صنعاء نيوز -  مثلما كان للولايات المتحدة الأمريكية ضغوطها على الرئيس علي عبدالله صالح للتخلي عن السلطة كان للرئيس علي عبدالله شروطه التي أصر على تحقيقها

الثلاثاء, 24-يناير-2012
صنعاء نيوز /نجلاء عبدالله -
مثلما كان للولايات المتحدة الأمريكية ضغوطها على الرئيس علي عبدالله صالح للتخلي عن السلطة كان للرئيس علي عبدالله شروطه التي أصر على تحقيقها سواء قبل توقيع المبادرة الخليجية آو بعدها , وتعرف الأوساط السياسية في اليمن وكذا الخبراء والمهتمين بالشأن اليمني ان قيادات في المؤتمر الشعبي العام هي من صاغت المبادرة الخليجية بإيعاز من الرئيس صالح وقدمت عبر دول مجلس التعاون الخليجي , واستطاع الرئيس صالح ان يناور خصومه في الداخل والخارج وادخل تعديلات جوهرية على المبادرة ثلاث مرات , كما ادخل شروط جديدة عبر الآلية التنفيذية المزمنة .
ويقول مراقبون ان الرئيس أصر على أن يبقى رئيسا حتى موعد الانتخابات الرئاسية, كما أصر بأن تنتقل الرئاسة إلى نائبه في رئاسة الجمهورية و رئاسة المؤتمر الشعبي العام عبدربه منصور هادي , مثلما أصر على الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
وقال مراقبون ان الرئيس علي عبدالله صالح لم ينفذ مطالب الضغوط الأمريكية الا بشروط مقابلة وان الإدارة الأمريكية سبق وان اعترفت بذلك وقالت ان الرئيس صالح سبب لها الصداع بعد ان رفض ان السفر الى الولايات المتحدة بصفة عادية .
وأضاف المراقبون ان الرئيس صالح أصر على الذهاب إلى الولايات المتحدة بصفته رئيسا ويتمتع بكامل الحصانة , رغم إن الولايات المتحدة قدمت العديد من البدائل للعلاج في عدة دول لكن الرئيس صالح أصر على الذهاب إلى أمريكا بصفته رئيسا لليمن , حيث قام السفير الامريكي برحلات مكوكية بين صنعاء وواشنطن حتى رضخت الإدارة الأمريكية لشروط ومطالب صالح .
وذكروا ان الرئيس صالح أصر على الذهاب إلى أمريكا ليس للعلاج فقط , إنما توجيه رسالة لخصومه في الداخل وكذا ردا على الضغوط الأمريكية انه لن يقبل بالتنازل عن صفته الرئاسية حتى انتخاب نائبه هادي .
موضحين ان الرئيس صالح كان بإمكانه استكمال علاجه في السعودية , وقد عولج فيها وهو في حالة صحية حرجة , وان الحالة الصحية التي هو عليها اليوم لا تتطلب السفر إلى أمريكا وان بإمكانه تلقي العلاج في أي مستشفى سواء في السعودية او غيرها .
وأشار المراقبين إلى إن الضجة الإعلامية التي أثيرت حول سفر الرئيس هي شبيهة لما أثير في المرات السابقة حيث كانت الأولى عند مغادرته إلى المملكة العربية السعودية للعلاج عقب إصابته في انفجار دار الرئاسة وحيث ذهب المحللون الى ان الرئيس ذهب دون عودة , وفي المرة الثانية عند ذهابه لتوقيع المبادرة واجزم المحللون انها المغادرة النهائية و حاليا هي المرة الثالثة التي ينشغل فيه الإعلام بسفر الرئيس الذي اعلنه مررا , ورغم تأكيدات الرئيس صالح انه سيعود بعد الانتخابات لمواصلة قيادة حزب المؤتمر وتنصيب نائبه هادي رئيسا للجمهورية .
وقد وصفت وكالة الانباء الفرنسية الرئيس علي عبدالله صالح بالبراغماتي المحنك , وقالت ان خرج "مرفوع الراس" تحت الضغوط الاقليمية والدولية وبعد ان حصل على افضل صفقة ممكنة.
وقد تنبهت الوكالة لمغزى مغادرة صالح صوب امريكا , وقالت " اتجه صالح للمفارقة الى الولايات المتحدة الدولة التي تحمل لواء الدفاع عن الربيع العربي".
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-12558.htm