صنعاء نيوز - كشف مصدر دبلوماسي غربي في العاصمة صنعاء عن خطوات تتدارسها عدد من البعثات الدبلوماسية للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن ومندوب الإتحاد الأوروبي تهدف لإنجاح حكومة الوفاق الوطني ودعم جهود اللجنة العسكرية وبما يكفل إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد بحسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة لحل الأزمة في اليمن .
وأضاف المصدر في تصريح نقله موقع حزب المؤتمر " المؤتمر نت" أن من بين هذه الخطوات ما يتعلق بمغادرة أطراف التوتر في الأزمة التي شهدتها البلد منذ مطلع العام الجاري لحين إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة والمقرر إجراءها أواخر فبراير القادم ، وهي الأطراف التي بات وجودها يشكل تحديا جديا لحالة الانفراج السياسي رغم التطورات التي تم انجازها على صعيد تنفيذ بنود المبادرة وجهود التسوية السياسية القائمة .
المصدر كشف عن لجان لجمع المعلومات وتقصي الحقائق شكلتها دوائر دبلوماسية في العاصمة صنعاء لمراقبة مدى التزام كل طرف بتنفيذ بنود المبادرة ورصد الخروقات التي ترتكب بشكل يومي وعن الشخصيات والجهات المتورطة في تلك الخروقات ومن بينها الأعمال التصعيدية التي حدثت مؤخرا وأضرت بمناخات الوفاق الوطني وهددت بنسف المبادرة الخليجية ، وأن تلك التقارير التي جمعت أكدت تورط شخصيات عسكرية (أعلنت دعمها للحركة الاحتجاجية ) من بينها اللواء علي محسن الأحمر في تلك الخروقات .
وكانت أوساط سياسية وإعلاميه تداولت يوم أمس خبر لقاء المنشق على محسن الأحمر الذي يقود الفرقة الأولى مدرع مع عدد من سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ، وهو اللقاء الذي يأتي في إطار التحركات التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة لتمهيد الطريق أمام نجاح عمل اللجنة العسكرية التي تشرف على عملية سحب المظاهر المسلحة من المدن وإعادة الوحدات العسكرية لثكناتها ومواقعها قبل فبراير 2011م ،.
ولم يستبعد مراقبون وفي ظل هذه التحركات أن يكون اللقاء قد خصص لإبلاغ اللواء المنشق بضرورة مغادرته لليمن في اقرب وقت لحين الانتهاء من إجراء الانتخابات الرئاسية وبما يسهم في تثبيت أجواء التهدئة وإنهاء الاحتقان السياسي .
جدير ذكره أن الرئيس علي عبدالله صالح كان قد أعلن في مؤتمر صحفي عزمه التوجه الى الولايات المتحدة الامريكية لافساح المجال امام حكومة الوفاق الوطني لاجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة .
وقال الرئيس صالح في مؤتمر صحفي السبت الماضي : انا اريد اختفي عن الأنظار او من امام الكاميرا التلفزيونية واتيح الفرصة لحكومة الائتلاف وللسلطات المحلية ان تعد الاعداد الجيد للانتخابات وانا اريد ابتعد قليلا عن الانتخابات بحيث ان فشلت قالوا على الرئيس وان نجحت قالوا على الرئيس انا اريد ان ابتعد قليلا عن الانظار ، والا انا بخير انا ذاهب لاجراء فحوصات.
من جانب وقال مسؤولون أميركيون إن صالح الذي وافق مبدئيا على نقل السلطة بعد بقائه 33 عاما على راس البلاد، لا يمكن استقباله على الأراضي الأميركية إلا لتلقي علاج «فعلي» إثر إصابته بجروح بالغة في اعتداء استهدفه في حزيران/يونيو الماضي. ونفى البيت الأبيض الاثنين أن تكون إدارته أعطت ضوءها الأخضر المبدئي لقدوم صالح مثلما كانت صحيفة نيويورك تايمز أوردت في وقت سابق.
وقال اليوت ابرامز العضو السابق في مكتب الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن أنه سيترتب على أوباما الذي يعود له اتخاذ مثل هذا القرار أن يدرس ما إذا كان «خروج صالح سيساعد في تهدئة الوضع في اليمن» وإن كان «ذلك سيسيء إلى الولايات المتحدة».
وأعرب ابرامز عن ثقته بأن أوباما سيعطي في نهاية المطاف الضوء الأخضر لقدوم صالح. وأوضح أن في وسع الرئيس الذي يقضي حاليا إجازة في مسقط رأسه ولاية هاواي (المحيط الهادئ) تبرير مثل هذا الخيار بأنه «من المهم في العديد من الحالات إخراج الدكتاتور أو الرجل القوي أو الرئيس على وجه السرعة» من البلاد. ويؤكد «لكننا أنقذنا العديد من الأرواح في ليبيا لو أمكننا حمل (معمر القذافي) على ترك السلطة بشكل أسرع. ويمكننا إنقاذ أرواح في اليمن إن خرج صالح منه. وقد أنقذت أرواح في تونس لأن (الرئيس السابق) بن علي خرج على وجه السرعة». |