عبدالله حزام - نحتاج إلى حد أدنى من الشفافية ونحن نسير في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية حتى لايستغل الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ندرة تلك الشفافية ويدّعون أدواراً لم يقوموا بها أصلا .. وأول قسط من الشفافية ينبغي أن تدفعه اللجنة العسكرية المكلفة بإزالة المظاهر المسلحة للمواطنين حين تُطلِعهم على العقبات التي تعترض مهمتها ..والأطراف التي لازالت تنفخ في الأزمة من روحها ..وتستبدل مكان مترس بآخر..على طريقة" ديمة خلفوا بابها .."!!
> ومايسري على اللجنة العسكرية في باب الشفافية يسري على الحكومة الجديدة صعودا وهبوطا ..فالناس - الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت - لايهمهم - تفاصيل برنامج الحكومة وانه ينطلق من منصة الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، أو أنه يسترشد بمشروع الخطة الخمسية الرابعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتخفيف من الفقر( 2011-2015م)..
> عباد الله - الضابحين خلقه - يهمهم فقط سماع أخبار طازجة عن :عودة البنزين إلى سعره قبل الأزمة.. والكهرباء تضيء المنازل وتحرك آلات العمل..واختفاء شبح المظاهر المسلحة والمتاريس..وذهاب الطلبة إلى المدارس والعودة بأمن وسلام.. والاستمرار في توفير المواد الغذائية الأساسية في الأسواق، واعتماد آلية مناسبة لمراقبة الأسعار وكسر الاحتكار..
> هذا ماينبغي أن تبل به الحكومة ريق المواطنين سريعا دون إبطاء ..حتى يخرج الناس من قفص إفراط التواجد في العالم الافتراضي للأزمة والذي قد ينتهي بهم إلى الاكتئاب الحاد..الذي لاينفع معه حتى قنطار علاج..!!
> أقول قولي هذا بعد متابعتي هذا الأسبوع لأخبار كثيرة عن تصاعد حدة الاحتجاجات الفئوية هنا أوهناك ..والتي بدت كتتمات للاحتجاجات التي صاحبت الأزمة وهذا طبيعي بعد أن اكتسب الناس ثقافة الاحتجاج ..لكنها ستكون الأخطر على الدولة ومؤسساتها لأنها قد تكون الضربة القاضية بعد حالة الإنهاك التي تعرضت لها الدولة خلال أشهر الأزمة.!
> وفي صحيفة محسوبة على الحكومة سأنصح الحكومة بأن لاتعطي هذه الاحتجاجات المطلبية كتف بارد.. لأن تصاعدها سيعيدنا إلى مربع داحس والغبراء ..وقالوا وقلنا ..والبت فيها أولاً من موجبات إعادة الانضباط داخل المجتمع ومؤسسات الدولة التي يعاني بعضها من دوخة الصباح!
> القضية بالطبع لاتحتاج إلى منظار جاليليو ولا لجهاز كشف الكذب لتقصي أسباب مايحدث منذ توقيع المبادرة الخليجية ..فقطع سائلة صنعاء مثلا كان سببه عدم وصول مياه الشرب لسكان صنعاء القديمة وعنتريات طريق صنعاء الحديدة التي تخلق أزمة المشتقات النفطية سببها إزدهار غير مسبوق للمظاهر المسلحة ..وغياب مؤكد لصميل الدولة بالحق..
> واعتصام شريحة من الموظفين في هذه الوزارة أو تلك المؤسسة سببه بلا منازع إملاق العشرة الأشهر التي أودت بمستحقاتهم الاعتيادية في كهف النسيان ..مع أن " في جيوبها ما يغطي عيوبها" طبقا للمثل الشعبي ..والعهدة على عائدات النفط أبو 3500 التي تسد الخلل..وهذه القضية ببساطة فأين الحل.؟
> ألخص كل ماقلته بالبطيء: كل هذه المطبات ستكبر وتكبر أمام الحكومة وأمام البلد إذا ماتركناها تتسرب إلى الواجهة دون تدخل سريع وبقي أهل الحكم في الحكومة ومن ورائهم مطابخ الأحزاب السياسية في (مقايل) محاكمة النوايا ولم يغادروها ..لأن الناس سيظلون يشربون من نفس كأس المعاناة .. وستتمدد تلك الاحتجاجات الفئوية إلى كل المرافق والأحياء ويصبح من الصعب كبح جماحها..
> في هكذا حال لاينفع أن نقول :ماعلينا..وندفن رؤوسنا في الرمال ..ونركن فقط إلى فلسفة برنامج الحكومة المنتظر..لكن اشتغال الحكومة على سرعة حل مشكلات الاحتجاجات المطلبية بكل شفافية بالتعاون مع الجهات أمر مهم لأنه "أحلى من الشفافية مافيش" ..إلى جانب السير في بنود برنامج الحكومة قريب المدى ومتوسطه وبعيده ..وليقل الناس بعدها أن الحكومة مقصرة ..لأننا وقتها سنحيل حُساد الحكومة إلى مقولة فيثاغورث: "كثرة حسادك شهادة لك على نجاحك.."!! |