن تذكر بالمصطلح الكروي الرقابة اللصيقة والرقابة رجل لرجل.. والأمر على أي حال لايبعث على السعادة بالنسبة لشعب يكره الوصاية الخارجية حتى لو بدت بأهمية «آخر العلاج الكي».
< ومع تعدد صور من يمثلون دور المندوب السامي في صور مختلفة لابد مما ليس منه بد مادام وفي ذلك وقف حالة الإيقاع بين الجيش والأمن وبعضه.. وبين بعض الشباب وبعضه.. وبين بعض الشعب وبعضه.. بما يفضي إلى الايقاع بين الكل وبين الكل.
< ويقتضي الإنصاف القول بأن المبادرة الخليجية أخذت على عاتقها حل الشائك وتجميع المبعثر بخطة واقعية ونافذة ببركات الرقابة اللصيقة لأشكال الألعاب الخشنة ومظاهر التسلل الذي يسميه مواطنو المغربي الحاذق جمال بن عمر «الشرود» حيث لابد من الراية والصافرة وأحيانا الكرت الأحمر.
< كانت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ضرورية بعد أن وقع النصل على النصل والقذيفة على القذيفة.. لا أظن أنه حتى من يعانون من الذاكرة الضعيفة والضمير الجامد والقلب المتبلد سينسون كيف أننا كنا باسم الأمن نمارس القمع وباسم الدين نتعاطى الكفر وباسم الحرية نلوك الاستبداد بجناحي طائر الفوضى والاستهانة بأرواح الأخ والصهر والنسب..!!
< أما الآن وبعد الكائن من تشكيل حكومة الوفاق فلابد من التأكيد على ما قاله الرئيس ونائبه ورئيس الحكومة وزملاؤه.. «علينا أن نجعل سياسات الأحزاب في خدمة المصلحة العليا للوطن.. الوزراء لا يمثلون أحزابهم وإنما يمثلون اليمن .. أعضاء الحكومة ليسوا فريقين بل إخوة وعليهم النهوض بمسؤولياتهم.
< وفي سياق وقفاتي السابقة أمام الحكومة الجديدة فإن من المهم إطلاق إشارات أخرى تنطلق من الرغبة في التذكير الذي ينفع طاقم حكومة المحاصصة..!!
وبالمناسبة.. ليس من اللياقة إطلاق الأحكام الاستباقية على شخوص حكومة ما تزال في البداية مهما كانت المبررات لكن ما يجب أن يكون في حلم وعلم كل وزير أن الشعب تعب من وصول الأقلية الجاهلة أو الفاسدة أو العابثة والخاملة إلى مواقع التحكم بمصائر الناس والإدارة السيئة لمواقع الشأن العام.
< عندنا في اليمن مرض عضال اسمه إعادة تدوير الأخطاء وحان الوقت لاستبدال ذلك بإعادة تدوير القمامة بعد إزالتها من شوارع كسبت «المتارس» فيها معركتها مع تأمين طرق المدارس.
< الشعب يريد إدارة محترمة لمنظومة التعليم والمنظومة الكهربائية والصحية والمعيشية وفتح حوار جاد مع الشباب بعيداً عن الوثائق المكتوبة بالدم أو الزبادي.
< لنفتحها صفحات جديدة.. صفحة من التسامح.. صفحة أخرى تمنع الإقصاء وتحترم الكفاءة وتعيد الذين غادروا مواقعهم إلى وظائف مناسبة وقبل ذلك صفحة الإيقاف النهائي للقصف والاشتباك والانفجار وما إلى ذلك من المفردات الدامية.
< على أن من شروط المناخ الصحي المسارعة إلى رفض حكومة الأزمة وبرلمان الأزمة وأحزاب الأزمة وكذلك إعلام الأزمة.. هذه الإشارات وما سبقها تمثل أولوية في حكومة الوفاق الوطني ولجنة الشؤون العسكرية.. ولم لا وهناك مؤشرات مسؤولة في خطاب الحكومة رئيساً وأعضاء ينبغي أن تكتمل بالسعي الجاد للإجابة على السؤال كيف نبني علاقة سوية باستدعاء الثقة ومنع أي توسيع للشرخ أو تعميق للأزمة.
< وعلى مسؤوليتي الشخصية أختم بنصيحة كل وزير يعتلي منصباً في حكومة الوفاق والاتفاق.. ابدأ بنفسك.. كن قدوه ولابأس أن يكون معك «سكين» تقطع بها الفساد أو تقطع بها أي حبل سري يوصلك بالفساد ولا يعيبك استذكار كيف أن الياباني الذي يجد نفسه محاطاً بتهمة فساد سياسي أو أخلاقي يعمل على ركوب «الأسانسير» حيث يحلو الانتحار من الطابق رقم 99 وحينها يريح ويستريح!